تجارب من واقع الحياة

فقدان الأبناء في لحظات

بقلم : احمد- فلسطين

ولم تنتبه الام الى طفليها وهما يلعبان

يعيش الإنسان في هذه الحياة من اجل أن يرى تلك الزينة الجميلة التي تملأ عيون الوالدين وقلوبهم بالمحبة وتملأ دنياهم بهجة وسرور مفعمين بأجواء السعادة يتطايرون من الفرح مع أبنائهم الصغار وهم يبنون عليهم الآمال ويخططون لمستقبل زاهر لهم وهذه طبيعة الإنسان ان يرزق بمحبة أبنائه وتتعلق بهم قلوب الوالدين ، ولكن هنا نحن مع قصة واقعية وقعت فعلا حدثتني بها امرأة صادقة وقعت عند جيرانهم .. تقول :

كانوا أسرة مكونه من خمسة افراد .. الام والاب وثلاثة اطفال اكبرهم اربع سنوات واصغرهم عدة اسابيع ..

سأل الولد الاكبر أمه حين وضعت حملها وعادت من المشفى : من اين جئت به يا امي ؟

قالت : من بطني .. حملته لمدة تسعة اشهر .

خزن الطفل تلك المعلومة في ذهنه وذات يوم أدخلت الام طفلها الجديد لتحممه في الحمام وبقي الطفلان الآخران في غرف المنزل ولم تنتبه الام الى هذين الطفلين، فحدث ان طلب الطفل الاكبر ذو 4 سنوات من اخيه الاصغر ان يخرج من بطنه طفلا كما سمع من امه، فوافق الطفل الاوسط على ذلك، فأحضر ذو الاربع سنوات سكينا من المطبخ وبدأ بشق بطن اخيه والأم مغلقة باب الحمام لا تسمع صراخه إلى ان انتبهت اخيرا فهبت فزعة ..

وحين رأى فزع أمه وصراخها دب الخوف في قلب الطفل الاكبر وارتبك وهرب الى خارج المنزل، وقامت الام بالاتصال بزوجها فحضر مسرعا وكان الدماء قد سالت من الطفل الاوسط وهو في حالة خطرة جدا ، فحملوه الى خارج الشقة ونزلوا به مسرعين يريدون أخذه الى المشفى، وضعوه في سيارتهم التي كانت مركونة بجانب المنزل وانطلقوا بسرعة البرق ولم يلاحظوا أن الابن الاكبر كان قد اختبأ تحت عجلاتها حين خرج خائفا .. فراح ضحية هذا التهور والتسرع وفقد حياته ..

ولم يكن الوصول الى المشفى في الوقت المناسب للطفل الجريح ففارق الحياة، أما الطفل الرضيع فقد أغرقته مياه الاستحمام بعد دقائق معدودة ..

وخيم الحزن الشديد على تلك الأسرة حيث فقدت أبنائها الثلاثة في لحظات.

تاريخ النشر : 2016-01-03

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى