أدب الرعب والعام

قصة كلاسيكية

بقلم : أحمد الحسن – السودان

قصة كلاسيكية
سأعرف ما يجري

(1)

آه ها قد جئت ، كنت أتوقعك تفضل الجلوس لساعة متأخرة و الجو مظلم ، لدي بعض الشاي ال(سادة) كما يقولون عندنا ، لقد أضفت له بعض السكر لكن يمكنك أن تضيف ما تريد منه لا أنصحك بهذا ، صحيح أنك شاب لكن مرض السكري لا يميز الشباب و الكهول..
كهل بالمناسبة كلمة تدل على الأربعين من العمر ليس على الثمانين كما يظن أغلب الناس ، ماذا ؟ أنت تعلم ؟. لا بأس يبدو أنك مثقف.

أرى أنك بدأت تمل من ثرثرتي و تودني أن أن أنتقل مباشرة للموضوع ، حسناً حسناً تمهل لابد من بداية للقصة و أنا بصراحة لا أعرف من أين أبدأ ، لما لا أبدأ من البداية؟!. لا لا ليس البداية من حيث الولادة يعني و إلا طالت هذه القصة ، ثم من يحب أيام الصراخ و العويل هذه ، أنا لا أحب الأطفال و أراهن أنك لا تحبهم كذلك. قد تقطب جبينك و تدعي عكس ذلك لكن أنتظر إلى أن يبدأ البكاء و سوف تمرره إلى أمه.

وبالطبع لن أبدأ من أيام المراهقة ، مَن يحب حب الشباب و الأحلام الكبيرة والأمنيات التي لم تتحقق إطلاقاً؟!
لما لا نبدأ من الشباب؟!

الآن لنقل أنني شخص عشتُ وحيداً زمناً طويلاً من حياتي ؛ لذلك لطالما كانت أفكاري مختلفة قليلاً عن باقي الناس..
عشت في شقة متواضعة في وسط المدينة ، مدينة ال… لنقل أنها مدينة ربما أخبرك بإسمها لاحقاً. متوسط الطول و البنية بصراحة و من الوهلة الأولى ليس هنالك ما يهم في حياتي ههه ، هذا ما ظننته.
لكن ما هو الشيء الغريب الذي تنتظره الشيء الذي تجلس بسببه أمامي هنا ؟!
في الواقع هذه ليست قصة من هذا النوع.. ولو رغبت في التقطيع و التشريح و الزومبي و مصاصي الدماء فلن تجد ذلك هنا ، آسف على إفساد الأمر لكني لا أريد أن يخيب ظنك لاحقاً.

كنت أعيش حياة عادية جداً ، غير متزوج أعمل في مطعم ، لدي شهادة جامعية لكن مجال عملي لا يمت لها بصلة.
تمر الأيام و أنا آخذ الطلبات من العمال و أرجع الفكة ، عمل ممل نوعاً ما لكنه يتيح لك إلتقاء أغلب و أغرب أنواع الناس.

أحياناً ينشب شجار فتصبح الأحداث ممتعتة لوهلة ثم يتدخل الناس فينتهي ، أرجوك لا تقل لي أنك لا تحب المشاجرة فحينها – لا سمح الله – أعتبرك كاذباً تماماً ؛ الجميع يحب ذلك ، لا تحكم علي فأنا لم أحكم عليك.

كل شيء كان يسير بطريقة عادية حتى تم تعيين مدير جديد للمطعم ، المطعم في حد ذاته مكان فخم بعض الشيء لكن عمل المدير لا يهم يظل في بيته أغلب أيام الأسبوع و يأتي ليصرخ في الموظفين و الطعام و الأثاث و يأخذ مبلغاً محترماً آخر الشهر ، لكن المدير الجديد كان غريباً بعض الشيء ، لا ليس آكل لحوم بشر أو مذؤوب يا أخي إهدأ ولا تستبق أحداث القصة.
المهم هذا المدير كان مختلفا كان يأتي قبل جميع العمال و ينصرف بعد الجميع ، دائماً يتجول و يتفقد و يصحح لكن لم يكن مزعجاً بل بالعكس كان قد بدا أن الجميع أحبه ، علي الإعتراف لقد كان لطيفاً بعض الشيء.
إذن ماذا هنالك؟!. مدير جديد لطيف ( عليك شكر النعمة بدل التذاكي ) أهذا ما تقوله ؟ أعترف أنني لا أرتاح لمثل هذا النوع من الناس ، الجميع لديه ما يخفيه ، الجميع لديه كذبة يخبرها ، لا يهم كبيرة أم صغيرة ، لا أحد مثالي هكذا ، ليس في هذا الزمن على الأقل ، قد تتهمني بالشعور بالنقص و أنني أحاول إنزال الآخرين إلى مرتبتي ، أنت على حق ! الجميع لديهم بعض الشعور بالنقص و بعض المشاعر الغريبة الغير مبررة أنا فقط صريح مع نفسي.

المهم ، الرجل بدين بعض الشيء ليس البدانة التي تمنعك من الحركة لكن لديه ( كرش ) لا بأس به ، لابد أنه فخور به.
أقصر مني بشكل لا يُلاحظ بسهولة ، لطيف المعشر – كما يبدو – إذ دائماً تجده يمازح الموظفين و يثرثر معهم و هم أيضاً يبدو أنهم يرتاحون له بحق. أنت يمكنك أن تلاحظ عندما يكون الموظف مع المدير لا يمكن أن يرتاح له إطلاقاً حتى لو بدا مستمتعاً فهو إما خائف من المدير أو يتملقه ، لكن بدا أن الجميع يحبه حتى الموظفات الإناث اللواتي يعتبرن المدير مغفل ثري يجب الحذر منه لأنه سيستخدم سلطته للتقرب منهن دون رغبتهن ، أما أنا لم تتعد علاقتي معه التحية و بعض ال( كيف الحال ، 100 ال 100؟ )(مئة بالمئة ؟) عبارة بليغة جداً عندنا في السودان و هي سؤال بمعنى هل كل الأمور جيدة و الجواب هو (100 ال 100 ) بمعنى نعم طبعاً هذا جوابك حتى لو انزلقت من جبل سككاكين إلى برميل حمض حارق أنت دائماً ( 100 ال 100 ) و إلَّا أنت وقح ! ، لا أحد يحب سماع قصص حياتك و أنا بصراحة لا ألومهم الجميع لديه مشاكله عودة إلى القصة.

كنت أقول أنني لم أتحدث معه كثيراً لكني كنت دائماً أترك عيناً عليه ؛ هو يخفي شيئاً ، صفني بالمجنون أو المصاب بجنون الشك لكن لا أحد مثالي ، هكذا إنه غير متزوج حالياً لكن يبدو أنه تطلق منذ مدة قصيرة يمكنك معرفة ذلك من علامة الخاتم – غير الموجود – على إصبعه لكن يبدو أنه يهتم بنفسه جيداً من دون الزوجة..
صافحته من قبل و يداه خشنتان تماماً وقويتان ، هذا الرجل لم يكن يعمل عملاً مكتبياً من قبل ، ربما كان مزارعاً ، رب عمل في ملحمة ، المهم أي عمل يدوي مستهلك.

أرى أنك بدأت بالنعاس لا بأس سأنهي هذه القصة هنا أنا أعرف متى أنهي القصة و إلا لا تعود مشوقة.. لا لا، لا تقلق سوف أتابع القصة أعدك بذلك فقط تعال إلي مرة أخرى سأصب لك بعض الشاي و ربما أعطيك شاي اللبن ! شيء مشهور عندنا هنا و لكن لمرة أخرى 
أغلق معك الباب أرجوك عندما تخرج فأنا لا أحب تركه مفتوحاً.

(2)

اللحم

أهلاً بك مجدداً ، أرى أنك عدت بعد الجزأ الأول ، يبدو أن هناك من يحب هذه القصة.
تفضل كنت قد وعدتك بإتمام القصة و صب المزيد من الشاي لك لكن لم أعد الشاي ألا بأس بالعصير ، نعم ؟ تفضل إذن فيه بعض الثلج لكن أرجوك لا تأكل الثلج بعد الإنتهاء من العصير هذه عادة بذيئة لا أعرف من أين أتت و الآن أنر الأنوار نحن لم نصل للجزء المهم من القصة بعد لكننا كدنا نصل ، أين كنت … آه نعم المدير الجديد كنت قد حكيت لك عنه في البداية إن كنت لم تقرأ الجزء الأول بعد فأرجوك إرجع لتقرأه لن أستطيع تذكيرك بالأحداث و إلا انصرف الباقون.

مرت الأيام كالمعتاد مع المدير الجديد كنت قد عرفت من بعض زملائي أن المدير القديم قد ذهب إلى أستراليا لأسباب مجهولة و أنه لم يتصل بزوجته منذ مدة ! أستراليا مكان جميل وسكانه لطفاء -كما أظن- لكني لن أذهب إلى هنالك ما لم يدفعوا لي مبلغا سخياً المكان غير ملائم للحياة البشرية و لا أعرف كيف يعيشون هناك ، لا لا أنا لا أنتقد المكان بلا أسباب و عن كراهية لكن جميع الكائنات السامة تعيش هناك

سمعت على التلفاز أن 17 نوعاً من الثعابين الأكثر سمية على الكوكب موجودة هناك المهم هذا المدير قام بإلغاء تعاوننا مع مع مزودنا باللحوم ! لا أدري أأشرح الأمر لك أم لا ، لكن هذا المطعم كبير و نتعاقد مع شركة لحوم لتزويدنا و الحصول على عقد صعب بما يكفي لذلك عندما حصل ذلك أستغرب الجميع و أفترضو أنها إحدى هفوات المبتدئين الحالمين لكن لم يدم ذلك فقد أعلن المدير أنه قد تعاقد بالفعل مع مزوّد آخر ! لا أدري كيف فعلها بهذه السرعة لكنه فعلها.
بعد أسبوع من ذلك أعلن أنه سيقوم بتحويل جميع الطهاة إلى فرع آخر من المطعم و يأتي بطهاة جدد ! الأمر ليس مهما جداً كما أنني لا أعرف أحد الطهاة القدماء بشكل رسمي لست والد أحدهم البيولوجي على الأقل.

مرت عدة أيام و تعودنا بدورنا على الطهاة الجدد و لو أنهم غير ودودين ، على سبيل المرح قررت التعرف على أحدهم ، عندما دخلت المطبخ كاد يقتلع حنجرتي هو و من معه للحظة جنّ جنون الجميع. الجميع يصرخ فيّ لكي أخرج من المطبخ كدت أموت من الرعب لقد قال لي أحدهم أن المطبخ ليس مكانا لغير الطهاة ، ووقح أيضاً .

مر حوالي الشهرين منذ مجيء الطهاة الجدد المطعم يشهد حالة إزدهار عالية الجميع يحب الطبخ و الجميع يثني على اللحم الجديد ، أنا عن نفسي لم أتذوقه ، عندما تعمل في مطعم لمدة طويلة لا تهتم حقاً بتذوق الأطباق الجديدة ، لم يكون أحد صداقات مع الطهاة الجدد بالمناسبة هم ثلاثة ، لهم شهية عالية جداً للحم لم أر مثلها من قبل ، أعرف أن الطباخ عليه تذوق ما يصنع لكن هذا مذهل ، إنهم يأكلون حصة جيش ، دعني أصفهم لك جيدأ ، إنهم نوعاً ما عدائيون ، لهم نفس الملامح ربما هم إخوان لم يسألهم أحد من قبل و لا ألوم أحداً على ذلك ، لهم أنياب حادة تشبه أنياب مصاصي الدماء و عضلات جيدة رغم البدانة ، طبعا لا أحد مسموح له بدخول المطعم ولا أحد يعرف شيئاً عن اللحم .

المكاسب ترتفع و الأجور تزيد و الزبائن يأتون ، حتى أعداد المشردين و السكارى حول المطعم تنخفض ، يقال أنهم يختفون ! 
و الآن ياصديقي أنا أعرف أنك لست غبياً و أنك بدأت تفهم أبعاد القصة التي أرويها لك لذلك لن أماطل معك عند تلك النقطة كنت أنا أيضا قد كونت فكرة جميلة جداً عما يجري 
هذا لحم بشري ، جميع من كان في هذا المطعم للشهرين الأخيرين قد قام بأكل لحم بشري !

ألم أصدمك ؟ لا تقلق أنا أيضاً لم أتقبل الفكرة في البداية ، تتهمني بأني مصاب بجنون الإرتياب ؟ لا لا يا صديقي البارانويا ليست إحتمالاً وارداً في حالتي هذه أنظر إلى الأدلة جيداً.
في البدأ لهم عضلات مفتولة لأنهم يأكلون الكثير من اللحوم إن فهمت ما أعني ، لا بد أن تقاوم الفريسة لذلك لابد من القوة البدنية ، ألم أقل لك أن أن أنيابهم حادة ؟ كانت تقول لي أمي أن البشر كان لهم أنياب حادة في الماضي لأنهم كانو مفترسين بإمتياز ، قد لا تكون هذه أدلة كافية لكن اللحم ! الجميع يحب اللحم أنا لم أذقه و لا أعرف طعمه لكن يبدو أنه جميل ، أعداد المشردين تنخفض حول المكان لأنهم … حسناً أنت تفهم أليس كذلك ؟ ماذا ؟ لا تصدق ؟ ولا أنا ، أعتقد أن المدير لا يعرف بذلك إنه رجل طيب ، كما أنه لم يتذوق شيءاً من هذا اللحم لابد أن أخبره بهذه الأفكار ، لذلك تراني واقفا أمامه و على وجهه أعتى علامات الدهشة 
– بني إن ما تقوله جنون مطلق.
– جنون مبني على أدلة.
– أي أدلة ؟ هذه مجموعة من الأحداث التي ربطتَها مع بعضها لا عقل في ذلك. 
– قد يكون ذلك صحيحاً ، لكن أخبرني من هو مزودك الحالي ؟ هل هو نفسه قبل مجيء الطهاة؟ 
صمت قليلاً قبل أن يقول لي 
– بالطبع 
– وهل تشرف أنت شخصياً على التسلم ؟ 
– لا ، لكن الطهاة يفعلون ، يأتيني تأكيد الإستلام في بريدي كل أسبوع. 
– هيا يا سيدي أنت أذكى من ذلك ، لا بد أنهم يستلمون اللحم و يتخلصون منه حتى لا تشك أنت في الموضوع.
– مهما تقول يا فتى لكن كلامك لا أساس له. 
– كل ما أطلبه هو أن أن أدخل المطبخ سأختبئ في مكان ما و أراقب عندما يبدؤون الطبخ سأعرف ما يجري.
وهكذا و مع الكثير من الإقناع تم الأمر ، في نهاية اليوم قدمت إعتذاراً بأني مريض و لن آتي غداً هكذا يظن الجميع أنني … لن آتي ! تسللت عبر فتحات التهوية حتى المطبخ هنالك فتحة في السقف تسمح لي بالرؤية و التصوير ، أريد أن يكون لدي دليل لاحقاً.
 
انتظرت من الفجر حتى بدء الدوام في تلك الفتحة حتى حضر الطهاة وبدأ الطبخ.
إلى هنا أنهي هذه السهرة أرى أنني أطلت الحديث ، سأخبرك بالباقي في يوم آخر. ماذا رأيت هنالك و ماذا حدث. في المرة القادمة تنتهي القصة و تعرف أنت النهاية فقط أطفئ المصباح و أنت خارج.

(3)

 النهاية

كنت أنتظر من السقف دخول الطباخين و قد دخلوا ثلاثة منهم لا يتكلمون حتى مع بعضهم لكن يطبخون ، بينما أنا أراقب خرج أحدهم ودخل يحمل كيساً كبيراً ، لا بد أنه اللحم ! شغلت الكاميرا و استعددت للمفاجأة سوف ينتهي هذا كله فقط آمل أن لا أصدر أي صوت فينتهي أمري كذلك هذا ما يحصل في الأفلام .
بدؤوا بإخراج اللحم قد كنت متوتراً تماماً خاصةً أني أعلم أن ما سيخرج هو جثة بشرية ، ها هي تخرج. غريب هذه القدم قدم خروف ، و هذا الوجه ، ما الذي يحدث هنا ، مجرد خروف ! أغلقت الكاميرا وبدأت أنسحب ببطء إلى الخلف قليلاً قليلاً ، ثم كنت خارج المطعم.
لكن ماذا كان ذلك ؟ ، أنا لم أخطئ ! ، كنت على وشك الرجوع إلى بيتي عندها أدركت الأمر ! .
هرولت إلى غرفة المدير و اقتحمت الباب 
– أنت معهم ! 
بالطبع بدا مندهشاً لوهلة ثم قال 
– إهدأ يا بني أنا لا أدري ما الذي تتحدث عنه. 
– أنت أيضا مشارك في ذلك ، لقد أخبرتهم أنني آتٍ لذلك جهزوا لحماً عادياً. 
– اهدأ يا فتى ، أنت تخرف.

كنت قد ضاق بي الأمر أدخلت يدي في سترتي و أخرجت سكيناً صغيرة (مطواة) كنت قد أخذتها معي في حال اضطررت للدفاع عن نفسي ، بدا واضحا دهشة الرجل و خوفه.
كان يتراجع للخلف تجاه المكتب و الكرسي ، أعرف ماذا يريد لابد أن هناك سلاحاً ما سوف يحاول التكلم معي و إلهائي حتى يصل ، لا لن يفعل ، بسرعة البرق إنقضضت عليه بالسكين.
بضع طعنات كانت كافية تماماً لإنهاء الأمر لكن للأسف تلوثت البدلة تماماً لن أستطيع أن ألبسها مجدداً. 
لا أدري لماذا ذعر الجميع عندما خرجت عليهم ، لابد أنها الدماء. 
لا أدري من فعلها؟ ، شخص ما أتصل بالشرطة ، لكن لماذا أتوا بهذه السرعة ، في الأفلام لا يأتون حتى ينتهي الأمر و يموت الجميع. 
بعدها قالوا أنني مجنون ! حاولت إقناعهم لكن لا فائدة. 
يقولون أن الجميع لاحظ اختلالي العقلي 
يقولون أنه ليس هناك من طباخين ولا لحم 
بل و الأدهى ما من مطعم 

كل ما يعرفونه أنني أعمل في مكتب و أنني هويت على أحد بالسكين و طعنته ثماني مرات لذلك تراني هنا في هذا المكان الغريب و يداي مقيدتان ، لا أدري لماذا تأتي أنت لكني لا يُسمح لي بالخروج لماذا لا أصب لك المزيد من الشاي ؟ 
ماذا أنا لم أعطك أي شاي من قبل ؟ 
بالطبع لم أفعل يداي مقيدتان ! أرى أنك تريد الخروج ، فقط أغلق المصباح.

تاريخ النشر : 2018-07-01

أحمد الحسن

السودان
guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى