تجارب من واقع الحياة

فوبيا الرجال

بقلم : نورة

إدا مشيت في الطريق اتمنى لو كنت شفافة لا يراني أحد من الناس عامة و الرجال خاصة
إذا مشيت في الطريق اتمنى لو كنت شفافة لا يراني أحد من الناس عامة و الرجال خاصة

لدي كلام كثير ، لا أدري من أين سأبدأ لكن سأحاول الإختصار .

أنا فتاة في العقد العشرين من عمري ، ربما للوهلة الأولى كل من يراني يتوقع أنني أعيش حياة عادية لكن مشكلتي الرئيسية تكمن في شخصيتي فأنا ضعيفة شخصية و أتأثر بأي شخصية أراها سواء بالتلفزيون أو الواقع و أتمنى أن أكون مثلها ، إضافة إلى الخجل لدرجة أنني إدا مشيت في الطريق أتمنى لو كنت شفافة لا يراني أحد من الناس عامة و الرجال خاصة ، فأنا أخجل منهم لدرجة لا توصف ،  ربما ذلك يعود لكوني لا أمتلك أخوة ذكور ، فمنذ صغري أنا أنظر إليهم بنظرة مختلفة و كأنهم ليسوا من الإنس! ، و هذا قد أثر علي حتى من الناحية العاطفية فلا أترك مجال لأي أحد بالتقرب مني رغم محاولاتهم ، فأنا دائما اتحجج بأني لا أريد إغضاب الله ، و لكن في الحقيقة عقدتي هي التي تمنعني.

أصارحكم بأنني مهما حاولت إقناع نفسي بأن هذا حرام لم أتمكن من تصديقه في أعماقي ، فأنا إنسانة و لدي مشاعر و أتمنى أن أجد من أبادله تلك المشاعر ، أما من ناحية الشكل فأنا لست راضية عن نفسي رغم قول البعض بأنني جميلة لكنني أعتبرها مجاملات فقط ، فأنا أرى نفسي مليئة بالعيوب ، فأصبحت أمشي مطئطئة الرأس و أصبحت أميل للتحدب رغم تحذيرات أمي لي بأن أعتدل في مشيتي ، لكني لا أستطيع فبمجرد خروجي من المنزل أعود لنفس العادة.

و من ناحية أخرى أنا غير إجتماعية بتاتا و لا أتكلم كثيرا أو بالأحرى لا أجد ما أقوله ، أذهب للجامعة و أعود دون أن أكلم أي أحد ما عدا صديقة وحيدة أحيانا ، دائما أبقى بمفردي  فعندما يراني الناس يعتقدون أنني أشع بالثقة فأنا عادة ما أهتم بمظهري لعلي أخفي ذلك النقص ، لكن بمجرد أن يتكلمو معي و يتعرفون على شخصيتي يتلاشون.

ودائما ما أحاول إخفاء ضعفي بالضحك الذي أعتبره البعض تفاهة ، لكنني أدفع ثمنه بالليل فأمضيه بكاءا لأنه الوقت الوحيد الذي أجد فيه راحتي و لا يراني فيه أحد ، و كذلك بكون بلدي من العالم الثالث أجبرت أن أختار تخصصا لا أرغبه بتاتا في الجامعة ، المشكلة لا تكمن في أهلي المهم كي لا اطيل لم يكن لدي خيار آخر أحسن من هذا.

أنا الآن أرى حياتي و أفضل سنين عمري تضيع أمامي  ، أعيش بدون أهداف في الحياة ، لا أدري ما الذي أريده من الحياة ، أنا فقط أتمنى أن أرحل من هذا العالم الكئيب ، أدخل لمواقع التواصل فادأرى الناس تعيش الحياة بالطول و العرض ، يقومون برحلات ، يتقنون لغات مختلفة ، يزورون البلدان ، يتمتعون بالثقة و الجمال ، يمتلكون الأصدقاء ، يمتلكون أهدافا و يحققونها ، أما أنا فماهي فائدتي؟ سأدرس ثم أتخرج ثم أتزوج( هذا إذا تزوجت أصلا ) ثم ماذا ؟ لا شيء فقط ستنهتي الحياة.

أعلم انه علي أن احمد الله فغيري يتمنى فقط الصحة ، لكن لماذا ؟ اليس هؤلاء كذلك من حقهم الإستمتاع بالحياة ، فما ذنب الذي يولد مشوه فقير ليعيش بقية حياته بائسا و يحاسب في الآخرة اذا انتحر من شدة البؤس؟؟ بينما في نفس الوقت يولد شخص آخر يتمتع بالصحة و الجمال و الغنى؟ ربما ستقولون لي بأن الأول سيكافئه الله بالجنة لأنه انقص من ذنوبه في الدنيا ، لكن لماذا؟ الا يحق له أن يعيش الدنيا و الآخرة معا؟

بربكم أتجدون هذا من العدل الألهي؟سامحني يا الله لكني سأجن ، أتمنى أن تتفهموني و ربما و أنتم تقرأوون كلامي اكون قد إنتحرت!

تاريخ النشر : 2019-08-28

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى