تجارب من واقع الحياة

أنا في طريق منحدر بسبب ميولي المثلية

مرحبا يا رفاق، أنا روان عمري 16 عاما.. أنا من مجتمع متحفظ للغاية لأبعد الحدود، نشأت بين أسرة متوسطة الدخل متحفظة وواعية، تربيت وعشت بين أهلي الذين لطالما كانت القسوة والضرب والشتائم هي الحل الأمثل للتربية بنظرهم، فنشأت نشأة طير مكسور الجناح.

ترك أبي وأمي في قلبي ثقبا عميقا أهملت نفسي وحياتي في سبيل رتقه. وكل ما كبرت في العمر كل ما زاد اتساع الثقب وشعرت بالتعطش للعاطفة أكثر فأكثر، لكني كنت أتجاهل هذا النقص دوما.. في بداية مراهقتي عانيت من التوتر والهلع ورعب الأماكن العامة والخوف من الغرباء لدرجة التلعثم أحيانا. وعانيت من كره الذات واحتقار النفس لمدة طويلة.. لكني صارعت كل هذا بنفسي، لم يعلم أحد بحجم الأهوال التي عشتها في صراع نفسي آثاره باقية فيَ للآن ..

كنت شخصا مهووسا ومتعلقا بالانترنت بشكل مبالغ فيه، فكنت اقرأ مئات الكتب والروايات بدون كلل او ملل. كنت أجوب تطبيق يوتيوب وغيره لأتعلم ولأشبع فضولي.. وهكذا ازددت معرفة وثقافة يوما بعد يوم وعاد الانترنت لي بفوائد عظيمة. كنت حقا مفعمة بالحياة بعيدا عن العلاقات الاجتماعية، أحببت الانطواء بنفسي والتفرغ لي لأطور من نفسي لأجلي بعيدا عن صخب العالم ..

إقرأ أيضا :ميولي المثلية دمرتني

أذكر أنني في عمر 13 ربما بدأت أشعر بمشاعر غير مفهومة، حيث أنني شعرت بانجذاب لأشخاص من نفس جنسي، آسفة لكن هذا حقا ماحدث. لكني وبحكم شخصيتي المنعزلة لم أكن لأتقرب من أحد بأي حال حتى لو بلغ الإعجاب والانجذاب مني ما بلغ .. لأني كنت أعلم في داخلي أن هذا غلط، أن هذا خلل، أن هناك أمرا في الموضوع لأن الأمر زاد عن حده.

أذكر انني أعجبت بفتاة في المدرسة فأصبحت لا أفكر إلا بها، وحين أراها أتوتر وأسهر الليالي فقط بالسرحان والتفكير وكأنني حقا وقعت بحبها.. لكن لحظة، هي فتاة وانا فتاة هذا خطأ تماما !! ..

لقد كنت بعمر لا يفقه شيئا فتجاهلت مشاعري هذه، لكن الانترنت فتح لي أبواب الجحيم حيث صادفت مقطعا من الافلام يحوي فتاة وفتاة ( أستغفر الله). حيث بدأ عقلي بتقبل الفكرة مع الوقت وأصبحت أيقن أنني حقا مثلية وأن هذا لن يتغير أبدا ..

استمريت بقراءة القصص المثلية ورؤية الصور والمقاطع الرومانسية المثلية. في هذه الفترة تغيرت نظرتي للعالم تماما، ازدادت مشاعري المثلية وشعرت بالميول الشديد نحو من هن من نفس جنسي. وقبل حوالي أربعة أشهر من الآن، تعرفت على فتاة تكبرني بسنتين من إحدى مواقع التواصل الاجتماعي.. لقد كانت لطيفة معي للغاية وعرفت أنها هي كذلك مثلية.

إقرأ أيضا : ميولي المثلية

ومع الأيام وللأسف أصبحت بيننا علاقة حب وأصبحت محادثتنا تحوي الكثير من العشق والغرام فتعلقت بها كثيرا.. وأهملت نفسي ودراستي وصحتي. كنت أمضي الساعات الطويلة بمحادثتها بلا ملل.

استمر هذا الوضع حتى الآن .. لم أعد قادرة على إخراجها من عقلي، أعلم أن هذا محرم ولا يجوز أبدا في ديننا الاسلامي، لكني وجدت فيها العاطفة التي لطالما تمنيتها، وجدت بها الأمان.. شعرت أنها ملاذي من كل ما يحدث معي، شعرت أنها الحياة.

لم أعد أستطيع أن أتخلى عنها أبدا رغم محاولاتي .. لا أخفي عليكم أيضا أنني إنسانة مهتمة كل الاهتمام بالصلاة وقراءة القران منذ نعومة أظافري .. والآن لا أعلم ماذا أفعل؟ ولا أعلم ما الحل للتخلص مما أنا فيه؟ أنا ضائعة حقا .. قد يهجم علي بعضكم أعلم، لكني لم آت إلى هنا إلا لطلب مساعدتكم فرفقا بي !

التجربة بقلم : روان

المزيد من المواضيع المرعبة والمثيرة؟ أنقر هنا
guest
44 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى