تجارب ومواقف غريبة

قصص والدي …1

بقلم خالد – اعرق أرض في التاريخ

مرحباً أنا خالد ، سأروي لكم بعض القصص التي سمعتها عن والدي ، والذي بدوره عايشها مع جدي الذي كان شيخاً روحانياً :

أ- كتاب شمس المعارف .

ذات يوم وبينما كنت أقرأ مقالاً في هذا الموقع بصوت مرتفع قليلاً ، سمعني والدي انا الفظ عبارة ” شمس المعارف الكبرى” ، فضحك بسخرية ثم قال ، ارى انك تسعى لاكمال مسيرة جدك ، فقلت له : لا لكنه مجرد اطلاع ، اخبرني حينها انّ والده -يعني جدي- كان يمتلك النسخة الأصلية لهذا الكتاب، وان نسخه الاصلية الموجودة محدودة ، وان المنشور منها على مواقع الانترنت هي مجرد تزييف .
” لقد حصل جدك على الكتاب من منزل (الختيار) هو شخص عرف باستخدامه للسحر وكان سحره قوياً جداً ، لم يكن احد يجرؤ على مخالطته ، فمات دون ان يعرف احد ، وعندما انتشرت رائحته ، ودخلت الناس لبيته ، كان جدك من اوائل الواصلين و اخذ الكتاب ..
حذّره من حوله من قراءته ، لكن جدك قرأه كاملاً ، بل و اصبح ضليعاً فيه ، وقال انه على مدار سنة من قرائته و المحاولات في فك طلاسمه ، كان يتصادم مع مردة الجن . هم يحاولون السيطرة عليه وهو يردعهم بل و يؤذيهم ، لأنه كان حافظاً للقرآن ، ولديه أقسام وتعاويذ قويّة جداً ، وفي النهاية اتفق معهم على هدنة كما يقال ، هم يساعدوه ، ويتوقف هو عن ايذائهم .. “

للعلم ان جدي لم يكن يستخدم علمه في السحر و الطلاسم بالشر و السوء ، فقد كان يصلح بين الزوجين ، ويطرد الجن المتلبس بالبشر ، بل و يعالج بعض الأمراض مثل الصرع و الكريزا العصبية وغيرها ..

” ابن خالة جدك كان صديقاً له ، بل وربما اعز اصدقائه واكثره ملازمة له ، لقد قرر أن يقرأ الكتاب ، ولكن جدك منعه مراراً و تكراراً ، وفي أحد الأيام ، غافله و قام بسرقة الكتاب ، مضت بضعة أيام وابن خالة جدك لم يحضر لمنزلنا على غير العادة ، لكن لم يكن الامر تلك الخطورة فلربما خرج في إحدى سفراته المهعودة ، ولكن عندما كان جدك يتفحص بعض كتبه ، انتبه ان كتاب شمس المعارف غير موجود ، و أول ما خطر بباله هو ابن خالته ، فهرع اليه على الفور .
خلاصة القول انه قد وجده بحال مزرية ، جسده كان يرجف كاملاً وظهره متقوّس نحو الأسفل و عيناه صفراوتان ، و كان الكتاب موجوداً على سريره ، استطاع جدي ان يطرد المتلبسين به ، لكنهم كانوا قد آذوه جسدياً ، فاستمرت يداه بالارتجاف المتواصل و استمر ظهره منحنياً .”

للعلم ان ابن خالة جدي تُوفي منذ قرابة الخمس سنوات ، وكنت اراه من فينة لأخرى امام باب منزله ، وبالفعل كانت يداه ترتجفان و ظهره منحنٍ بتقوّس .

ب- الرصد
كان جدي يستطيع فكّ الرصد على كنز مدفون ، لكنه كان يحسب حساب ان تتسرب الاخبار للحكومة ، فاستخراج الكنوز من الارض جرم يعاقب عليه القانون ، انما كان يستطيع التواصل مع حارس الدفينة ، ويفهم منه ما يريد ليرحل عنها ..
” كان في زوايا البلدة مغارة ، وفي هذه المغارة شقٌّ بعامل الزمن يظهر منه معدن ذهبي ، وكانت تسمى مغارة الذهب لأنه من الواضح أن في جدرانها ذهب .. يخبرني جدّك أنه في اثناء الحكم العثماني ، استعمل الجنود شباب القرية لهدم ذلك الجدار فيها ، وقال لي انّه كان ضمن اولئك الشباب ، لكن الجدار ابى ان ينهدم ، بل وبعد ساعات طوال من الدق و الطرق ، لم يكن لينخدش حتى ، وفي اثناء الحكم الفرنسي أيضاً حاول الجنود تفجير المغارة ، وكان انفجاراً رهيباً ، لكن بعد انقشاع الغبار و الدخان ، كان كل شيء كما هو .. وكأنه لم يحدث تفجير من الأساس .
يقول جدك أنَّ فك الرصد كان يحتاج لمئة روح ! وهذا ما كان يخشى ان يبوح به ، لكي لا تحدث مجزرة في تلك المغارة ، لكن في احد الايام ، تم العثور على مئة طائر تم ذبحهم فيها ، ووجدوا ان الحائط تم هدمه و استخراج ما فيه .
يقول جدك انّ تلك الفكرة لم تكن لتخطر على بال الجن انفسهم ، لكن هذا ما حصل !

تطول القصص أعزّائي ، و لكي لا أطيل عليكم ، اكمل سردها تباعاً في قادم الأيام .

استودعكم الله .

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى