قريتي و لياليها المرعبة
تشجعت جدتي واقتربت منه أكثر لتكتشف أنها بومة مشؤمة |
و تصميم المنازل في القرية يكون الدور الأول للأغنام ومخازن للقمح والمعدات ومن ثم درج متعرجة يمنة ويسرة شرق وغرب حتى تصل للدور الثاني ، و فيه غرفه و مطبخ ومن ثم الدرج و هكذا ، و طبعاً استيقظت و في الظلام أتلمس الجدران لكي أصل إلى الباب في الدور الأول لكي أخرج لقضاء حاجتي أو التبول – أعزكم الله – و نزلت الدرج الأول أو القسم الأول من الدرج والثاني ، وما إن نظرت إلى النافذة التي قطرها 20سم × 40سم حتى رأيت منظر جعلني أطلق صوتاً أفزع كل من كان نائم بالمنزل ، و يا لهول ما رأيته ! هل تتصور أن ترى وجه مدبب يملئ النافذة ،
نعم كان كأنه وجه بشري ويملئ النافذة تلك وقليل من ضوء القمر يتخلل بينه وبين النافذة ، وماهي إلا لحظات حتى كانت أمي وجدتي رحمها الله بقربي وانتظرنا نحملق بكل خوف إلى ذلك الوجه الذي جعل كل شعره في أجسادنا كأنها مسامير ، و ذلك الوجه ينظر الينا فقط ، و من ثم تشجعت جدتي واقتربت منه أكثر لتكتشف أنها بومة مشؤمة ، و رغم أننا عرفنا بأنها بومه ولكننا لم نجرؤ على النزول من تلك الدرج المظلمة ، وقد أعطتني أمي وعاء لأتبول فيه ، وعدنا إلى النوم في حالة ذعر لم أنساها إلى يومنا هذا ، و حتى أني أكتب الأن والقشعريرة تسري في بدني.
ما أن وصلت اللي باب المنزل حتى تفاجأت بكتلة تقف بجوار باب المنزل ، لا أدري ماهي ولم أتبين ماهيتها من شده الخوف ، كتلة لا ملامح لها ولا أيدي و لا أرجل ، سوداء حالكة السواد و لا يعلم إلا الله ماذا كانت ، وترددت في أن أعود أدراجي ، ولكن هيهات أن أعود و لن أصل إلا جثة هامدة ، ومن ثم التففت إلى الباب الأخر من المنزل والذي كنت أتحاشا الدخول منه ، ولكنه الأن أهون من تلك الكتلة الواقفة بقرب الباب الأخر ، نعم كنت أتحاشا الدخول منه لأنه يؤدي إلى حجره مظلمة قبل أن تدخل إلى الفناء حجرة فيها مطحنة القمح القديمة اليدوية ،
و أظنكم تعرفونها ، ولكني قويت قلبي ولا أدري كيف قطعت المسافة بلمح البصر وصعدت إلى السطح لأنظر إلى الكتلة ، و ما إن وصلت إلى حافه السطح ونظرت وكانت تلك الكتلة ما زالت مكانها لم تتحرك ، و تراجعت أجر رجلي بهدوء إلى أن وصلت إلى غرفة النوم ، و الحمد لله ما أن وصلت حتى غلبني النعاس ولم استيقظ إلا على ضوء الصباح ، وذهبت إلى السطح انظر ما الذي يقف هناك ، و لم أجد شيء و الحمد لله ، و أخبرت الجميع ولم نجد أي تفسير .
تاريخ النشر : 2020-07-26