تجارب ومواقف غريبة

قصص مرعبة من الريف 4

بقلم : أسير الروح – سوريا

يقول أن صوت ذلك الغريب لا يزال عالق في أذنه لشدة غرابته
يقول أن صوت ذلك الغريب لا يزال عالق في أذنه لشدة غرابته

السلام عليكم ،  عدت لكم بعد انقطاع لفترة طويلة لأشارككم هذه القصة الحقيقية التي حدثت في حقبة ثمانينات القرن الماضي لصديق جدي محمد الذي كان يعيش وحيداً في منزل مكون من طابقين ، بعيد بعض الشيء عن القرية وسكانها الذين كانوا يعدون على الأصابع في ذلك الوقت ، الرواية سمعتها على لسان جدي بل وحتى من صاحب القصة محمد عندما التقيته في إحدى المرات ، لن أطيل عليكم فلنبدأ مباشرة في أحداث القصة.

 في ليلة من ليالي الشتاء البارد وعندما كان الرجل مستلقياً على فراشه يحاول النوم تفاجأ بسماع أحد يناديه باسمه ، كان الصوت ضعيف وعميق بنفس الوقت ، لم يكن يرغب محمد بفتح عيناه لأن التعب والنعاس قد نالا منه وظن في بادئ الأمر أن الأصوات كانت تأتيه من حلمه ليس إلا ، غيّر وضعية نومه إلى جانبه الأيمن ليخيم السكون مرة أخرى ، عدا أصوات الأمطار التي كانت تهطل بكثافة في الخارج ، لكن ما هي إلى لحظات حتى عاود الصوت نفسه محمد….! محمد…..! أصاب الرعب  محمد  و قام من مكانه ليتأكد أن الصوت حقيقي ولم يكن يحلم ، فتح عينيه ليجد أن مصدر الصوت يأتي من نافذة غرفته التي تطل إلى الخارج ، نهض من مكانه والتقط بيده المصباح الذي كان بجانبه على الطاولة حيث الكهرباء كانت معطلة بسبب الأحوال الجوية ، نظر إلى الساعة ليجدها الواحد ونص بعد منتصف الليل ، تقدم ببطء نحو النافذة وقال بنبرة جادة : من في الخارج ؟ أنتظر لثوان دون استجابة ،

عاود الكرة مرة ، اثنتين وثلاثة دون فائدة ، و فجأة بينما كان يحدق بعينه من خلف النافذة إلى الخارج ظناً منه أن هناك أحد ما يعبث معه ، طرق باب منزله ، استدار بخفة وتقدم نحو باب الغرفة و خرج منها وتقدم عبر الممر المؤدي إلى باب المنزل بخطوات غير متوازنة ولا يزال الغريب يطرق على الباب وأصوات الطرق تعلو بين الثانية والأخرى .

حين وصول محمد حرك رأسه نحو الباب و رد بصوت منخفض : من الطارق ؟ و ما هي إلا لحظات حتى رد عليه الغريب بنفس ذلك الصوت العميق الذي يثير الريبة وكان الحوار كالتالي.

 
– أفتح الباب بسرعة ، الجو قارص البرودة في الخارج.
– اخبرني أولاً من تكون ؟.
– أُدعى نبراس.
– من نبراس ؟.
– صديق أخيك أحمد ، كنت أقوم ببعض الأعمال الهامة بالقرب من ضيعتكم و……
– وماذا بعد ؟.
– و ادركني الوقت إلى ساعة متأخرة فاتصلت بشقيقك وهو من اقترح علي المبيت عندك حتى الصباح ، هيا افتح الباب.
– أمهلني دقيقة.
 
لم يرتح محمد إلى هذا الرجل وخاصةً إلى طريقة كلامه ، فذهب إلى غرفته و ألتقط سماعة الهاتف وحاول الاتصال بشقيقه الذي يقطن في المدينة لكن دون جدوى حيث كان الاتصال معطل بسبب الأحوال الجوية في الخارج.

عاد أدراجه نحو باب المنزل وهو في يفكر بعمق إذ كان يتذكر أن لشقيقه صديق يدعى نبراس لكنه لم يجد ، أقترب نحو الباب وقال :
 
– أعتذر منك ، لا أستطيع فتح الباب في هذا الوقت المتأخر للغرباء ، تقبل أسفي.
– لكني قلت لك أنني صديق احمد وقد يغضب منك حين يعرف أنني ذهبت إليك و رفضت استقبالي ، لذا افتح الباب ولا تخف…
 
تردد محمد ما بين أن يفتح الباب أو لا ، خوفاً من غضب أخيه منه لسوء معاملة صديقه ، لكنه ظل متماسك  بقراره و أخبر الغريب بأنه لن يفتح باب المنزل مهما يكن وطالبه بالرحيل من هنا و أنه متأسف مرة أخرى ، فرد عليه الغريب بقهقهة رافقها ليلة سعيدة !.
وهنا بدأ صوت خطوات الرجل الثقيلة تبتعد عن المنزل شيئاً فشيئاً.

لم يروق لمحمد رد الغريب  ، عاد إلى غرفته وجلس يفكر في موضوع هذا الرجل إلى أن غلبه النعاس وغفى. 
وفي صباح اليوم التالي استيقظ الرجل على صوت الهاتف يرن ، أمسك السماعة ليجد أخيه احمد يعاتبه ، فقاطعه و أخبره أنه لم يفتح الباب لصديقه نبراس لأن الوقت كان متأخر وكان خائف قليلاً.

فرد عليه شقيقه أحمد بجملة جعله يُصعق من مكانه ، عن ماذا تتحدث ، من يكون نبراس؟ أنني أعاتبك لأنك لم تزرني منذ فترة طويلة.
بعد هذه الحادثة لم يعد محمد يجرؤ على النوم وحيداً في المنزل مرة أخرى وقرر السفر إلى المدينة والعيش مع أخيه هناك ، ويقول بأن صوت الرجل الغريب الذي إدعى أنه (نبراس) لا يزال عالق في أذنه لشدة غرابته و أنه يستطيع تمييز صوته بين مئة صوت.

تاريخ النشر : 2020-06-11

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى