تجارب ومواقف غريبة

قصص واقعية من أرض فلسطين

بقلم :  المعتصم بالله – فلسطين

قصص واقعية من أرض فلسطين
رأى المرأة و قد اصبحت ملامح وجهها مرعبة

السلام عليكم أخواني الأعزاء رواد موقع كابوس ، بالرغم أني من أقدم رواد موقع كابوس الا أني كنت أكتفي فقط بقراءة ما يحتويه هذا الموقع من قصص و مقالات تنال فعلاً الاعجاب ، لذلك قبل أن أبدا بكتابة الموضوع أحببت أن أعرفكم على نفسي فأنا أدعى معتصم محمد الطحان من سكان ضواحي القدس ، أحمل درجة الماجستير في الكيمياء و أعمل مدرساً لها ، وقد أحببت بعد هذه المدة الطويلة من ارتياد موقع كابوس أن اشارككم ببعض هذه القصص التي حدثت و قد رواها لي بعض أفراد عائلتي وكذلك زملائي في العمل أو بعض الجيران فلنبدأ بعون الله :

القصة الاولى :

حدثت في بداية ثمانينات القرن الماضي وقد كنت وقتها في المرحلة الابتدائية أسهر الليل مع أفراد أسرتي و أراجع دروسي ، و كان بيتنا قريباً من مؤسسة تعليمية تقع وسط أحراش مخيفة وقد كان هناك غرفة حرس تابعة للمؤسسة ، و فجأة سمعنا صياح رجل قادم من وسط أحراش المؤسسة ، فهرع أبي رحمه الله وأخي الأكبر نحو مصدر الصوت على الفور وذهبا نحو الأحراش لمعرفة الأمر وقد غابا لساعة من الزمن انتابنا فيها القلق ..

وبعد ذلك عادا وقد بدت عليهما علامة الخوف ، فسالتهم أمي عن الأمر ، فقال أبي : أننا عندما وصلنا الى الأحراش وجدنا الحرس وقد احاطوا بزميل لهم فاقد الوعي يحاولون ايقاظه فلما أفاق كان الرجل يتصرف بشكل هستيري و بعد أن هدأ قليلاً سألوه عن الأمر و قد كانوا قلقين ، فأجابهم بصوت متلعثم : أنه أثناء قيامه بجوله تفقديه وعند اقترابه من مبنى تابع للمؤسسة ويقع بالقرب من مقبرة البلدة رأى رجل يسير ذهاباً واياباً على سور المبنى الذي يفصله عن المقبرة فحسبه الحارس أحد العابثين فنادى عليه وقال له : من أنت وما تريد ؟ فلم يرد عليه الرجل فأعاد الحارس عليه السؤال مرة أخرى فما كان من هذا الشخص الا أن أسرع في سيره ذهاباً وإياباً وأصبح يصدر صوت كخوار الثور و العجيب أن هذا الشخص كانت قامته أثناء سيره تقصر حتى اصبحت أقل من المتر الواحد

ثم أخذ الرجل يدور حول نفسه بسرعة عالية كانه خلاط كهربائي ، كل هذا و الحارس ينظر اليه و قد تملكه الهلع ثم فجأة قفز هذا الشخص الى عنان السماء و اختفى كأنه لم يكن موجود ، فما كان من الحارس الا أن صاح صيحة اهتزت منها مباني المؤسسة وأطلق ساقيه للريح وأخذ يجري بسرعة جنونيه فتعثر و كسرت يده ولم يصحو إلا و زملائه محيطين به يحاولون إيقاظه ، تعجب الحرس مما سمعوه وقد بدت عليهم علامه الرعب فاخذوا الرجل الى بيته واصابته الحمى مدة من الزمن و بعدما شفي ، و قدم استقالته من العمل ليعمل بقال في احد المحلات التجارية

 صدقوني وفي هذه الاثناء وانا اكتب لكم هذه القصة انظر الى ناحية المقبرة فعلاً أنه مكان مرعب.

القصة الثانية :

حدثت في أوج الانتفاضة الاولى حيث كان هناك رجل من مدينة رام الله يقود سيارته عائداً الى بيته ليلاً وكانت المواجهات ليلتها على أشدها فما كان منه إلا أن رأى شخصاً يمشي بترنح قادماً نحوه ، فأوقف الرجل سيارته ليعرف أن كان هذا الشخص يحتاج الى مساعده

وبالفعل فقد كان هذا الشخص جريحاً وينزف بشدة و قال للرجل : أنه اصيب اثناء المواجهات و أنه بحاجة للمساعدة ، فقام السائق بإدخاله الى السيارة و اجلسه على المقعد الخلفي و انطلق بسرعة البرق نحو المشفى ، وفي الطريق صار المصاب يتأوه بشده ولاحظ السائق المقعد الخلفي و قد غرق بالدماء فزاد السائق من سرعة السيارة ، وعندما وصل الى المشفى اندفع كالمجنون نحو قسم الطوارئ لإبلاغهم عن الجريح ، فهرع الأطباء و الممرضون نحو السيارة لإخراج الجريح و مداواته ، فحمد الله السائق على أنه أستطاع إيصال الجريح الى المشفى لإنقاذه

 و لكن مهلاً لماذا لم يخرج المسعفون المصاب ، و لماذا ينظرون نحوه باستغراب ! ؟ فقطع تساؤله صوت أحد المسعفين وقال له : تعال هنا نريدك ، و عندما ذهب إليهم قال له الطبيب : هل تناولت أم شربت شيئاً ، أم أنك تهزأ بنا ؟ قفال السائق مستغرباً : ما الذي تقوله أيها الطبيب ؟ فقال له الطبيب : انظر الى المقعد الخلفي لسيارتك ، أين هو المصاب ؟ فنظر الرجل داخل سيارته فلم يجد أحد ، حتى المقعد وجده نظيفاً لا تلطخه قطرة واحدة من الدماء ، فصدم الرجل واصبح يرتاد العيادات النفسية.

 

القصة الثالثة :

حدثني بها أحد الزملاء أثناء وجوده في المعتقل ، فقد شكى له بعض المعتقلين أنهم يتعرضون للضرب من أحد زملائهم في الزنزانة و أنه يتصرف بجنون مطلق ، وكان لهذا الزميل قريب له عرف عنه التقى و الورع فاخبره بالقصة فقال له الشيخ : تعال معي واحضر معك مجموعة من الشباب الأقوياء ، فلما وصلوا الى الزنزانة سمعوا زمجرة مرعبة تصدر منها فأصيب الشباب بالخوف الشديد ، ولكن الشيخ طمأنهم و قال : لا تخافوا لن يصيبنا شيء بأذن الله

 فقام الشيخ بفتح باب الزنزانة فوجد شاباً ضخماً يجلس على السرير و عيناه حمراوان كالجمر حتى أن حراس السجن اصيبوا بالهلع عند رؤيته و ، الغريب أنه حالما رأى الشيخ هرب نحو الفراش و غطى نفسه ، فأمر الشيخ بإخراج الشاب من فراشه و تبيثه جيداً و بعد جهد جهيد استطاعوا السيطرة عليه وتبيثه ، فأخذ الشيخ يقرأ عليه آيات من القران ، فصار الشاب يصرخ الى أن تكلم الجني بلسانه ، فقال له الشيخ: ما الذي تريده من هذا الرجل ؟ فقال الجني : لقد تلبست هذا الرجل انتقاماً منه فقد قتل أخي بحجر رماه عليه ، فقال له الشيخ : فهل قتل اخيك متعمداً ؟ فقال له الجني : لا ، و لكني أريد أن انتقم منه ، فقال له الشيخ : يكفيك ما الحقته به من عذاب هيا اخرج ، فقال له الجني : لا أريد ، فقال له الشيخ : إذاً احرقك و أنت الملام ، فقال له الجني : أرجوك لا سأخرج ، فقال له الشيخ : حسناً تفعل ، و لكن هل باستطاعتك أن تقدم لي خدمه ؟ فقال له الجني : ما هي ؟ قال : أن تتلبس “…” حتى تهلكه ، فقال له الجني : لا استطيع فنحن لسنا مسلطين على البشر إلا في بعض الحالات ، فقال له الشيخ : إذاً انصرف

وبعدها استفاق الشاب وقال : ما الذي حدث ؟ فقال له الشيخ : لما قتلت الجني بحجر فقد انتقم اخيه منك ، فقال الشاب مستغربا : متى قتلت جن ؟ ثم قال : أيعقل هذا ! فقال له الشيخ : ماذا ؟ تحدث فقال الشاب : كنت اعمل في بستان لنا فشاهدت فجأة قط اسود يقترب من صرة الطعام فالقيت عليه حجر ليبتعد ولكن جاء فيه فقتله ، فقال له الشيخ : فهذا هو الجني الذي قتلته ، ثم سأله : لماذا كنت تضرب زملاءك ؟ فقال له الشاب : عندما كانوا يقتربون مني كنت اشاهدهم مسوخاً برؤوس كلاب و مخالب يريدون افتراسي ، الحمد لله الشاب خرج من المعتقل و قد تزوج و هو يعيش حياة هانئة.

القصة الأخيرة :

رواها أبي رحمه الله عندما تصادف مع صاحبها في بلدة بيت ساحور في أربعينات القرن الماضي ، فقد روى هذا الرجل قصته لأبي وقد كان شيخاً طاعناً في السن ، وقد جاء فيها ما يلي : أنه في أوائل القرن العشرين كان هناك عرساً في قرية هذا الرجل و أن العريس كان أبنه فأراد الرجل الذهاب لمدينة بيت لحم لشراء جهاز عروس أبنه،  فامتطى جواده أخر النهار و قصد مدينة بيت لحم

وصل الرجل الى المدينة و اشترى الجهاز و تسوق بعض البضائع لبيته و مر على بعض الاصحاب ، ومن حيث لم يدري تأخر عليه الوقت فعرض عليه أحد اصحابه المبيت عنده و يسافر في الصباح فشكره الرجل و قال له : اخشى أن يقلق علي أهلي ، ولا تنسى أن لدي خيل و سلاح ، المهم ركب الرجل حصانه و عمر سلاحه وانطلق نحو قريته في ليلة مقمره كأنها النهار ، وعندما أبتعد الرجل عن المدينة و أصبح في أحد الوديان شاهد الرجل ظلاً فوق صخره فظنه ذئبا أو ضبعا ، فصوب الرجل بندقيته نحوه و أخذ يقترب بحذر شديد فانتفض هذا الشيء قائماً و قال له : لا يا اخي أجورك لا تقتلني ، فاذا هذا الشيء ما هو إلا امرأة عليها ثياب مزركشه

ذهل الرجل مما رأى وقال لها : ماذا تفعلين يا اختاه في هذا البر المقفر المليء بالوحوش الضارية ؟ فقالت له : أنا امرأة من البدو خرجت أنا وزوجي الى المدينة ، فقال لي : امكثي هنا و سآتي ببعض الحطب لإشعال النيران ولم يعد ، وأني اطلب منك ايها الكريم أن توصلني الى أهلي ليبحثوا عن زوجي ، فأنا اخشى أن يكون أصابه مكروه ، فقال لها الرجل : أين اهلك ؟ فقالت : خلف هذه الجبال ، فقال لها الرجل : لا أحد يسكن هناك ، فأنها برية خالية مرعبة ، فقالت له المرآه : قلت لك أننا بدو و قد نزلنا حديثاً في ذلك المكان ، فقال لها الرجل حسناً أركبي خلفي على الجهاز

 وفي سرعة البرق كانت المرأة خلفه على الجهاز فأستغرب الرجل من ذلك وقال : ما هذه المرآة ! و توجه بجواده نحو الجبال ، و أثناء المسير لاحظ الرجل بعض الاضطراب على جواده ثم أصبح يشعر باقتراب المرأة منه شيئاً فشيئاً وقد كان لها هرير كالقطط فشعر الرجل ببعض القلق خصوصاً بعد أن احس أن شيئاً صلباً يصطدم بقدمه ، فما كان من الرجل الا أن نظر الى قدمه ففجع مما رأى ، فقد كان ما يصدم قدمه هو قدم المرأة الشبيه بحافر الشاه و عندما نظر خلفه رأى المرأة و قد اصبحت ملامح وجهها مرعبة و عيناها كأنهما جمرتان ! 

كاد الرجل أن يغشى عليه من هول ما رأى ، ولكنه استجمع قوته و شجاعته وبحركة سريعة تقدم الرجل الى الامام بحيث أصبح يجلس أسفل عنق الحصان تاركاً المرأة على الجهاز ، ثم سحب خنجره و بحركة سريعة قطع حبل السرج فسقط السرج بما عليه من المرأة و الجهاز عن ظهر الجواد وتشبث بعنق الحصان و انطلق كالسهم فسمع خلفه صياح المرأة المرعب و كانت تخور كالثور الهائج ، وعندما التفت الرجل الى الخلف فوجئ بها تجري وراء الجواد وكادت أن تلحق به و تمسكه ، و لكن في نهاية المطاف استطاع الجواد أن يسبقها تاركاً أياها خلفه تعوي كالذئاب

 وما هي إلا مدة بسيطة حتى طلع الفجر ووصل الرجل الى قريته ، عندها استقبله اهله ولما راوه على هذه الحال جن جنونهم خاصة أن الجهاز مفقود و الخيل متعب، فقص الرجل عليهم قصته فصدم الرجال مما سمعوا و على الفور ركبوا خيولهم وتوجهوا نحو الوادي عاقدين العزم على الفتك بهذه الشيطانة ولما وصلوا الوادي بحثوا عن هذه المرأة و لكنهم لم يعثروا لها عن أثر فظنوا لوهله أن صاحبهم به مس من الجنون أو أن يتخيل ، ولكن حينما أرادوا مغادرة المكان كم كانت صدمتهم عندما راوا جهاز العروس قد مُزق و تحول الى قطع صغيره تذروها الرياح.

هذا ما كان في جعبتي من قصص هي واقعية و أصحابها لم يُعرف عنهم الكذب ، فأرجوا أن تنال أعجابكم و السلام عليكم.

تاريخ النشر : 2017-12-23

guest
47 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى