تجارب ومواقف غريبة

قرية الجن

بقلم : رامي النجار – سوريا

قرية الجن
قرية الجن والاحداث الغريبة ..

أن الحكايات عن الجن والأشباح كثيرة وخاصة في هذا الوقت ..
لكن أعتقد أن أغلب القراء الكرام لا يعلمون العدد الهائل من قصص الجن التي تحدث في سوريا ..
وخاصة في القرى والبلدات البعيدة عن المدن والمنتشرة بين الغابات و السهول الزراعية ، وأي شخص في سوريا يعرف ما لا يقل عن عشرة قصص عن الجن ، بعضها على هيئة حيوانات ، والآخر على هيئة بشر ، وحتى بعض الجن في هذه القصص مؤذي وقد أدى لقتل أحد الشبان ..
ولذلك اخترت لكم قصتين اليوم :

1- الحيوان المتحول :

أنها الخامسة صباحاً ..
يكاد الظلام مكسوراً ببعض خيوط الشمس التي انبعثت من الأفق لتنير درب ثلاثة شبان يتمشون على الطريق الغير معبدة وهم يدحرجون الحصى بأرجلهم وهم يمشون في طريقهم ..
كانوا متجهين لمنازلهم للنوم بعد ليلة طويلة من الكلام عن الحوادث والقصص الغريبة التي تحدث في قريتهم التابعة لمحافظة حماة ..
وفجأة ..
ظهر أمامهم على الطريق الترابي أرنب ضخم رمادي اللون ..
اندهشوا للوهلة الأولى ومن ثم أيقنوا أنه ليس إلا أرنب غير مؤذي ، وأكملوا طريقهم وهم يضحكون من دون أن ينظروا نحو الأرنب الذي بدأ يأكل من حشائش الأرض ولو أن أحد الشبان ( محمد ) تنبه أن أرنب غير طبيعي ، كانت قفزته غريبة وكأن أحدهم قد رماه أو أنه كان شيء ثم أصبح شيء آخر وهبط على الأرض ، أن ( محمد ) مزارع وقد رأى أرانب تقفز أمامه كثيرة ولكنه لم يخف منها لكنه خاف من هذا الأرنب بشكل غريب ..
صوت معزاة ..
استدار ( محمد ) بحدة ومعه الشابين ( حسن ) و ( رياض ) نحو صوت المعزاة الذي صدر من خلفهم ..
لقد كان منظراً مخيفاً بشعاً ..
كان الأرنب قد تضخم وتفسخ وخرج منه رأس معزاة ويدها ..
لم يستطع أحدهم التمييز أو التركيز ..
كل ما فكروا به هو الهرب بأقصى سرعة ممكنة ..
وقد فعلوا وهربوا نحو الطريق المعبدة ليلتقوا بالصدفة بوالد ( محمد ) الذي عاتب ولده على توهماته عندما أخبره القصة ، انطوت القصة ومر الزمان ومضى على القصة التي وقعت في 1930 كثير من الوقت ، أنها قصة حدثت بالفعل في قرية جدي وكان جدي هو أحد الشبان حينها .

2- يا ( وليد ) :

كان وليد من أقوى رجال القرية وأضخمهم جثة ، كان من أقوى الرجال بالصيد ويمكنه أن يقتل ذئب بيديه المجردتين ، كان لديه برنامج يومي وأول شيء يفعله في الصباح هو الخروج على حصانه مع ساعات الصباح الأولى نحو البرية ليصطاد فطوره – في قرية الشبان الثلاثة – .
وفي نهاية الطريق المؤدي لخارج القرية كان هنالك بئر في الجهة اليسرى يجب أن يمر به ( وليد ) – 35 عاماً – كل يوم ، كان يعتبره مجرد بئر لشرب الماء يقف به ويمسك الدلو وينزله في البئر ويسحبه لشرب الماء ويغسل وجهه .
في أحد أيام الصيف الجافة ، كانت الآبار جافة في القرية ويستعملون النبع لشرب الماء ، لكن ( وليد ) كان يمر بجانب البئر رغم ذلك .
وفي يوم من الأيام نسي أن يترجل عن الحصان وينظر إلى البئر كعادته ، ربما كان منظر البئر المتشقق من الحرارة لم يغريه للنظر بداخله ..
ولكن .. فجأة ..
– يا وليد ..
تجمد ( وليد ) في مكانه عندما سمع ذلك الصوت الحاد العميق الصادر من أسفل البئر ، لقد ظن أنه توهم ، نظر حوله فلم يجد سوى بعض الدجاج ، لم يكن هناك أي فتاة تناديه ..
– يا وليد
عاد الصوت ليتكرر مرة أخرى ليؤكد لـ ( وليد ) ما خشاه ..
الصوت الحاد العميق يخرج من أسفل البئر ..
حاول تكذيب نفسه ..
وترجل عن الحصان وقال :
أنا ( وليد ) ، أقوى رجل في القرية ، لماذا أخاف من صوت فتاة غريب ..
اتجه نحو البئر ونظر أسفله وهو يحجب عينيه بسبب الشمس الحادة ..
لقد كانت فتاة جميلة ..
نظر إليها بتعجب ، أنها فتاة في العشرين من عمرها تقريباً ، عيونها واسعة سوداء وشعرها طويل جداً جداً ..
كان يتجاوز طولها ويلتف تحت قدميها قال لها بصوت عالي لكي تسمعه :
– كيف أستطيع أن أساعدك وكيف تعرفين اسمي ؟
– أنا صديقتك ، أنا أعرفك ، سوف أمد لك شعري فتمسكه .
دون أي تردد وكأنه تنوم مغناطيسياً .. وافق ..
ومد يديه ومن دون أن يمسك بشعرها قامت بسحبه بطريقة غريبة وتبخرت وسقط نحو العمق وتكسر جسده لكنه لم يمت .
بعد أسبوع توفى ( وليد ) في فراشه نتيجة السقوط والجروح والكسور التي تعرض لها .. وعندما سأله ابنه قبل وفاته عن سبب وقوعه أخبره القصة التالية وقد نقلتها لكم بحذافيرها :
يا بني ، إذا جاءك في منامك أو أنت تستحم فتاة وقالت لك أنا أحبك وتزوجني وتعال معي ، لا تصدقها ، أنها من الجن .. لقد فعلت معي نفس الأمر لكني قبلتها وذهبت معها بعدها تركتها وعادت لتنتقم مني بهيئة أخرى ورمتني في البئر ، لا تذهب معها ، قد يعجب الجن بالإنس ولكنه وإن قبل به سوف يقتله ..
لا تنسى ذلك ،لا تقبل بها .

والآن ما هو رأيكم بقرية جدي ( قرية الجن والأحداث الغريبة ) .

تاريخ النشر 24 / 02 /2014

guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى