منوعات

في غياهب الجب 2

بقلم : إياس شعيب – تيماء_تبوك

الأبار الإرتوازية مشكلة تسبب القلق للمجتمع، تبقى تلك الحفر لكي تبتلع براءة الطفولة دون أن يكون لها أي حل جذري.

ظهرت لنا قصة جديدة جعلت قصة ابن المغرب تظهر على السطح من جديد وتعيد فتح الجرح الذي لم يندمل.

الطفل حيدر و ريان، لم يعرفا بعضهما، أحدهم أفغاني و الآخر مغربي، لكنهما اشتركا في نفس المحنة، يوم الثلاثاء هو يوم سقوطهما، عمرهما خمس سنوات.

يبكيان في الظلام بسبب الجوع و الخوف، يستنجدان لعل أحداً ينقذهم، لكن لا يملك الوالدين سوى ذرف الدموع، الدعاء و الإنتظار.

لكن حيدر و ريان قد أصبحا طيران من طيور الجنة، رحلوا من باطن الأرض إلى جنات الخلد، مازالت هناك قصص لأطفال ابتلعت غياهب الجب برائتهم.

لم يأخذ أي أحد العظة و العبرة، لم يتم إيجاد أي حل لحفر الموت التي كانت نبعا للحياة في الماضي.

الطفل ألفريدو رامبي

blank

العمر ست سنوات
العام 1981
المكان إيطاليا

حين كان الصغير في نزهة مع أسرته طلب من والديه أن يعود إلى المنزل لوحده، لينتهي به المطاف في داخل بئر إرتوازية بعمق 80 متراً

حاول فريق الانقاذ اخراجه عبر حبل لكن فشلوا في ذلك، فتم إنزال ثلاثة من خبراء الكهوف في البئر، لكن لم يقدروا على إخراج الطفل بسبب ضيق البئر.

فتم حفر نفق عمودي موازي للبئر، ثم نفق أفقي متصل يسمح لرجال الإنقاذ بالوصول إلى ألفريدو، لكن مع استمرار الحفر انزلق الصغير إلى عمق 30 متراً.

نزل متطوع بعد أن تم تأمينه، لكن حين وصل للطفل وجده قد فارق الحياة، ولم ينجح في انتشال جثمانه.

تم الوصول إلى جثة ألفريدو بعد شهر من موته، ليتم عرض قصته في التلفاز و بثها دون توقف.

الطفل حيدر الأفغاني

blank

العمر خمس سنوات
العام 2022
قرية شوكاك، أفغانستان

حين كان ابن الخمس سنوات يساعد اشخاص بالغين في حفر بئر جديدة في القرية التي تعاني الجفاف.

سقط في داخل البئر الجافة التي يبلغ عمقها 25 متراً في جنوب شرق أفغانستان، و قد تم سحب حيدر بواسطة حبل إلى عمق 10 متر لكنه علق.

فقامت فرق الانقاذ بحفر خندق مائل في الأرض، من أجل الوصول إلى حيدر، مع اخذ الحذر لكي لا ينهار البئر.

و كان موفدين من حكومة طالبان قد أشرف على عمليات الإنقاذ، بينما سكان المنطقة يشاهدون، و استمرت عمليات الإنقاذ طوال الليل.

لكن صخرة كبيرة اعاقت جهود الحفر، فتم استخدام معاول يدوية لتجنب ارتجاج الأرض.

لكن بعد اربعة أيام قضاها حيدر حبيس الظلام و الخوف تم إخراج جثمانه من البئر ليعيد في الأذهان قصة ريان.

الطفل هيثم مسعود

blank

العمر خمس سنوات
العام 2022
المكان منطقة دريانة بنغازي، ليبيا

اختفى الطفل هيثم و ظل والده يبحث عنه لساعات طويلة حتى قرر الإستعانة بالفيسبوك لكي يعرف مصير ولده.

حيث قام بنشر استغاثة نابعة من قلب مفجوع يطلب فيها من المتابعين أن يدلوه على ابنه الضائع، فكتب:”اللي يشوف ولدي هيثم يقول لي”.

ليأتيه خبر كالصاقعة، حيث علم بسقوط ابنه في بئر سطحية داخل أحد المساجد، بمعق 50 متراً، لم يستطع هيثم أن يصمد كثيرا و توفي داخل البئر

كانت وفاة الطفل الليبي هيثم قبل يوم واحد من وفاة الطفل المغربي ريان

★★★★

إن لنا في قصص هؤلاء الصغار عبرة و رسالة، إنهم أمانة من رب السماء، أهداها لنا لكي نحافظ عليها و نحميها من قسوة الحياة و ظلم البشر.

يجب أن نراقب خطى صغارنا و لا نغفل عنهم، ففي لحظات قد يحصل لهم أي شئ، و تعيش طوال عمرك تتحسر على رحليهم.

يجب أن يكون هناك غرامة مالية كبيرة لأصحاب الآبار المكشوفة و المهجورة، وأن يتم بناء غرفة على حدود البئر مع إغلاقها بأقفال لكي لا يصل لها الأطفال.

اسأل الله أن يرحم هذه الملائكة الصغيرة، أن يربط على قلوب والديهم و يجبر مصابهم و يلهمهم الصبر و السلوان.

المصادر :

  • مواقع و صحف عربية عديدة

لقراءة الجزء الأول : في غياهب الجب : 6 قصص عن اطفال سقطوا في البئر

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى