تجارب ومواقف غريبة

غرائب من عالم النبات – الجزء الثاني

بقلم : امرأة من هذا الزمان – سوريا

ما زاد الأمر غرابة أن الشجرة صارت تطول بشكل عجيب طيلة ذلك النهار
ما زاد الأمر غرابة أن الشجرة صارت تطول بشكل عجيب طيلة ذلك النهار

 
السلام عليكم أعزائي الكابوسيين ، جئتكم بغرائب جديدة من عالم النبات والأشجار وأتمنى أن تعجبكم ، و لكم الحرية في تصديق أو تكذيب ما ستقرؤون.
و نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم:
القصة الأولى:

أغلبنا سمع بمنزل الأبرش في منطقة الجسر الأبيض ؛ دمشق ، و مختصر قصة المنزل أنه مسكون منذ عشرات السنين و كل من حاول دخوله أو السكن فيه تعرض للويلات ، وأما قصة اليوم فقد حدثت مع أختي وصديقاتها حيث كانت طالبة في السنة الثانية من كلية هندسة الزراعة وقررت في يوم مع صديقاتها زيارة منطقة الجسر التي تتمتع بوجود سوق كبير ، و عند وصولهم للسوق أخبرتهم صديقتهم بقصة منزل الأبرش فقررن المرور به كمغامرة والتقاط الصور بجانبه ،

و قد وصفت لنا بأنه أشبه بقصر صغير قديم وله رهبة في النفس عند رؤيته ، والغريب أن الشارع ممتلئ بالسيارات ما عدا أمامه فلا سيارة واقفة ، و تمتلئ أسواره بزهور شجرة المجنونة والتي قررت إحدى صديقات أختي (ريما) أن تقطف وردة منها ، حاولت بقية الفتيات منعها خوفاً ولكنها استهزأت بهن ونعتتهن بالمتخلفات والجاهلات ، عادت الفتيات من نزهتهن سعيدات ولكن في صباح اليوم الثاني التقين في الكلية ولكن المفاجأة كانت بأن ريما كانت مرهقة بشكل و وجهها أصفر وعيناها حمراواتان على غير عادتها ،

وأخبرت الفتيات بأنها لم تستطع النوم كل الليل من شدة الخوف فما أن وضعت رأسها على الوسادة حتى أصبح جو الغرفة خانقاً بشدة والهواء ثقيلاً ، و بعدها صارت تسمع أصوات طرق شديدة وكأن أحدهم يفتح الجوارير ويغلقها ، ثم بدأت تسمع أصوات ضحك وصرخات ، وعندما رفعت رأسها وجدت أخواتها نائمات بشكل عادي ، لم تنم تلك الليلة وأصبحت متعبة ، و أول شيء فعلته هو إزالة الوردة المجنونة من الكتاب لترجعها للبيت بعد الدوام الجامعي ، و فعلاً أعادتها.

لا أدري هل تعرضت لمضايقات من سكان منزل الأبرش فعلاً من أجل وردة المجنونة أم أن ريما من الخوف هي من أصبحت تهلوس ، ما رأيكم أعزائي هل لقطفها الزهرة أي علاقة بما تعرضت له أم هي مجرد هلوسات بسبب كلام الفتيات ؟ أترك لكم التعليق.

القصة الثانية:

هذه القصة حدثت في مدينة دوما بريف دمشق ، و قد شهدتها و شاهدت الشجرة المعجزة بأم عيني ، في يوم جمعة قبل الحرب في سوريا اتجهنا إلى مزرعتنا التي كانت تقع في دوما ، و على الطريق وعند المقبرة تماماً رأينا تجمعات و هرجاً ومرجاً ، فنادى والدي لشاب صغير يسأله عن القصة ؟ فأجابه الشاب : بأن حارس المقبرة نام البارحة وكل شيء طبيعي ولكنه استيقظ صباحاً ليجد شجرة بطول مترين وأكثر قد نبتت داخل أحد القبور و نادى للسكان الذين بجوار المقبرة ليروا العجب ، تابع أبي مسيره إلى مقصدنا و نحن نرى الشجرة تعلو فوق سور المقبرة وسط التكبير والتهليل الناس ،  وما زاد الأمر غرابة أن الشجرة صارت تطول بشكل عجيب طيلة ذلك النهار حتى وصلت في وقت المغرب إلى ما يقارب ال٦ أمتار و أكثر ،

و قد نُقلت قصتها بنفس اليوم على شاشات الأخبار العربية ، ولكن وبسبب الزحام الشديد و ما رافقه من مشكلات اضطرت حكومة النظام إلى قطعها وسط ازدراء الناس الشديد ، و لكن و كما قيل فقد فعلوا ذلك درء للفتنة ، و قد حصلت عدة مشاكل حولها ، منها قيام فتاة برقص خليع و هي متمسكة بالشجرة فوق القبر ، و قد شاهدتها وكانت تبدو مخدرة أو سكرانة ، و تشاجر بعض الأشخاص لأخذ قطعة من ورقها أو أغصانها ليتباركو بها ، حتى أن جارتنا كانت بشدة السعادة لأن أقربائها احضروا لها قطعة منها بحجم إبهام تقريباً و قالت : إنها بركة !.

وأما عن صاحب القبر فقد تداول الناس عدة قصص وإشاعات ، فأحدهم أخبر أبي بأنها لفتاة قُتلت منذ ٢٠ سنة ظلماً باسم الشرف والله برأها بهذه الشجرة ، وآخر قال : أنها لمدمن خمور وقمار وأن الله عاقبه بشجرة نبتت من جسده فقطعته ، و ثالث قال : أنها لرجل قتله أخوه من أجل بعض الأموال ، و كثرت القصص حولها ، و لكن ما حدث بعد قطع النظام لها كان المفاجأة ، ففي اليوم التالي نبتت شجرة نسخة عنها و بنفس سرعة نموها في الإسكندرية و قامت حكومة مصر أيضاً بقطعها ، و لكن في اليوم التالي لقطعها في مصر نبتت في تركيا ، و هذا كان دليلاً كافياً للناس بأنها شجرة مباركة و لله في إنباتها حكمة ، عزيزي القارئ ما رأيك ، هل هي شجرة مباركة فعلاً أم أنها طفرة جينية ؟ أو كما أقر عميد كلية الزراعة في دمشق بأنها نوع معين من الشجر هذه وتيرة نموه و لا شيء غريب فيها.

القصة الثالثة:

حصلت هذه القصة معي ، و لا أدري إن كانت غريبة أم لا ؟ ففي يوم من أيام طفولتي أهدت صديقة للعائلة أمي شجرة رمان صغيرة لم تكن تتعدى ال ٥٠سم طولاً و زرعتها أمي في حوض منزلنا و صرنا نهتم بها و نرعاها مع باقي نباتاتنا ، ولكن الشجرة لم تكن تكبر ولا تثمر و بقيت هكذا لسنين عدة ، و في يوم من أيام صباي و لرغبتي في أن تزدهر و تنمو وتثمر حملت مقصاً ورحت أقلمها وأقصها ، و في ذلك الصيف أقسم بالله أنها نمت طولاً بشدة حتى عدت المتر طولاً وأثمرت سنتها رمانتين و بقيت تنمو حتى أصبحت كبيرة و تثمر كل سنة عدة رمانات ، حسناً أين الغريب في ذلك ؟

الغريب أن المرأة التي أهدتها لأمي زارتنا في ذات مرة وعندما جلست عند الحوض تحتسي مع أمي القهوة سألتها : أين الشجرة التي أهديتك إياها ؟ فأجابتها أمي : ها هي ، ألم تريها ؟ صُدمت المرأة وجحظت عيناها و قالت لأمي : كيف ذلك ؟ فشجرتي التي أهديتك إياها من رمان الزينة (رمان قزم) الذي لا يكبر أو يزيد طوله عن نصف متر أو أكثر قليلاً وهو حتى لا يثمر ! ثم أخبرتها أمي بما فعلت من تقليمها ، فقالت لها : ما شاء الله ، يد ابنتك هذه خضراء ، نصيحتي في العمل بمجال قص الشعر ، وفعلاً ألاحظ دائماً أن زهور الجوري في بيتنا أعلى وأكبر من باقي الجيران بشكل حتى هم يلاحظونه ، فما رأيكم أعزائي ؟.

أتمنى أن تنال قصصي البسيطة إعجابكم وأراكم في مقالات قادمة إن شاء الله.
تحياتي.

تاريخ النشر : 2020-09-26

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى