تجارب ومواقف غريبة

فحل الجن

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

كيف يعرف هذا الجمل أماكن سكنى الجان في الوديان والجبال ؟
كيف يعرف هذا الجمل أماكن سكنى الجان في الوديان والجبال ؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، أصدقائي الأعزاء كما وعدتكم أن أشارككم القصص المثيرة التي سمعتها من أصدقائي في قبيلة العبابدة ، و كنت أحب أن أقضي معهم بعض الليالي والأيام داخل الجبال والصحراء أثناء فترة كورونا و كنت أحاول أن اجعلهم يبوحوا لي بأسرارهم التي لا يشاركون أحداً بها وهذا شيء صعب جداً ، و سألتهم كيف يختاروا مواقع التخييم في الوديان ولا يخافوا الأفاعي والعقارب ؟ فذكروا لي أن لهم ثلاثة شروط للتخييم في أي مكان .

أولاً : أن يبرك الجمل فيه بهدوء دون رفض.
ثانياً : يوقدون ناراً ويلقوا فيها بعض الملح فإذا اشتد لهيبها وأصدرت صوت فرقعة شديدة بلهب أزرق يغادرون فهي إشارة أن المكان يخص قبيلة من الجان ، واذا أصروا أن يبيتوا تهاجمهم جيوش من العقارب والأفاعي و الحشرات.

ثالثاً : أن يبتعدوا عن مدخل الوادي نفسه لأنه ممر لعبور الدبيب والجان العابر في المكان ، و قال أن لدى بعضهم نوع من الجمال والابل تعرف الأماكن المسكونة بالجان وتبتعد عنها ، وأشار إلى جمل ضخم إلى حداً ما لونه يميل إلى الاحمرار أعرفه و كنت أخشى أن امتطيه دوماً عندما كنت أرافقهم في رحلة جمال إلى مكان لا تدخله سيارات الدفع الرباعي ، و كنت الأحظ دوماً أن صديقي يهتم جداً بهذا الجمل ويتحدث اليه كأنه يفهم ما يقول له ، والأعجب أني كنت أشعر أن الجمل يفهم ويعي ما يقوله له ،

و كان الجمل يحب رائحة التبغ بل إن صديقي كان يشعل له سيجارة له وحده ينفخ دخانها في أنف هذا الجمل ، وكنت في مرة سابقة منذ عام أو أكثر أقضي ليلة عنده ولاحظت أنه قبل منتصف الليل أخذ يرغي ويصدر صوتاً عالياً و ذهب في الظلام وحيداً ، وعندما لفت انتباه صديقي ضحك وقال : أنه ذهب لرؤيه أقاربه ، و عندكما سألته ماذا يقصد بأقاربه ؟ لم يجيب.

وكان هذا الجمل الوحيد في قطيع صديقي الذي لا يعقله صاحبه ، أي يربط قائمتيه الأماميتين بحبل ، و يُسمح له بالحركة والرعي ولا يُسمح له بالابتعاد كثيراً عن المخيم بعكس باقي الإبل ، فقلت له : كيف يعرف هذا الجمل أماكن سكنى الجان في الوديان والجبال ؟ قال : إن هذا الصنف من الإبل من نسل الجان ، و قص لي الأتي : أن جده كان يملك ثلاثة من النياق ، أي أنثى الجمل ، و لم يكن يملك ذكراً من الجمال يلقح هذه الإبل ،

ولاحظ فجأة أن أبله عشار ، أي حوامل دون أن يكون حولهم فحل ذكر ، وذكرت الجدة لجده أنها رأت فحل جمل أحمر ذات مساء مع هذه الإبل ، مع أنهم يبتعدون عن أي مخيم آخر ، ومعروف عندهم أن هناك صنف من الجان يتشكل في شكل الجمال ويلقح إناث الإبل ، فتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نهي عن الصلاة في أماكن الإبل ، و كذلك على ما أعتقد ضرورة الاغتسال أو الوضوء حين تناول لحومها و أنها تمت إلى الجان بصلة ما.

وقال : أن نوق الثلاث وضعت جملين و ناقة و وزعهم الجد على أبناؤه ، و أنه حين يحضر أخويه الذين يملكون من ذرية هذه الإبل يسعد هذا الفحل بمقابلة أقاربه ويقفون كأنهم يتحدثون سوياً ويذهبون سوياً بعيد عن مخيمه و يعودون ، و أن الأفاعي و الدبيب يخشون الاقتراب من مخيم به هذا الفصيل من الجمال ، وكذلك يدلهم على أماكن الرعي والماء أيضاً ، فزاد تعجبي ! و لولا أني لم أعهده كاذباً أبداً ما تعجبت ،

وبعدها خلدنا إلى النوم وظللت فترة مستيقظاً أنظر إلى هذا الجمل و أراجع ما اعرفه عن عالم الجان و أتذكر الأحاديث عن الإبل والجمال ، و في الصباح ذهبت إلي مربط الجمال ونظرت جلياً إلى هذا الجمل ، و أقسم بالله أنه استدار ونظر إلي كأنه يعرف لماذا انظر اليه بتعجب ! لست خبيراً بالابل و أترك لكم الحكم أصدقائي الأعزاء ، و ما زال هناك الكثير في جعبة هؤلاء القوم ملوك صحراء مصر الشرقية منذ ثلاثة آلاف عام منذ زمن قدماء المصريين ، وللحديث بقية.

 

تاريخ النشر : 2020-08-07

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى