تجارب ومواقف غريبة

غرائب في قريتي

أنا علاء ، شاب مقيم بمنزل في قرية بالشمال الشرقي لمحافظة حماه . لدي باع بالكتابة ، و فضول كبير لسماع قصص الكبار في السن ممن عاصروا بداية بناء القرية . لذلك سأقوم بسرد بعض الروايات نقلا عن كبار السن في قريتي و أود منكم طلب الرحمة لمن رحل منهم و طول العمر لمن بقي .

مغر الشمال

كلمة ( مغر ) هي اللفظ العامي لكلمة مغارة و الجمع منها مغارات . لكن تسمى في القرية ( مغر الشمال ) و حتى اللحظة هي مصدر رعب مجهول للكثير من سكان القرية . بدأت القصة عند قيام بعض الشبان منذ عقود كثيرة . بمحاولة البحث عن أسرار هذه المغارات و الكشف عنها بوسائل بدائية للحفر و قليل من الضوء . بدأت عملية البحث ، قيل بأن من عاد من أصل خمسة شبان كان شابا واحدا فقط ، شبه مجنون و يهذي بما لا يحتمله عقل ، و نقلا عن أحد العجائز كالتالي :

توجه ابراهيم و رفاقه ( الأسماء وهمية احتراما) إلى شمال القرية للبحث عن المغر ، و هناك عند صخرة كبيرة نوعا ما بدأ عمليات استخراج التراب . عدة ليالي حتى فتحت لهم أولى المغارات ، كانت هذه المغارة عبارة عن ( خشخيشة) أو مقبرة جماعية . تشجع الشبان و دخل ابراهيم أولهم ، حسب ما نقل عن الناجي الوحيد ، فإن الجثث بحالتها الطبيعية . محنطة و عليها آثار قتل مرعبة . و قالت لهم الجثث : هنا سترقدون معنا ، مرحبا بالموتى الجدد . الناجي الأخير الذي استطاع الهرب كان جمال ، الوحيد الذي تكلم صباحا كالمجنون عما حدث . و للنكتة ، منزلي يبعد أقل من ٤ كم عن ذات المغارة ، و حتى اليوم لم يجرؤ أحد حتى على البحث عن المفقودين . و جمال وجد منحورا بجانب المغارة بعد أيام و يبتسم بطريقة مرعبة و عيون جاحظة باتجاه باقي المغر المغلقة حتى اليوم .

إقرأ أيضا :القرية المسكونة

فيلا المشنوق

قصة حزينة أكثر من أن تكون مرعبة . لكن توالي أحداثها بات مرعباً ، في العام ١٩٨٩ بنى أحد أثرياء القرية منزلا فارها . أو على الأقل مقارنة بمنازل القرية البسيطة ، و حوله لمنزل صيفي للإجازات باعتبار أنه يعمل في دمشق . و في صيف ١٩٩٢ ، ضجت قريتي بخبر صاعق ، ابن صاحب المنزل شُنِق ضمن محيط المنزل ، حتى هنا القصة العادية . قاتل وضحية ، ما رأيكم لو قلت لكم بأن من الطفل الذي قتل بعز الظهيرة قتل على يد جمال ، الذي وجد منحورا قرب مغر الشمال ؟ . حتى اليوم تشعر ببرودة قاتمة كلما اقتربت من المنزل ، شخصيا أتفادى المرور من قربه صباحا و مساء .

إقرأ أيضا :قصص واقعية من أرض فلسطين 3

حمار الحمال

أحد الروايات قد تكون طريفة نوعا ما ، تخيل أن تربط حمارك بعد يوم عمل شاق و تتوجه للنوم . و تكتشف صباحا بأن مجموعة من الشباب قد أخذوا الحمار و وضعوه على سطح منزلك ؟ . قصة طريفة أليس كذلك ؟. الطريف أن جدي كان صاحب الحمار ، و المنزل ليس له درج للصعود ، و الحمار الذي وجد على السطح قتل عندما هاجمت مجموعة من الذئاب جدي عند عودته من بستانه قبل أسبوع كامل من المقلب الظريف ، جدي ضحى بالحمار المسكين و نجى ، لكنه و حسب كلام جدتي رحمها الله ، لم يكن يعلم بأنه سيجد شبح الحمار ينتظره على السطح ، ليموت جدي بجلطة قلبية رعبا بعد أسبوع من الحادثة .

في النهاية .. ذكرت البعض من تراث قريتي الصغيرة و لدي الكثير منها . أنتظر رأي القراء عن هذه الذكريات و إن أعجبتكم ، لدي المزيد و المزيد .

ملاحظات :

_ القصص تراثية بحتة ، أكتبها هنا لتوثيقها ، و إن كانت تخيلات لأناس بسطاء ، لكنها تراث قريتي التي أحب .

_ جدي حقا توفي بجلطة قلبية ، و لكن لا أعلم ما السبب ، و ما زال بيت جدي و فعلا لا يوجد به سلم للصعود .

التجربة بقلم : علاء الدين أمين الحاج حسين – سوريا

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى