تجارب من واقع الحياة

فوبيا الزواج تنغص حياتي

بقلم : مريم – المغرب

و رغم تقدم العديدين لخطبتي إلا أنني أرفضهم جميعا دون حتى أن أتعرف عليهم ، أو أقابلهم مستخدمة حججا مختلفة .

قد يبدو الموضوع مضحكا للبعض و غير قابل للتصديق بالنسبة للبعض الآخر و لكنها حقيقة أعيشها كل يوم ..

أنا فتاة في أواخر العشرينات و أعمل مهندسة معمارية و لي مكتبي الخاص و أتمتع بقدر كبير من الجمال و أعيش و الحمد لله مستواي الاجتماعي و الاقتصادي مرموق ، لكن مأساتي الوحيدة التي تحول كل النعم إلى نقم هي : فوبيا الزواج التي أعاني منها .

في الحقيقة لقد كانت هذه العقدة نتيجة حتمية لسلاسل الطلاق التي تعقب كل ارتباط لأنثى من عائلتي لوالدتي حيث جميع نساء العائلة مطلقات !
بعضهن للمرة الأولى و معظمهن لمرات عديدة وصلت لدى إحدى جداتي إلى ثمانية مرات .

الغريب بأن جميع نساء عائلتي أو على الأقل من أعرفهن عز المعرفة لا يعانون من عيب يستوجب الطلاق ، فهن جميلات و متعلمات و ذكيات و لطيفات و و و و ، لكنهن لا ينجحن في الزواج ، السبب كما قالت لي جدتي لعنة قديمة صبّتها امرأة متسولة على أمها ( أم جدتي ) حيث أنها رفضت مساعدتها و حدثت بينهما مشادة فقالت لها في غضب بأن كل نسلها من الإناث لن تعمرن بيتا أبدا و لن تنعمن بالهناء الزوجي .

بالفعل فكل بناتها تزوجن و تطلقن و كذلك حفيداتها ( أمي و خالاتي ) و بنات حفيداتها ( بنات خالاتي و حتى بنات أخوالي كلهن طلقن ) مع أن ذكور العائلة ناجحون في زيجاتهم .
أنا أصغر الحفيدات سنا و البنت الوحيدة في عائلتي و قد تسببت لي هذه الحوادث الغريبة و الطلاق المتواصل في خوف شديد من أن أنتهي مثل بقية نساء عائلتي .

و رغم تقدم العديدين لخطبتي إلا أنني أرفضهم جميعا دون حتى أن أتعرف عليهم ، أو أقابلهم مستخدمة حججا مختلفة .

بل إن قدوم أحد الرجال لخطبتي بات يسبب لي رعبا ما بعده رعب و بت أتحاشى الاحتكاك بالرجال في عملي أو في حياتي الاجتماعية ، لكن الأمر بات مزعجا خاصة و قد بدأ البعض يتفوه بكلام قذر في حقي و يتحدثون بمكر و خباثة عن سبب رفضي { في إشارة إلى عِرضي كما فهمتم بالتأكيد } ، حتى أن البعض أصبح يتحاشى التقدم لبنات عائلتي بسبب تلك السمعة السيئة ( لا يعمرن في الزواج ! )

أنا أعرف بأن القلق الذي يرافق تقدم أحد ما لي أو مفاتحتي بالموضوع قد يوحي للآخرين بأن هناك سببا خطيرا وراء رفضي و خوفي و لكن الأمر نفسي بحت و لا علاقة له بما يفكرون فيه .
أنا أخاف الفشل و أخاف تلك اللعنة التي لا أجد سببا غيرها يفسر هذا العدد الهائل للطلاق في عائلتي الموسعة، لذلك أسقطت الزواج من حساباتي و لكن الناس لا تفتأ تتحدث و تتحدث : مهندسة ناجحة ماديا و اجتماعيا و جميلة فما الذي يمنعها من الزواج ؟

قد تسخرون من قصتي و لكنها تسبب لي آلاما نفسية لا تحتمل خاصة إن عرفتم بأنني أحببت أحد زملائي بالجامعة لسنوات طويلة و هو كذلك و لكن عندما قرر خطبتي رفضته لا لشيء سوى أنني لا أريد خسارته بالطلاق كما حدث مع قريباتي جميعهن.
أمي و جدتي و خالاتي يعلمن بأن زواجي سينتهي تقريبا بنفس مصير زيجاتهن و لكنهن يحاولن إقناعي بالزواج لغرض الإنجاب لا غير كما هو حالهن جميعا.

ملاحظة: لقد حاولنا و لسنوات طويلة التخلص من هذه اللعنة فجبنا البلاد بحثا عن وسيلة حتى أننا قد اتصلنا ببعض الشيوخ و الروحانيين المشهورين في العالم العربي و الإسلامي و حتى الغرب و لكن بدون جدوى !

أريد مساعدتكم

تاريخ النشر : 2016-03-17

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى