تجارب ومواقف غريبة

غرباء البيت

بقلم : يونس – المغرب

غرباء البيت

كيف يعقل ان يكون هذا البيت مسكونا ..

هذه القصة حقيقية وقعت لي في السنة الماضية ..

انا اسكن في المدينة لكن في الصيف اذهب مع اسرتي و اخوالي الى قريتنا ، كان لدينا في القرية منزلان كبيران ، نحن نسكن في بيت عادي اما الاخر فكان الاكبر في تلك المنطقة ، اكثر من 300متر مربع ؛ لم يحب احد النوم في ذلك البيت لكونه محطة للجن ، انا أومن بهم لكن لم يكن يوجد اي دليل لهم في ذلك البيت رغم ان جميع السكان اخبروني عنه ، مصابيح تشتعل و تنطفئ من تلقاء نفسها ، كما ان الاغلبية سمعوا اصوات لطبول و صخب مثل العرس ، لم ابالي بذلك قط لاني لم ارى اي شيء .

كنت انا و عائلتي مجتمعين على مائدة العشاء ، سرعان ما شبعت وخرجت من المنزل ، كان الوقت متأخرا قرابة الواحدة بعد منتصف الليل ، جلست فوق كرسي خشبي امام الباب و انا اتامل منزلنا الآخر ، كيف يعقل ان يكون هذا البيت مسكونا رغم كبر حجمه ، المهم بدأت ارى نافدة فتحت من تلقاء نفسها ، جريت نحو جدي سألته هل من احد في المنزل فاجاب بالنفي قائلا "لا احد هناك والباب مقفولة " .

اخبرت ابن خالي ، كان يصغرني بسنتين ، خرجنا ولم اجد الكرسي امام الباب ، كان مكانه قد تغير ، احضرته و جلسنا عليه فلاحظت بأن تلك النافذة أغلقت فزاد فضولي ، ثم سرعان ما رأينا بعض غرف المنزل اصبحت مضيئة . تأكدت ان ما قاله جيراننا و اقربائنا حقيقة ؛ زاد الرعب و فضولي ، اخذت المفاتيح من عند جدي و ذهبت مسرعا للمنزل للتأكد هل كل هذا حقيقة ام زيف .

فتحت الباب وأشعلت الاضواء السفلية فسمعت خطوات شخص ما بالاعلى ، صعدت وجدت ان ضوء الحمام مشتعل دخلت وجدت الصنبور مفتوحا فغسلت يدي المرتعشتان و اقفلته بعد خروجي من الحمام انفتح الصنبور مرة أخرى ، لم ابالي ، بدأت اخطو نحو الصالون الكبير ، سمعت صوت اطفال لكن لا وجود لهم ، كان قلبي يدق كالوتر المشدود ، حاولت تجاهل الامر لكن احسست ان شخصا ما لمسني من رأسي ، لكني لم اجد احدا ، ثم انقطع التيار الكهربائي ، لحسن حظي كان معي هاتفي ، اردت الخروج فامسك شخص ما برجلي ، لم استطع الجري او المشي ، والله اقسم ان هذا حقيقي ، سقطت على الارض وبدأت ازحف شيئا فشيئا و انا اصرخ بآية الكرسي ثم احسست اني خفيف.

كان البيت مثل متاهة ، اردت النزول للاسفل لكي اخرج ، لكني نسيت فصعدت للطابق الثالت في بضع ثواني ، جلست فوق كنبة ، بدأت اشعر بالحر الشديد و اسمع كلمات لم افهمها ، بدأت بالصراخ لكن دون جدوى ، تمالكت نفسي أخيرا و بدأت اقرأ القرآن الكريم ، لكن كان امامي مرآة كبيرة فرأيت نفسي امام امرأة آية في الجمال ، حسناء بان عليها الخجل ، فنضرت ورائي ، لم يكن هناك شيء ، ثم احسست ان هناك شيء ما يرصدني ، سمعت قهقهات و ضحكات ، اصوات اطفال …

لم يكن لدي حل سوى الهرب و الجري على السلالم الغير المنتهية حتى وصلت للباب لم استطع اكمال الجري لتعبي الشديد ، جلست قرب المنزل المسكون لم يفصل بينه و بين منزل الآخر إلا 30 مترا ، لحسن حظي لمحني جدي فأتى مسرعا وحملني للبيت و بدا يقرأ علي القرآن .

هذه قصتي حقيقية بدون زيادة أو نقصان ؛ كما أني لم استطع نسيان هذه الأحداث .

اريخ النشر 26 / 10 /2014

guest
25 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى