تجارب ومواقف غريبة

في بيت جدتي (1)

بقلم : Rosaline – الجزائر

لي جدة تعيش بمفردها في منزل ذو طابقين

لي جدة تعيش بمفردها في منزل ذو طابقين و هي الآن تسكن الطابق الأرضي أما الطابق العلوي فهو خالي تماما . بدأت الأحداث عندما لاحظ خالي ان جدتي تتكلم مع أحدهم في المنزل و تتناقش معه و حتى انها في بعض الأحيان تصل للمشاجرة ثم تهدأ , و عندما يريد أن يعرف مع من تتكلم جدتي لا يجد أحدا غيرها في المطبخ , فأخبر أمي بالأمر و شك أنها من علامات الخرف . حزنت أمي و حز في نفسها ما سمعت عن جدتي و أرادت ان تتأكد بنفسها, ذهبت أمي لمنزل جدتي وأخذتني معها و لما وصلنا وجدنا الباب مفتوحا قليلا ثم سمعنا جدتي تتكلم , دخلنا و نادت أمي على جدتي فقابلتنا جدتي بابتسامة و رحبت بنا , سألتها أمي هل هناك أحد معك فأجابتها بالنفي , احتارت أمي و أخبرتها أنها سمعتها تتكلم مع أحدهم عند دخولنا المنزل , فأخبرتها جدتي أنها في بعض الأحيان تكلم نفسها فضفضة فقط فهي وحيدة طول الوقت , و زاد حزن أمي على جدتي كيف لا و هي ترى عجوزا هرمة تعيش لوحدها و قد رفض جميع أخوالي العيش معها لأنها دائمة المشاجرة مع نسائهم .

ذات يوم ذهبت أنا للمبيت عند جدتي و سمعتها مجددا تتكلم في المطبخ ,أخبرتني انها كثيرا ما تتكلم مع “صلاح البيت ” و هي تقصد عمار الدار , تسمرت في مكاني هل هذا معقول ؟؟ فجدتي تتكلم بكل أريحية كأنه شيء عادي حدوثه , في الحقيقة أول شيء خطر ببالي هل يبادلها عمار الدار الحديث , سألتها فنفت ذلك , لكنها تستمتع بمخاطبتهم , فهي تارة تشكو لهم ان بائع الخضار باعها خضارا فاسدة و احتقرها لأنها كبيرة في السن , و تارة تشكو لهم اهمال أولادها لها …إنها تفضفض لهم همومها ومشاكلها .

سهرنا الليل أنا و جدتي و من حديثنا عن عمار الدار بدأنا نتحدث عن عالم الجن , أخبرتني انها كانت تعد الخبز , نسميه عندنا ” كسرة معجونة ” , أشاحت بنظرها قليلا و هي بنفس المكان لتجد أن “كسرة” واحدة قد فقدت أمام ناظريها , فشكت ان هذا من فعل الجن , فأحداث سرقة الطعام في المنزل تكررت بشكل مبالغ دون أن تجد تفسيرا لذلك . و في قصة أخرى أخبرتني انه لما كانت النسوة في منزلها مجتمعات يعددن طعام العشاء في المطبخ أثناء مناسبة عائلية فجأة سمعوا صراخ ابنة خالي الصغيرة ذات الخمسة أعوام وهي تجري في رواق المنزل ثم ترتمي في أحضان أمها و هي تقول : ” بعو بعو أني شفت بعو في الصالون ” بمعنى انها رأت ” بعو” و هو اسم يطلق على مخلوق لتخويف الأطفال واقفا في صالون المنزل , و بعد ان هدأت و توقفت عن البكاء وصفت لأمها شكله فقالت بأنها رأت رجلا أسودا طويلا و لحيته السوداء تصل الى قدميه و كان بشعا مليئا بالشعر بطريقة مقززة .

تعوذت بالله من الشيطان الرجيم و نمت تلك الليلة و رأيت فيما يرى النائم اني واقفة في صالون منزل جدتي ثم رأيت أن كل شيء من أثاث قد ارتفع عن الأرضية و طفا في الفضاء ليصل السطح و رأيت دبين يشبهان الدببة القطبية ناصعا البياض يدخلان من الباب و لم أشعر بأي خوف في الحلم , استيقظت في الصباح لأجد أن جدتي قد حضرت الافطار عبارة عن حليب و ” كسرة ” و ما ألذه من افطار , ثم سألتها مازحة ألم يسرق أي طعام هذا الصباح فضحكت , وفي فترة ما بعد الظهر جلسنا نتجاذب أطراف الحديث وعلمت منها ان قطعة الأرض التي بني عليها المنزل كانت مقبرة جماعية في عهد الاستعمار الفرنسي للجزائر , فأثناء حفر قواعد المنزل استخرجوا العديد من العظام الآدمية .

وفي الجزء الثاني سأحكي عن أحداث أكثر غرابة عاشتها جدتي و ما حدث أثناء جلسة الرقية.

تاريخ النشر : 2016-01-30

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى