تجارب ومواقف غريبة

قصة شعر ..

بقلم : سارة منير – الجزائر

مرحبا ايها الكابوسيون ، تذكرت موقف و أود مشاركتهم اياه ، ابتغاء معرفة ارائكم بخصوصه ، جارتي لها ابن ، التحق هذا العام بالمتوسطة اي في سن 12 ، سبحان الله ، شعره طويل لحد منتصفه ، اي اسفل ظهره ، اسود وكثيف ، مسترسل وبه لمعة ، كل من يراه لا يمل النظر إليه ، الجميع يستغرب كيف لولد ان يملك شعرا كهذا، و اثر هذا الأمر عليه بصفة كبيره ، لأنه كان عرضة للتنمر  من الجميع ، جيران أصحاب أقارب وزملاء دراسة ما جعله انطوائي ..خجول وكثير الصمت ، رغم ذكائه المتقد لكنه كان يفرض على نفسه عزلة حقيقية..
وكان غالبا ما يخفي شعره تحت قبعة او (كاسكيت) .. قررت ان اسأل والدته عن الموضوع بعد ان جمعني بها لقاء و كان الموضوع غريباً ،  خاصة انهم من عائلة متدينة و لا تبدو عليهم مظاهر البهرجة او الأزياء الغريبة ، فأخبرتني ، انه عندما ولد كان شعره يصل لكتفه و أرتني بعض الصور وهو مولود يبلغ من العمر يومين . و بحكم ان والده مغترب يقيم بإيطاليا فتكفل جده بالعقيقة وقص خصلات صغيرة فقط من شعره ، وتم الذبح وإقامة الولائم. وكان الأمر عاديا  وعندما أتم عامه الأول حضر والده ، و قرر ان يأخذه للحلاق على ما جرت به العادة ان يحلق للمولود حين اتمامه السنة الأولى من عمره و اثناء جلوسه على الكرسي كان يبكي و يتشنج بدون توقف ، لكن الجميع أصر على إتمام العملية ، وما حدث انه فقد وعيه..
انقطع التيار الكهربائي و سمع الحاضرون صوت تحطم للزجاج في المحل .
وعند عودة التيار وجدوا ان المرآة قد انكسرت في مواضع عديدة و أمام دهشة الحاضرين ، تردد الحلاق في قص شعر الولد ، وعاد مع ابيه للبيت دون أن يحلق
و تكرر الأمر مرات عدة..حتى اثناء محاولاتهم في البيت لقص أطراف صغيرة من الشعر يصاب بنوبة صرع حتى ولو كان نائما.
تم عرضه على العديد من الأطباء المختصين ، والمستشفيات و عمل كل ما يلزم من تحاليل و أشعة و irm..لكن النتائج كانت سليمة ، فنقله والده الى إيطاليا للعلاج ، و تم تأكيد النتائج الاولية ، ما جعلهم في حيرة شديدة إلى أن تم عرضه على راقي فأخبره ان به مس من جنية.. واتفق على إخراجها بدون أذية شرط عدم حلق شعره .
وفعلا تحسن أمره.. واستمر بالعيش بشكل يمكن القول انه يكاد يكون طبيعيا. وذكرت لي امه انه اثناء فترة حملها كانت ترى ان شعرها أصبح جميلا و انها أصبحت مدمنة على تمشيطه وهو في الحقيقة ليس كما تصفه ، وكانت تخبر به أقاربها وكانوا يستغربون ، لأنه ليس اللون الذي تصفه به ولا الطول.
بعد تلك الأحداث لم يحلق الولد ابدا شعره . وكانت امه تساعده على لفه و شده بأحكام ب دبابيس الشعر . و لا أحد يعلم حلا حقيقيا لهاته المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم.

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى