تجارب ومواقف غريبة

غرائب من عالم الحيوان 3

بقلم : امرأة من هذا الزمان – سوريا

كانت الكلاب تخاف هذا القط ولا تتعرض له أبداً
كانت الكلاب تخاف هذا القط ولا تتعرض له أبداً

 
السلام عليكم أعزائي رواد موقع كابوس.

كنت قد نشرت سابقاً غرائب من عالم الحيوان لأشخاص أعرفهم مروا بتجارب غريبة مرتبطة بالحيوانات ، وأما اليوم سأحكي عن تجربة خاصة بي عايشتها بنفسي.

حدثت لي بعد زواجي ، إذ أنني تزوجت في قرية بسيطة نساها الزمن والتطور بكل أشكاله ، تتميز جميع قرى تلك المناطق بشبه انعدام لوجود القطط ، حيث تلجأ للنواحي المجاورة لسببين ، الأول هو فقر الناس فلا تجد تلك الكائنات ما تأكله ، والثاني كثرة الكلاب ، ففي كل منزل عدة كلاب للحراسة ، و قد رأيت بأم عيني ما يحدث لأي قطة مسكينة تفكر بالاقتراب من حدود القرية ، كانت تُقتل في ثوان معدودة و تمزقها الكلاب إرباً ، مع أنهم لا يأكلونها !.
المهم أنني وعند وصولي لبيت عمي لمحت قطاً أشقر كبير نسبياً كنمر مصغر ، كنت مشغولة بالتحضيرات ولم أعر الأمر اهتماماً لأنني عرفت مصيره المشئوم ،

ولكن و بعد أن أقمنا الزفاف ودخلنا غرفتنا سمعت صوت القط على الباب ، لم آبه للأمر ، و هكذا ومن يوم زواجي وطيلة مكوثي عند أهل زوجي كان ذلك القط ينام عند باب غرفتي ليلاً ، و في النهار يلعب حول غرفتي في البستان ، كانت الكلاب تخافه ولا تتعرض له أبداً مما أثار استغراب الجميع وسؤال أي أحد يراه : هل ماتت كلابكم حتى بقي هذا هنا ؟ في مرة حاولت كلبة بيت عمي مضايقته فهجم عليها وصار يصدر أصواتاً عالية أخافتها حتى جلست بعيدة عنه هي والكلاب الأخرى دون أن تجرؤ على الاقتراب منه ،  و بقي كذا طيلة شهور بقائي هناك ، عدت إلى محافظة أهلي و بقيت في زيارة لشهرين ونسيت أمره ، ولكنني عندما عدت لبيتي اذا به موجود كأنه ينتظرنا ،

ثم حدث شيء غريب ، تزوج أخو زوجي وإذا بالقط يذهب للنوم عند باب غرفته البعيدة قليلاً عنا ، غاب يومين ثم عاد إلى باب غرفتنا ، و عندما حل الصيف و أصبح الجو حاراً بدأنا بالنوم على الأسطح و كنت وقتها حاملاً وكان زوجي يضطر للبقاء في حقول القمح خاصتهم حتى ساعات الفجر الأولى ، وما إن أصعد إلى السطح لأفرش يلحق بي (صديقي القط ) ويبقى طيلة فترة غياب زوجي ، أقسم بالله كان يتمدد فوق فراشنا كوضعية الأسد ويراقب مدخل السلالم ، وما أن يأتي زوجي يقوم وينزل بكل هدوء ، كل ليلة كان يفعل ذلك على الرغم من وجود فرش زوجة أخيه و أطفالها على نفس السطح ولكن بعيداً عنا ، وكان زوجي يبتسم ويقول له مازحاً : أحسنت الحراسة ، لم نسيئ له على الرغم من غرابته ، و لكن ما حصل بعدها جعلني أشك بأمره ، فبعد سنة من عيشي مع بيت عمي انتقلنا إلى دمشق و أنجبت طفلتي ،

بقينا عاماً ثم هاجرنا إلى بلد شقيق ، و هناك استأجرنا غرفة صغيرة على أسطح أحد المنازل ، و هنا حدثت المفاجأة لقد بدأ قط يأتي إلى فسحة منزلنا كأنه نسخة طبق الأصل عن ذاك القط ، ذكر ذهبي جميل وضخم ونظيف جداً على عكس قطط الشوارع في ذاك المكان ، كان يأتي يومياً يجلس نفس جلسة قطنا الأول بهيبة وهدوء فقط يراقب مدخل المنزل ، تعلق بصغيرتي وتعلقت به تلاعبه وتضربه أحياناً و تؤلمه دون أن يبدي أي ردة فعل ، حتى خمشها مرة في عينها فخفت عليها منه ، صرنا نحاول طرده بكل الطرق حتى قالت لي جارتي : ارشقيه بالماء ليرحل ، ولكن لم أفلح ،

لم استطع ضربه شفقة ولكن جارتي المسنة عندما سمعت بقصة قطنا الأول وهذا قالت لي : انتبهي منه ، وصارت تضربه وترشه بالماء ولكن دون أي فائدة ، لم يتركنا أبداً ، و ذات مرة صفعت صغيرتي فصارت تبكي وفجأة هجم علي بقوة وحدة كما فعل قطنا الأول بالكلاب أعزكم الله ، انتقلنا بعدها من ذلك المنزل ولم أر بعدها إلا قططاً عادية لا تشبه أبداً تلك القطتين بنظراتهم وتحركاتهم وتصرفاتهم شبه الواعية ، فما رأيكم أعزائي هل هناك شيء غير عادي في الموقفين أم أنني تهيأت فقط غرابة القطين وأخطأت بربطهما معا ؟ أترك لكم أخوتي الحكم وانتظر آرائكم الكريمة وأعتذر عن إطالة وإلى اللقاء مع تجارب غريبة أخرى من عالم الحيوان ودمتم سالمين.

 

تاريخ النشر : 2020-08-29

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى