تجارب ومواقف غريبة

قطار منتصف الليل 2 ( أحداث أكثر غموضاً! )

بقلم : Mostafa Magdy – مصر

ظلا يحدقان بي مرةً أخرى
ظلا يحدقان بي مرةً أخرى

السلام عليكم متابعي ورواد موقع كابوس الأعزاء وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية ..

بعد الأحداث الغريبة والغامضة التي شهدتها المرة الأولى أثناء استقلالي هذا القطار ليلاً أخذني الفضول لخوض التجربة مرةً ثانية للتأكد واللحاق بركب مغامرةٍ أخرى ، فربما الأحداث الغريبة التي حدثت أول مرة لها ظروفها او ما شابه لذا اتفقت مع معارفي هناك بأني سآتي إليهم للجلوس معهم والبيات عندهم تلك الليلة فقالوا لي “أستأتي بنفس القطار؟!” مكملين ومشددين “لا تأتي بالقطار .. خذ سيارتك أو حاول أن تأتي قبل غلق المواصلات المتمثلة في السيارات العامة ، فالقطار غير مريح وسيء السمعة” مثلما أشاروا لي .. قلت لهم “سآتي بالسيارات العامة” ، رغم أن لدي سيارتي الخاصة لكن قلت أن بها عطل طبعاً كل هذا لأني أريد استقلال القطار ..

كانت الساعة الحادية عشرة مساءً فذهبت إلى محطة الانتظار الخاصة بالقطار وكما أشرت قبل ذلك فإنها قديمة ومتهالكة وكأنها قد عفى عليها الزمن منذ سنوات ، ثم لاحظت عدم تواجد أي شخص ينتظر على المحطة .. أنا فقط من أنتظر ولا أعلم لماذا يتحرك قطار في هذه الساعة الليلية كل هذه المسافة وهو خالي من الركاب تقريباً! ، هذا الأمر كان يشغلني ثم أتى القطار بصوته المزعج الفظيع وبعربتان فقط كالسابق .. صعدت على متن القطار ولا يوجد أي راكب وهو مظلم ومليء بالقاذورات من الداخل ، حتى إجراءات تنظيفه لا تتم! .. القطار حقيقةً ولي عليه الزمن ولا يصلح للاستهلاك الآدمي! ، هذه المرة كان أكثر تهالكاً وإهمالاً من المرة الأولي ..

تحرك القطار بصوته المزعج وبعد خمس دقائق تقريباً شعرت بشعور التجربة الأولى وهو شعوري الشديد بالنعاس! ، لا أعلم لما يتكرر هذا الشعور بقوة في كل مرة إلا أنني قاومته هذه المرة وظللت يقظاً .. وقف القطار بعد ذلك في الوجهة الأولى ولا أعلم يقف لمن ولماذا؟! فأنا فقط من على القطار كذلك لا يوجد أحد على هذه المحطة ليصعد إذن فلما قد يقف؟! ، ليس هذا فقط فقد توقف القطار مدة طويلة تقريباً لثلث ساعة كاملة .. بعد ذلك لاحظت أمراً شديد الغرابة وهو صعود ثلاثة كلاب على متن القطار! ولكن في العربة الأخري ، كيف ولماذا يحدث ذلك؟! .. كيف لكلاب بمفردها أن تصعد إلى القطار ، الغريب أن الثلث ساعة التي وقف فيها القطار كان يبدو أنه يقف لينتظر الثلاثة كلاب .. شيءٌ غريب! وبعد صعودهم بدقائق تحرك القطار ، وأنا أهتز في العربة المظلمة المتهالكة أثناء سير القطار وقد حاولت أن أنظر من الممر ما بين العربتين على تلك العربة التي تستقبل الكلاب إلا أن الزجاج كان مشوشاً ولا يظهر منه شيء! .. لا أعلم أهي صدفة أم ماذا ..

بعد ذلك بدقائق توقف القطار في الوجهة الثانية ، وفي هذه المرة توقف تقريباً لربع ساعة وأنا أتابع عن كثب أي ريبة ستحدث! .. كلاب مرةً أخرى تأتي لتصعد إلى القطار لكن هذه المرة كانا كلبان! ، بالمناسبة جميع الكلاب التي صعدت القطار سوداء اللون وقريبة الشبه بفصيلة كلب الچيرمان شيبرد(الراعي الألماني) الشهيرة لكن بها شيء غريب أو مختلف عنهم قليلاً ..  تأكدت من أن هذا القطار مريب وتحدث به أشياء عجيبة فعلاً والأمر ليس عادي حيث تحرك القطار ، وبعد دقائق أخرى توقف لكن أين؟! في منطقه يحدها الجبال من الناحيتين وتلك الجبال بها مثل الشقوق أو الفتحات الواضحة .. فشعرت بقليلٍ من التوتر بسبب هذا المكان المريب والقطار مفتوح من جميع النواحي -الشبابيك وأبواب النزول- ، والوقت متأخر فالوضع مقلق في منطقةٍ كهذه ..

فجأة وأنا أراقب الوضع من على الباب إذا بي أرى رجلاً يخرج من هذه المنطقة الجبلية ويأتي ناحيه القطار! .. لن أنكر أني كنت قلقاً وخائفاً قليلاً فأنا بمفردي في أجواءٍ شديدة الريبة ، ثم تقدم الرجل حتى أتى إلى القطار وهذه المرة يصعد إلى متن العربة التي أنا فيها! .. يصعد ويجلس في صمت وينظر إلى الأرض طوال الوقت! ويرتدي ملابس لم أفهم ماهيتها وكأنها مقطوعة أو مفصلة من خامة غريبة فحقيقي لم أفهم ماهية ما يرتديه! ، تحرك القطار وظل هذا الرجل على تلك الحالة ولم يحرك ساكناً وكأنه صنم أو تمثال وأنا أراقبه لأنني أصلاً أشعر بعدم الراحة .. كنت متأكداً أنني أقبع وسط مجموعة من الكيانات المجهولة سواء هذا الرجل أو القطار أو الكلاب التي صعدت بمفردها في العربة الأخرى! ، هذه المرة شعرت أن المسافة طويلة أو ربما لأنني لم أنم كالمرة السابقة! ..

بعد ذلك توقف القطار في مكانٍ نائٍ ليس بمحطة ثم لاحظت نزول هذا الرجل ، والغريب أنه اتجه إلى أسفل القطار! أي مر من أسفله ولا أعلم لماذا .. عندما نظرت من الجهة الأخرى لأرى أين يذهب لم ألاحظ خروجه من أسفل القطار ، يبدو الأمر وكأنه يقبع أسفله! ثم تحرك القطار بسرعه بطيئة وأنا أقف على الباب لأراقب شيئاً مرعباً وغامضاً يحدث ألا وهو قفز الكلاب واحداً تلو الآخر من القطار! .. جميعهم قفزوا والقطار يمشي ببطء ، قفزوا في منطقة تبدو جبلية ويبدو المكان وكأن به نبات ما طويل جداً .. مشهد قفز الكلاب هذا كان غريب ومثير خصوصاً أن القطار يسير ، طبعاً أنا على الباب أقف وأراقب وعند التفافي وجدت الرجل الذي قد نزل منذ قليل وظل أسفل القطار .. وجدته ممدداً على الأرض داخل العربة التي أنا بها وكأنه نائم! ، لا أعلم من أين أتى وكيف ومتى صعد! .. ظللت أراقبه وظل هكذا وبعد دقائق بسيطة وصلنا أخيراً للوجهة النهائية والتي هي وجهة نزولي أيضاً ..

توقف القطار والمحطة مزودة بإضاءة بسيطة ثم ألقيت نظرة أخيرة على هذا الرجل حيث ظل كما هو ممدداً على الأرض إلى أن نزلت ، أتعلمون حينها ماذا رأيت أيضاً؟ الشخصان خبيثي الملامح اللذان كانا يطاردانني بابتسامات ساذجة في المرة الأولى .. هذه المرة وجدتهما يجلسان في المحطة بالخارج هما فقط ولا يوجد أي أحد ، ظلا يحدقان بي مرةً أخرى وبنفس الطريقة ألا وهي الابتسامات المريبة ومرةً أخرى بنفس الملاحقة خلفي بعد خروجي من المحطة بذات الابتسامات .. الغامض في الأمر أنني أثناء تركيزي معهما ومراقبتهما ومراقبه تصرفاتهما شردت عن متابعة القطار ومراقبته للتأكد من سيناريو المرة السابقة عندما تحرك بشكلٍ غامض دون أن أسمعه بأصواته الفظيعة ، تكرر نفس الأمر ثانية فعندما أتت عيني علي المحطه لم أجده منتظراً! .. إذاً كيف رحل؟! ، هل ذهب في لمح البصر هكذا دون صوت وأنا لا أعلم؟! ..

ثم اختفى الرجلان في لحظة كالبرق عندما أخذتني عيني إلى المحطة ، كل لحظة تكمل اللحظة الأخرى .. أي عندما كنت أتابع الشخصان فجأة اختفى القطار وعندما أتت عيني على المحطة اختفى الشخصان! ، شعرت بأنه يتم العبث معي بشكلٍ قوي مريب وأنا بمفردي فذهبت مسرعاً ووصلت إلى منزل معارفي ولم أقص تلك الأحداث لهم طبعاً .. قالوا لي “لما تأخرت وهل أتيت بسيارات الأجرة أم لا؟” فقلت لهم لحسن حظي أتيت بآخر سيارة أجرة وقد انتظرت السيارة كثيراً حتى يكتمل الركاب ، وذلك لتجنب الجدل في الأحاديث فكنت مرهقاً ومتعجباً مما حدث .. تناولنا العشاء ثم نمت وفي الصباح رحلت مبكراً وقررت الذهاب إلى هذه المحطة للتحدث مع أي شخص هناك عن أمر هذا القطار الغريب ، فوجدت عاملاً بالسكة الحديد فسألته عن هذا القطار .. أتدرون ماذا قال لي؟! ..

قال لي بأن “ثلاثة قطارات فقط يتحركون على هذا الخط طيلة اليوم من عام ٢٠٠٨! ، الأول عند الثامنة صباحاً والثاني عند الثانية ظهراً والأخير عند السابعة مساءً بعد ذلك يغلق الخط ولا يعمل حتى صباح اليوم التالي!” .. لم أصدق واندهشت مما سمعته وضحكت ضحكةً محيرة وقلت له “لقد استقللت قطاراً بعد هذا التوقيت الذي تتحدث عنه ليلاً!” فرد علي قائلاً “كيف؟!” باستهزاء وغرابة وضحكات وكأني مجنون أو غير واعٍ! ، ثم قلت له لا عليك شكراً لك ثم سألت شخصاً آخر فقال لي “هذا القطار فعلاً مريب وحدثت فيه كثير من الأحداث الغريبة سابقاً حيث بدأت في السبعينيات تحديداً فهو قطار قديم جداً ، ولم يجدد وعرباته وكل شيء فيه من السبعينيات” ثم أشار لي بتفاصيل غريبة جداً حيث قال أنه “في فترةٍ ما كان سائقي هذا القطار يقفون عمداً لكيانات مجهولة ، وذلك نظراً لسوء الطريق الذي يمر عليه القطار” وبالفعل لاحظت ذلك فالطريق موحش جداً ونائٍ! .. لكنه أكمل كلامه أيضاً بأن “آخر قطار يعمل على هذا الخط يكون عند السابعة مساءً” مثلما قال لي الشخص الأول ، ثم رحلت مندهشاً ومشتتاً من المحطة وأخذت سيارة أجرة خلال عودتي ..

إذن ما الذي قمت باستقلاله مرتان عند الحادية عشرة مساءً؟! .. قمة العبث والحيرة والغموض! ..

تاريخ النشر : 2020-08-06

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى