قلعة هوسكا بوابة الجحيم
وسط غابات التشيك الكثيفة والمظلمة تقف شامخة قلعة هوسكا الملعونة فوق جرف صخري شاهق ، اذا اقتربت منها للوهلة الأولى ستعتقد انها مجرد قلعة عادية ، لكن بمزيد من التدقيق ستكتشف امورا مريبة ، فمعظم النوافذ هي مجرد رسمة لا تؤدي الى اي مكان ، خلفها يقبع حائط صلد من الخشب او الاسمنت ، كذلك لا يوجد في القلعة مطابخ او حمامات او صرف صحي ولا يوجد فيها ابراج للحراسة ولا يوجد حولها خنادق للحماية كما هو معتاد في قلاع العصور الوسطى .. بأختصار هي تبدو وكأنها بناء بلا هدف!
بنيت قلعة هوسكا في القرن الثاني عشر بأوامر من اوتوكار الثاني ملك التشيك ، والغريب انها بنيت في منطقة نائية ومعزولة ، فلا هي قرب مدينة كبيرة لتحرسها ، ولا هي تقع على طريق تجارية لتحميها .. لا يوجد لها اي فائدة استراتيجية كما يبدو.
لماذا اذا تكبدوا عناء بنائها؟
الجواب يكمن في حكايات قديمة يرويها السكان : لقد بنيت من اجل اغلاق بوابة الجحيم!
يقال ان القلعة بنيت فوق حفرة عميقة لا قرار لها ، وهذه الحفرة متصلة بالجحيم! ، ومنها كانت تخرج كائنات مخيفة متوحشة .. شياطين متغولة .. لتهاجم الفلاحين من سكان القرى القريبة..
حين وصل خبر الحفرة الى الملك لم يصدق في البداية ، لذا قدم ليراها بنفسه. كانت حفرة مظلمة مهولة ، ومن اجل معرفة ما يوجد داخلها جلب الملك احد السجناء المحكومين بالاعدام وعرض عليه ان ينزل الى الحفرة ليرى ما فيها ويعود فيخبرهم بما رآه مقابل العفو عنه ..
وافق السجين البائس على عرض الملك ، وكان شابا قويا ، وبالفعل ربطوه بالحبال ودلوه الى داخل الحفرة .. لكنه ما كاد يغيب في ظلام الحفرة قليلا حتى بدأ يصرخ ويتوسل أن يخرجوه ، وعند اخراجه وجدوه وقد هرم وتحول شعره بالكامل الى اللون الابيض! كأنما مر عليه 40 عام وهو لم يغب سوى لحظات!. وحين سألوه ماذا رأى لم يجبهم لأنه كان في حالة هستيرية ، ولاحقا نقلوه الى مصحة عقلية ، ومات بعد يومين فقط.
أمام هذا المشهد المرعب قرر الملك ان يغلق هذه الحفرة الملعونة الى الأبد لمنع الشياطين من الخروج منها ، فبنى هذه القلعة الضخمة لهذه الغاية فقط ، حيث جعل بهوها فوق الحفرة مباشرة فأغلقها بالكامل.
ومرت الاعوام وسط خوف اهل المدينه من القلعة ، كانوا يتجنبون مجرد ذكر اسمها ، ونادرا ما كان يمر بها انسان وذلك لبعدها وسط الغابات الكثيفة.
ومرت القرون ولم يسكن القلعة احد ، حتى النبلاء الذين تملكوها في العصور اللاحقة كانوا لا يهتمون بها .. فهي غير صالحة للسكن ، لا يوجد بالقرب منها اي مصدر لماء الشرب ، وتفتقد الى المرافق الخدمية.
لكن الغرابة هي ان النازيين ، خصوصا القوة السرية النازية ، عندما احتلوا التشيك اتوا مباشرة وسكنوا القلعة وبقوا فيها حتى نهاية الحرب ..
ماذا فعلوا هناك؟
بحسب مصادر مرموقة وموثوقة أنهم اجروا مجموعة كبيرة من التجارب السرية مستغلين مكان القلعة البعيد والنائي .. وبحسب بعض الشائعات المنتشرة بين الناس في جمهورية التشيك فأن العمل السري الذي اجراه الالمان في القلعة كان يتركز على ايجاد وسيلة لولوج الحفرة واستغلال القوى الظلامية داخلها لصالح النازية .. وان امورا مروعة قد حدثت داخل القلعة خلال تلك الفترة .. وان بعض السجناء واسرى الحرب اجبروا على النزول الى الحفرة ، بعضهم لم يعد ابدا ، واخرين حين سحبوهم وجدوا نصف جسدهم قد طار كأنما وحش مرعب قد قضم اجسادهم!.
بعد الحرب فتحت ابواب القلعة للسياح ومحبي الاشباح وقنوات التلفزيون ، وعلى مر السنوات قال الكثير من الزوار انهم سمعوا اصوات غامضة ، طرق وخربشة وخطوات وصرخات مخيفة .. خصوصا اسفل بهو القلعة ..
المؤمنون بأن القلعة هي بوابة للجحيم يقولون ان هذه الخربشة والاصوات مصدرها الشياطين والوحوش التي تحاول ان تشق طريقها للخروج من الحفرة.
ومؤخرا عادت قلعة هوسكا فاصبحت محط الانظار والشائعات مع انهيار جزء من احد جدرانها ، عاد السكان المحليون الي الاساطير القديمة قائلين ان عفاريت بوابه الجحيم اسفل قلعة هوسكا علي وشك التحرر والخروج من الحفرة بعد سقوط الجدار ..
ما رأيك عزيزي القارئ وهَــل لو سنحت لك الفرصة وذهبت لجمهورية التشيك هَــل ستتجه لزيارة قلعة هوسكا؟
مصادر :
– Houska Castle – Wikipedia
– The Frightening Legend of Houska Castle