فراق حبيبتي
أنا أعلم بأنكِ قد نسيتيني منذ سنوات بسبب كبريائك وكرامتك يا عزيزتي |
و بعدها أيضاً بشهور أتت لزيارتنا كنت في غرفتي ولم ألتقي بها ، أقفلت باب غرفتي فسمعت صوتها تقول لوالدتي : أين مصطفى ؟ أجابت والدتي وهي تقول لها : لا اعرف ما حصل له و لا اعرف لماذا هو حزين لهذه الدرجة في حياتي ؟ لم أراه وهو حزين هكذا ، بعدها ابنه عمي قالت لوالدتي : أنا سأذهب اليه أنا و سأتكلم معه لأعرف ما به ، وهي تطرق باب غرفتي وتنادي بأسمي و أنا أبكي ولم يكن لي جرأة لأفتح الباب لها و أرى عينيها بسبب تلك الكتابة التي نشرتها في الفيس بوك و ظل تناديني و أنا لم افتح لها الباب ، و بعدها بساعات ذهبت من منزلنا هي وعائلتها و بعدها أيضاً لم نلتقي .
أخرجت هاتفي و راسلتها في موقع التواصل الاجتماعي الانستقرام ، لم أعرف ماذا سأقول لها هذه المرة أيضاً وهي فعلت فعلتها مرة أخرى و تشاجرت معي وقالت لي : لا تراسلني و إلا سأقول لأخي بأنك تزعجني ، بعد كتابتها هذه الرسالة ضحكت ضحكه هستيرية و قلت لها : ماذا دهاكِ ؟ أنا أبن عمك ، لم اقصد بأن أضايقكِ ، أنا فقط أريد أنا أقول لكِ ما في قلبي ، و قلت لها : حياتي تدمرت بدونكِ ،
أنا لا أفكر بك في وقت احتاج لكي و لا عندما أحس بحزن ، ولكن أنا حقاً أفكر بك طوال الوقت و أتمنى لو لم نفترق و لم نحزن أنفسنا ، و أنا حقاً أسف ، لا أعرف ماذا سأفعل ، سامحيني ، بعدها لم تتكلم معي و أقفلت في وجهي و عملت لي حظر ، في تلك الليلة جن جنوني و وصلت لحالة من الاكتئاب الشديد ، كنت دائماً أقول لنفسي : سأذهب إلى بيتنا و أتكلم معها و أقول لها كل شيء ، و أيضاً أقول لها بأنني كنت في ذلك الوقت كنت أغار من ابن خالتك كثيراً ،
و أيضاً بسبب ما نشرته في صفحتك الفيس بوك ، و لكني لم أفعل ، كل ذلك كنت دئماً أحضّر نفسي لأذهب و أراها ، و لكن كنت دائماً أتردد ، و بعدها أتى أخر عام ٢٠١٨ م تلك السنة كانت أخر لقاء لي معها و أخر مكالمة لها ، كنت في تلك الليلة في احد أعراس أقربائي ، و هي أيضاً كانت هناك تلك الليلة ، كنت هناك بعيداً عنها وهي تنظر لي بنظرات غاضبة وكانت تتأمل بأن أتكلم معها ، بقيت جالساً إلى موعد عشاء العرس و هي تأتي مع صديقتها أمامي وبقربي بعده أمتار تجلس وهي تنظر لباب الصالة الخارجي بغضب و بحزن شديد ،
وأنا في تلك اللحظة ظننت بأنها لا تريد رؤيتي وتريدني أن اذهب من الصالة ، و لكن بقيت إلى أن أنتهى العرس ، وأنا اخرج من صالة العرس واقف أمام الباب مع والدي و والدتي و هي تتكلم مع والدتي و أنا ابتعد عنها لأنني ألمتها كثيراً و أحزنتها كثيراً وهي لم تنظر لي ولم تبالي بي ، وبعدها ذهبت مسرعاً للبيت و أنا أبكي ، كسرت كل شيء أمامي و بعدها أحسست بأن قلبي يتسارع بسرعة كبيرة و أنا أفقد الوعي تماماً ،
في تلك اللحظة ركض أبي إلي مسرعاً و أخذني للمستشفى و عملوا لي قياس الضغط و تخطيط القلب ، الضغط مرتفع والقلب غير سليم ، لو لم يأخذني أبي للمستشفى لكان حدثت لي نوبة قلبية من شدة الحزن والعصبية ، ولكن كل شيء قد مر على خير ، و ها أنا الآن أقول لنفسي سأنساها وسأنسى تلك الأيام ، أخرج كل ليلة مع أخي وأصدقاء أخي أضحك و أتكلم كثيراً ، ولكن لم أنسى أي شيء في سنة ٢٠١٨ إلى سنة ٢٠١٩ م
قلت لنفسي : سأنساها بما يتعلق بها ، و أنا الآن دائماً ثمل بسببها وبسبب إهمالي لها وسوء فهمها لي و كل هذه السنين التي ذهبت من يدي ولم أفعل شيء ، و أنا الآن أقولها لكم : لم أخطئ بحقها بل هي التي أخطأت ، أنا لم أرد أن أحزنها ولم أرد أن أقطع أملها لرؤيتي مرة أخرى ، أنا حقاً ميت على قيد الحياة ، أنا أسف جداً على قصتي الطويلة ، ولكن ليس لي حل بما سأفعله في الأيام الأتية مرات أقول لنفسي : لو لم يكن لدي أحد يحبني لانتحرت قبل سنوات ،
لأنني حقاً لا أتحمل بدونها ، قصتي أكثر من معقدة و كنت أتمنى لو صارحتها في تلك السنة التي غبت عنها ، و تمنيت في تلك السنة لو ذهبت لها وقلت لها : أنا لا استطيع تحمل غيابك فأنتِ صديقتي منذ الطفولة و أنا دائماً أكون سعيد برؤيتك ، فأنا دائماً سأكون معك في الحزن والفرح يا عزيزتي الاء ، أنا أعرف بأنها لن ترى رسالتي ، ولكن أريد أنا أقول وصيتي ، ربما يأتي يوم و أنا لست موجوداً ، فقد أردت أنا أقول وصيتي.
تاريخ النشر : 2020-09-25