تجارب ومواقف غريبة

قصة حصلت لي

بقلم : غايب – السعودية

تنفست الصعداء وانزاح همي من هذا الراكب المعتوه
تنفست الصعداء وانزاح همي من هذا الراكب المعتوه

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، إخواني و أخواتي في هذا المنتدى والصرح الثقافي الجميل والمرعب والذي يحبس الأنفاس في بعض الأحيان ، أسعد الله مساءكم بكل خير ، قصتي هي ليست خيالية إنما حقيقة وقد حدثت لي عام ١٤٢٩هجرية على أحد طرق مملكتنا الغالية أتحفظ بإسمه لأسباب شخصية ، إليكم القصة :

عام ١٤٢٩هجرية أي قبل ما يقارب ١٢ عام كنت عاطل عن العمل لم يرزقني الله بوظيفة حكومية فكانت لدي سيارة وأقوم بنقل المسافرين من الرياض إلى أياً من مناطق مملكتنا الغالية ، كنت شاباً في منتصف العشرينات وذات ليلة كنت في موقف السيارات لكي أجمع الركاب ، انتظرت ساعة ، ساعتين ، ثلاث ، لم يأتي أحد لي لكي يسافر ، ما هذا ، يا الهي بالعادة يتوافدون من كل مكان ! ولكن ابن ادم رزقه مكتوب فقلت في قرارة نفسي أريد أن أذهب من الرياض إلى منطقة من المناطق لكي ارتاح من عناء السفر ، توكلت على الله وخرجت من الرياض الساعة ١٠ ليلاً وكنت حزيناً لأني لم أجد حتى لو راكب واحد لأنها كانت مصدر رزق لي ، و بعد أن قطعت مسافة ٢٠٠ كيلو متر خارج منطقة الرياض و أنا في الطريق وإذ تلوح لي أنوار نقطة التفتيش الساعة الأن ١٢ ليلاً ، توقفت عند رجل الأمن ألقى التحية وهو مبتسم ، طلب أوراقي الثبوتية وأعطيته وقال لي : عندي مسافر منقطع و لا يوجد لديه سيارة ، أريدك أن تأخذه إلى الديرة الفلانية ( التي أنا ذاهب لها ) فقلت : لا أركب أحد غريب في سيارتي ، ولكن رجل الأمن أحرجني قليلاً في كلامه وأخيراً وافقت ،

وأتى الشخص و ركب معي و معه شنطة وعمره في منتصف الأربعينيات ويرتدي الزي الوطني ، تحركت من نقطة التفتيش وهو ساكت لا يتكلم و وجهه غريب قليلاً ، قطعت ٥٠ كيلو متر وأخيراً قرر صاحبي أن يتكلم ، تحدث معي قليلاً ثم قال : أعطني يدك ، قلت : لماذا ؟ قال : لا تخف ، أعطني يدك ، أعطيته يدي و أمسكها ثم قال : أنت غاضب لأنك لم تجد ركاب في الرياض صحيح أم لا ؟ و أنا في وقتها انتابني الخوف قليلاً و لم أقل له أنني أنقل مسافرين ولا أعرفه و لا يعرفني و لم أشاهده في حياتي قط ، فقلت : وما أدراك ؟ قال : لا تخف أنا أعرف ، أنا اعرف ، كررها مرتين ، و أنا أنظر إلى وجهه وأقول في نفسي ما هذه المصيبة ، لماذا أركبته معي ؟ يا إلهي أنني غبي جداً ، سكت صاحبنا وبعد أن قطعنا مسافة تحدث قليلاً وناظر في وجهي وقال : أنت أسم أمك فلانة صح أم لا ؟ قلت : صحيح ، في لحظتها تمنيت الأرض تنشق و تبلعني ، و في حينها زدت سرعة السيارة حتى وصلت إلى ٢٠٠ كيلو متر في الساعة و أنا أقود قلت له : هل أنت جني أم ساحر أم كاهن ، ماذا تريد مني ؟ وقال بضحكة : لا تخف ، أنا اعرف ، أنا اعرف ، كررها مرتين وسكت و بعد مسافة اتضحت لي أنوار المدينة التي أريدها لكي أنزل هذا المعتوه فقلت له : وصلنا إلى المدينة التي تريدها ، أين تريد أن أنزلك ؟ قال : أنزلني في محطة النقل الجماعي ، أنا أريد أن أسافر إلى المنطقة الفلانية تبعد عنا ٣٠٠ كيلو متر ، وأنزلته في محطة النقل ونزل من السيارة وهو يضحك ويقول : لا تخف ، أنا إنسان ولست جن ، و أغلق باب السيارة وتحركت وتنفست الصعداء وانزاح همي من هذا المعتوه الذي لا أدري إلى يومنا هذا هل هو أنس أم جن أم مخلوق غريب ؟

إلى هنا انتهت قصتنا يا أعزائي ولا تغفلون عن التعليقات و رأيكم بالقصة و ردودكم تهمنا ، والسلام عليكم .

تاريخ النشر : 2019-11-19

guest
93 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى