منوعات

غرائب وعجائب من الجزائر ..

بقلم : نور الهدى الأخضرية – الجزائر

للتواصل : [email protected]

الجزائر .. عروس عمرها التاريخ و مجدها الأزل ، كانت مع اول ذرة في درب هذا الكون ، واستمرت ..لتشيخ الأمجاد وتتصرم ويبقى مجدها شامخ لا يثلم . حكايات جميلة واسرار طويلة اقدم إليكم غيثاً من فيضها ..

صحراء بريزينة قطعة من المريخ:

نعود الى الصحراء مرة اخرى لكن هذه المرة ليس ككل الصحاري انها صحراء شاسعة بلون احمر تشبه تضاريسها كوكب المريخ بلونه الاحمر وبتضاريسه الغريبة ،انها صحراء بريزينة والتي ،تتواجد في ولاية البيّض

(بالشدة على حرف الياء)والتي تبعد عن العاصمة ب 710كلم هذه المنطقة الساحرة والنائية جدا عن حياة البشر تتميز بلونها الاحمر وقلة غطائها النباتي وايضا بشكل جبالها ذات القمم المسطحة تماما حتى ان من زارها يعتقد انه في صحراء اريزونا بالولايات المتحدة للشبه الكبير بينهما في لون الرمال الحمراء والجبال المسطحة والمناخ والاتساع .

blank
إلى اليمين صحراء بريزينة في الجزائر و إلى اليسار صحراء أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية ..

كل من زار هذه الصحراء وخيم فيها سحر بالهدوء والسكينة الموجودة فيها وجمال المناظر الخلابة الغريبة والتي تشبه افلام الخيال العلمي ، وتعود تسمية هذه الصحراء بصحراء بريزينة الى اسطورتين

الاولى  :

تقول ان هناك امرأة كانت تعيش في هذه المنطقة وتسمى زينة وكان لها بئر يرتوي منه الناس والمسافرين الرحل في الصحراء وسمي البئر باسم بئر زينة نسبة الى صاحبته لتتحول الكلمة الى بريزينة مع مرور الوقت ،ا

والثانية :

 فتقول ان جمال المكان وروعته جعلت كل من يزوره يقول ” البر الزين” أي البرية الجميلة لتتحول الى كلمة بريزينة مع مرور الوقت .

اصبحت صحراء بريزينة اليوم مقصدا للمغامرين والرحالة بين من يراها كقطعة من المريخ وبين من يراها قطعة من صحراء اريزونا الأميركية خاصة المخيمين فهل ستزورها عزيزي القارئ؟

مقابر ثقب القفل:

نبقى في الصحراء لكن في ولاية اليزي هذه المرة وكما هو معروف تشتهر الجزائر بامتلاكها اكبر متحف طبيعي مفتوح في العالم وقد يقول البعض انها مجرد صحراء لكن هاذا المتحف الطبيعي مليء بالأسرار وقد سبق وذكر في مقالات سابقة في الموقع عن كهوف الطاسيلي ومدينة سيفار الغامضة واليوم سنعرف سر آخر في هذه المنطقة فالمتجول في صحراء اليزي وفي منطقة تين أمالي ومنطقة تيكوباوين في طاسيلي ناجر ، يشاهد من بعيد اشكال حجرية غريبة عند الاقتراب منها وخاصة من منطقة عالية تشاهد شكلا دائريا مصنوع من الحجارة ويشبه ثقب القفل هذه الاشكال رصفت فيها الحجارة بدقة لتشبه تماما اقفال المفاتيح كما نعرفها اليوم .

blank
مدافن على شكل اشكال دائرية غامضة …

وهذه الاشكال هي في الحقيقة عبارة عن قبور ملكية غامضة غير مكتشفة كليا وتعود للعصر” النيوليتي” خلال العصر الحجري وهي الفترة التي تمتد من ظهور الزراعة الى غاية ظهور الكتابة قبل 5000عام وتقدر اعمار هذه القبور ب 10.000 سنة وهي قبور خاصة بالرجال فقط حيث سجيت الجثامين على جنبها وليس على ظهرها كما ان الرؤوس متجهة نحو الشرق ،وتغطى هذه القبور بالحجارة بشكل دائري متناسق وعادة ما تكون محفورة في التلال في الصحراء ،قلة الدراسات والابحاث ساهمت في بقائها غامضة  ،لأي حضارة تعود ولماذا هي خاصة بالرجال فقط ولماذا هي نائية جدا في صحراء شاسعة لا أحد إلا الله يعلم !..

مشفى عين النسور المهجور :

لمحبي المغامرات وقصص الجن والرعب والاماكن المهجورة والنائية ايضا ، ما عليكم سوى زيارة ولاية عين الدفلى وبالتحديد في منطقة عين التركي حيث يتواجد هناك بين غاباتها الكثيفة مستشفى يسمى مستشفى عين النسور وهو مخصص للأمراض الصدرية والربو وقد تم بنائه على تل مرتفع ب 1300متر ووسط غابات كثيفة وتم تخصيصه للأمراض الصدرية والتنفسية فمثل هذه المناطق مفيدة لهذه الامراض ،مساحة المستشفى تفوق الهكتارين وسعته 200سرير وقد تم افتتاحه عام 1987لكن لم تمر سوى 7سنوات على استغلاله حتى تم هجره عام 1994حيث عرفت الجزائر ازمة وتدهورا امنيا كبيرا واضطرابات سياسية في ما يعرف بسنوات الدم حيث تمركزت جماعات ارهابية في الجبال والغابات واستهدفت المدنيين العزل .

مشفى مهجور في الغابة ..

ولأن المستشفى كان يقع في منطقة غابية وجبلية نائية والطريق الوحيد المؤدي اليه يمر وسط الغابات فقد اصبح الوصول اليه خطرا ومخيفا خاصة في الصباح الباكر او المساء خاصة مع استمرار المجازر والاغتيالات للسكان العزل في المناطق النائية فتم هجر المستشفى من قبل اطبائه وعماله خاصة بعد تعرضه لعمليات تخريب من قبل الجماعات الدموية ومنذ ذلك اليوم اصبح المستشفى مهجورا وكذلك الطريق المؤدي اليه، وبعد نهاية سنوات الدم وعودة الاستقرار والامن الى كل المناطق وعودة كل السكان الى قراهم ومناطقهم ومنازلهم الا ان المستشفى بقي مهجورا رغم اهميته وموقعه الممتاز للاستشفاء والنقاهة ،ونظرا لطول هجرانه فقد انتشرت روايات وقصص عنه بانه مسكون بأشباح ضحايا العشرية السوداء الذين قتلوا في المنطقة او بالقرب منها ومنهم من يقول ان المكان غير مريح من منظره والصمت المطبق عليه وعلى الغابة المحيطة به ، وحتى الطريق المؤدية اليه صامتة وسط الغابات الكثيفة التي يعمها الصمت ،استمرت الحكايات تحكى عن هاذا المستشفى ولا يقترب منه احد وخلال ازمة كورونا تمت المطالبة بترميمه لعلاج مرضى كورونا خاصة بعد زيارة الكثير من المؤثرين على اليوتيوب اليه كتحدي للاماكن المهجورة والمسكونة ومنهم من قام بالمبيت فيه لليلة كاملة ،لكن مشروع الترميم مازال متوقفا رغم كثرة الزائرين له من السكان او المغامرين والتمتع بسحر الغابات المحيطة به لذى ستبقى اشباحه مرتاحة الى ان يأتي من يوقظها.

مغارة بني عاد:

لنرحل غربا من جديد الى مدينة تلمسان عاصمة الدولة ” الزيانية ” قديما وبالضبط بلدية ” عين فزة  “حيث تتواجد مغار بني عاد والتي تتواجد على عمق 57متر تحت الارض ويمتد طولها الى 700متر اما درجة الحرارة داخلها فهي ثابتة طول السنة بحدود 13درجة وقد تم اكتشاف هذه المغارة اول مرة من قبل القبائل الامازيغ الذين عاشوا في المنطقة ومازالوا يعيشون فيها ،لقد قدر خبراء الجيولوجيا ان المغارة تمتد الى غاية تراب المملكة المغربية بحكم ان مدينة تلمسان على الحدود مع المغرب لكن الحكومة الاستعمارية الفرنسية قامت بردم الطريق المؤدي الى المغرب داخل المغارة بالإسمنت المسلح خلال الحقبة الاستعمارية لمنع ادخال الاسلحة الى المجاهدين الجزائريين عن طريق المغرب.

blank
للمغارة أجواء ساحرة جداً …

تتميز مغارة بني عاد بجوها المنعش وباحتوائها على مجموعة من الصواعد والنوازل ذات اشكال مختلفة وغريبة كما ان بعضها اتخذ اشكالا معروفة مثل تمثال الحرية وشكل الصقر وغيرها كما تحتوي المغارة على عدة غرف منها قاعة السيوف التي تتميز بالعدد الكبير من النوازل التي تشبه السيوف العربية البيضاء وهناك قاعة المجاهدين والتي كانت مكان لراحة المجاهدين خلال الثورة التحريرية ،اما القاعة الثالثة فهي قاعة تتميز بجدار ابيض ملون عند النقر عليه بعمود خشبي يصدر صوتا مثل الموسيقى الافريقية المشهورة ،صنفت مغارة بني عاد في المرتبة الثانية عالميا من حيث الديكور الداخلي الموجود فيها وهي الاولى افريقيا والاجمل فيمكن للزائر ان يسير فيها متمتعا بمناظرها وبصوت هديل الحمام الذي يعيش فيها ،وقد زار هذه المغارة الكثير من العلماء والمشاهير والشعراء مثل ابن خلدون ،ابن خميس التلمساني ، ابن خفاجة الاندلسي ،وابن ابي زرع ، حيث استلهموا ابداعاتهم من مناظرها الجميلة ،وتقول الرواية ان تسمية المغارة باسم بني عاد يرجع الى ان هناك قوما سكنوا المغارة قديما لكنهم كانوا من الرحل حيث يغادرونها ثم يعودون اليها في كل مرة ومنه سميت ب مغارة بني عاد أي الذين يعودون  . وقد تشكلت المغارة منذ ما يزيد على القرنين من الزمن قبل الميلاد وقد اكتشفها الامازيغ وسكنوها حيث تم العثور على اواني فخارية استعملها الانسان القديم .

هذا جزء يسير جدا من حكايات الجزائر ، حكايات على كثرتها ربما لا تنتهي ، والان عزيزي القارئ ، ما اكثر ما شد انتباهك مما عرضه المقال ؟ شاركنا .

المصدر
Wikipediaمواقع و كتب متنوعة
guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى