تجارب ومواقف غريبة

في مكانين بوقت واحد 2

بقلم : قلب من نور – مصر

ما أن خرج إلى الصالة حتى وجدها فارغة ولا يوجد بها أحد
ما أن خرج إلى الصالة حتى وجدها فارغة ولا يوجد بها أحد

بعد الحادثة الأولي بحوالي سبع سنوات كنت قد تزوجت و سكنت في شقة في بناية كبيرة بجوار شقيقي ، وبعد شهرين من زواجي توفي زوج شقيقتي الكبرى واضطرت أن تترك شقتها لظروف معينة ، فأشار أخي عليها باستئجار شقة لها بنفس البناية حتى تكون بيننا ريثما ترتب أحوالها ، وبالفعل انتقلت إلى شقة بالطابق السفلي هي و أبنها الذى يصغرني بعام واحد ، و كثيراً ما كنت أنزل للسهر والسمر مع شقيقتي و أبنها حتى أوقات متأخرة بشكل شبه يومي.

و في صبيحة أحد الأيام استيقظت على طرق  باب شقتي في ساعة مبكرة ، فوجدتها شقيقتي التي اعتذرت مني على زيارتي في هذا الوقت معللة ذلك بأنها لم تنم طوال الليل وانتظرت طلوع الصباح بفارغ صبر حتى تأتيني فسألتها : خير؟.
فقالت والحيرة والفضول يملئان وجهها : هل معك نسخة من مفتاح شقتي؟.
أجبت بحيرة : لا طبعاً ، وكيف سأحصل عليه و لماذا ؟.
فسألتني بحيرة أكبر : فكيف إذن دخلتي شقتي ليلة أمس ؟.
قلت لها : أنا لم أتي لزيارتك أمس ، وحين أتى أطرق الباب و أنتم من تفتحون ، أختي أفهميني ما بكِ.

 
فقصت علي هذه القصة ، قالت : أنها كانت بإحدى غرف المنزل التي يُفتح بابها على الصالة تشاهد التلفاز هي و محمد ( أبنها) عندما لمحاني هما الاثنان و أنا أدخل من باب الشقة و أتمشى في صالة البيت ، فقالت بتلقائية : مرحباً أختي ، لكني لم أرد عليها ونظرت لها بطرف عيني نظرة بها الكثير من الحقد والكره ! فقالت : أختي ما بكِ ؟ لكني أيضاً لم أرد وأكملت طريقي للداخل حتى تواريت ، فنهض محمد وقال لامه : سأتحقق ما خطب خالتي ، وما أن خرج إلى الصالة حتى وجدها فارغة ولا يوجد بها أحد !.

أصفر وجهه و نادى على أمه و أخذا يفتشان الشقة شبراً شبراً ولكنهم لم يجدا أحد ، ثم انتبهوا إلى أمر إن باب الشقة كان مقفلاً وليس من عاداتنا تركه مفتوحاً أصلاً فكيف دخل من دخل ؟ أصابهم الرعب حينها وهمت أختي بالصعود إلى شقتي لكي تتحقق من الأمر ، لكن أبنها هدأها وقال لها : ربما خالتي تمتلك نسخة من مفتاح الشقة وكانت تمزح معنا لتخيفنا ، بالرغم من أنني جادة جداً وليس معروفاً عني صنع المقالب أبداً.

لكنه قال لها ذلك حتى يهدئ من روعها ، لكن لم يهدأ لها بال وظلت مستيقظة طوال الليل و كانت تعرف أنه من غير المعقول أن أمتلك مفتاح إضافي لشقتها دون علمها أو علم أحد ، وكيف ستراني و أنا أدخل ولا أخرج ؟ ثم تفتش الشقة فلا تجد أحد ! لكنها مع ذلك قررت أن تسألني بنفسها عن الأمر ثم لم تلبث أن أخذت تردد : إذن أختي أنت بكِ خطب ما ، و تركت الشقة في نفس الأسبوع وتجنبت زيارتي أنا أو أخي ليلاً.

أنا لم أتوقف عند هذه الواقعة أيضاً ولم أشك لحظة أن المشكلة تكمن في أنا بل ظننت أن شقتها مسكونة ليس إلا.
 
 

تاريخ النشر : 2020-07-28

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى