تجارب ومواقف غريبة

غرائب من عالم الحيوان – 1 –

بقلم : امرأة من هذا الزمان – سوريا

رأى السبع من بعيد وهو يأكل العربيد
رأى السبع من بعيد وهو يأكل العربيد

 السلام عليكم أعزائي رواد موقع كابوس ، وعدتكم بأن أقدم لكم المزيد من القصص وخاصة أني لاقيت الترحيب والقبول من حضراتكم ، هذه المرة سأروي لكم عن تجارب غريبة ولكن ليس أبطالها الجن وإنما الحيوانات ، أجل أصدقائي فهم أيضاً كيانات مختلفة عنا ولها عاداتها ولغاتها وتصرفاتها و غرائبها .

لنبدأ بسم الله الرحمن الرحيم.

القصة الأولى : حدثتنا بهذه القصة جارة لنا كانت راقية وطبيبة شعبية حيث كانت الخالة أم مروان تجسيداً لما يسمى الطيبين وتتصف بالصدق والأخلاق العالية رحمها الله ، قالت لنا : أنه و في طفولتها في إحدى قرى ريف دمشق كان هناك رجل غريب يسمونه أبو النص ، وسبب تسميته هي أن شعر رأسه وحاجبه و رموشه وحتى شعر جسمه كله في نصفه اليمين بلون اسود وأما النصف الأيسر فكان أبيضاً كالثلج ، رأسه و حاجبه و رموشه وحتى شعيرات يده كانت بلونين أبيض يساراً و أسود يميناً ، وعندما سألت والدها عن قصته ، قال لها : بأن هذا الرجل كان من عسكر العثماني و أنه في إحدى الليالي كان دوره في الحرس حيث كانت خدمته على الجبال وأثناء و رديته كان خائفاً جداً لما يتردد عن سبع يهجم على الجنود أحياناً ، وفي غمرة خيالاته وخوفه سمع صوت عواء وأنين شديد ولكن لم يكن مخيفاً بل يثير الشفقة وكأنه لأحد يستغيث ، فركض إلى مصدر الصوت ليرى منظراً هاله ، لقد كان ذلك السبع محاطاً بعربيد أسود ضخم يحاول أن يخنقه ويكسر عظامه ، ولشدة خوفه أغلق عينه اليمين بيده اليمين وبقي ينظر باليسار لفترة زمنية الله يعلمها ، ولكنها كانت كفيلة بسلب شباب يساره الذي لم يغطى عن النظر ، ولكنه بعد فترة ولشدة تأثره بالسبع خرج من وراء الشجيرات ولفت انتباه العربيد ليفلت السبع ويهجم نحوه و بسرعة أخرج سلاحه العسكري ليطلق النار على الأفعى العملاقة ويرديها قتيلة ،

وهنا كان السبع خائر القوى فجر نفسه نحو الرجل الذي ايقن أنه هالك وصار يلعق قدميه ويديه كمن يقدم الشكر له ، يقول الرجل أنه تركه ومشى و رأى السبع من بعيد وهو يأكل العربيد ، وليلتها لم يتوقف العواء وقد سمعه كل من كان في المنطقة وتوقفت بعدها هجمات السبع على العسكر ، المهم عاد الرجل إلى ثكنته وقد كانت مستنفرة لاختفائه ظناً منهم أن العواء نتيجة أن السبع اختطفه وأكله ، ولكن كل من رأه كان يشعر بالصدمة والخوف حتى استغرب وسألهم ، وعندها قال له أحدهم : انظر إلى المرآة ، وعندما نظر تفاجأ بنفسه بنصف شاب ونصف شائب ، وانتشرت قصته في كل الريف وقتها.

القصة الثانية :

روتها لنا زوجة أبن عمتي التي كانت قائدة عسكرية لكتيبة وبقيت في منصبها لما يزيد عن ٢٠ سنة تخدم في الجبال والبراري والغابات في زاغروس ، شاهدت فيها ما لا يصدقه عقل ولا يتقبله منطق ، وتقول عن أحد تلك المواقف أنهم و في إحدى الغارات أصيب كثير من الشباب ففر منهم الأحياء خوفاً على أرواحهم دون أن يتأكدوا من وجود أحياء ورائهم ، و بعد انتهاء الغارات عادوا ليجمعوا جثث أصدقائهم وكانت الحصيلة كثيراً من القتلى وبعض المختفين مجهولي المصير ، فظنوا أنهم قد تعرضوا للأسر أو نهشت جثثهم وحوش البرية ، ومرت الشهور و في إحدى الدوريات سمع بعض الشباب عند النهر أنين إنسان ونداء استغاثة وكأنه سمع صوتهم ، فطلب عونهم و راحوا يبحثون عن مصدر الصوت ليصلوا إلى كهف مخبأ بذكاء ومغطى بالأشجار وبحجرة ضخمة تعاونوا عليها كلهم حتى أزاحوها قليلاً ليدخل أحدهم وينصدم بوجود الرفيق (فلان) الذي كان من المختفين ، وقد كان بحالة يُرثى لها ، عارياً ، خائر القوى وخائفاً يهذي ،

فحملوه محتفلين به إلى المقر حيث عالجوه وبقي أسبوعاً حتى استعاد وعيه ونطقه واستطاع الحديث ، فروى قصته لزوجة ابن عمتي القائدة وقال لها : بأنه وعند الغارة أصيب وفقد الوعي وبعد وقت يجهل مدته استيقظ ليرى نفسه في كهف مظلم يدخل بصيص النور إليه من باب الكهف و يا للصدمة ! كان إلى جواره دب ضخم مخيف وما أن استيقظ حتى استيقظ الدب وراح يلاطفه كأنه طفل صغير ويداعبه واحضر له أوراق شجر ولحماً نيئاً ليطعمه وصار يلعق جراحه ليكتشف فيما بعد أنها أنثى دب و أنها رأت فيه ذكراً وقد أقسم أنها كانت تطلبه كما تطلب الأنثى زوجها (أتمنى أن تكونوا فهمتم قصدي) و بقي معها شهوراً يعيشان كزوجين فإذا أذعن لها ولبى طلباتها تكون حنونة وتطعمه وتداعبه وأما اذا فكر بالتحرك نحو باب الكهف كان يجن جنونها وتهجم عليه بعنف حتى تكاد تقتله ، وعندما كانت تخرج كانت تغلق باب الكهف بحجر ضخم لا يستطيع شخص منهك مثله تحريكه ، وقد قال أن قواه انهارت لكثرة شبق هذا الكائن وحبها له ، وقد راقبت كنتنا الكهف هي وعناصر ليتأكدوا من قصته خوفاً من أن يكون قد خانهم وأصبح عميلاً مزروعاً ، وقالت أنها رأت الدبة بعينيها تدخل وتخرج وكانت كمن يبحث عن شيء وكانت تعوي بصوت يشبه الصراخ ، طبعاً هي أسمت الكائن ب (بير) وهو أسم الدب بلغتنا الأم.

القصة الثالثة :

رواها لنا زوج عمتي الذي ذكرته في قصتي الماضية قال : بأنه في إحدى الليالي خرج بأمر ضروري إلى المشاريع الزراعية – وهي عبارة عن أراضي زراعة القمح والشعير وتكون عادةً بعيدة عن القرى السكنية والطريق اليها عبارة عن طريق ترابي بعرض ما يقارب ٣ أمتار – يقول وأنه في طريق العودة بعد ما أنهى الأمر الذي خرج فيه رأى عربيداً أسود ضخماً يعبر الطريق الترابي وكان يبعد عنه تقريباً ٥ أمتار ولم ينتبه لزوج عمتي فتوقف زوج عمتي بدراجته النارية حتى لا يزعج هذا المخلوق أثناء عبوره من طرف الطريق إلى الطرف الآخر ، ستتسألون أين الغريب في القصة ؟ الغريب أن زوج عمتي أخرج سيجارة ليدخنها أول ما رآه يعبر الطريق وانتهت السيجارة ولم ينتهي العربيد ، أي أنه كان طويلاً وضخماً بشكل مخيف وعندما انتقل إلى طرف الطريق توجه مباشرة إلى احدى القرى المهجورة الموجودة هناك – وهي قرية كانت لإخواننا المسيحية ولكن كل أهلها هجروها وسافروا إلى البرازيل وقد اشتهرت بأخبار ساكنيها الغرباء من العالم الآخر وخاصةً عندما تدق أجراس الكنيسة ليلاً – طبعا زوج عمتي ركب دراجته واسرع إلى البيت ليروي القصة لزوجاته وأبنائه ،

فما رأيكم أخوتي هل هذا ثعبان حقيقي أم جن متشكل ؟ ولي قصة أخرى عن هذا العربيد أرويها لكم في مقال قادم حتى لا تملوا أعزائي ، إلى اللقاء في مقال قادم ، إما عن غرائب الحيوانات أيضا أو عن تجارب لأسرتي أتمنى أن تختاروا أنتم أعزائي القراء ، تحياتي.

تاريخ النشر : 2019-11-26

guest
35 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى