تجارب من واقع الحياة

قهر الوالدين سوف يقتلني

بقلم : نعومي – المغرب

قهر الوالدين سوف يقتلني
أعلم أن الله لن يسامحني على ما فعلت
أهلاً و سهلاً بكم موقع كابوس .. صراحة هذه أول مرة لي في هذا الموقع ، و أحببت أن أنشر قصتي فيها مثل آلاف الأشخاص الذين نشروا واقع حياتهم هنا ، أنا أيضاً سوف أباشر بقصتي ..

أنا فتاة كان كل طموحي و هدفي أن أعيش حياةً ليس بها شوائب و لا مشاكل ، و لكن التيار رمى بي عكس اتجاه ما أريد و ما أختار ، و فرض قوانين الأهل كان يحطمني مرة تلو الأخرى ، أبي و أمي منعاني من أن أتخذ قراراتي بنفسي ، و أن أحدد من أحب و من أكره ..

احببت شاباً من كل قلبي ، و عشقته منذ أول يوم لي في الجامعة ، كنا بجانب بعضنا في المشاعر .. في المساعدة ، و كان يتميز بكل الصفات التي كنت أريدها ، كان هذا حبيبي الذي أرسله الله لي لكي أكمل مشوار حياتي معه ، و لكن القدر منعنا من هذا ، فعندما تخرجنا من الجامعة أنا و هو
تقدم لأهلي لكي نتزوج و نعيش معاً ، و لم تكن فرحتي عندما سمعت الخبر عادية ، بل كان قلبي سيتوقف
عن النبض ، أخيراً حلمي سوف يتحقق و أعيش مع الإنسان الذي أعشقه .

لكن فرحتي لم تكتمل ، و الحزن و الألم كانا قادمين نحوي لكي يحطماني ، فأبي و أمي لم يوافقا عليه ، و عندما سألتهما عن السبب لم يقولا لي شيء .. كنت أصرخ من الألم و أسألهما مراراً و تكراراً لماذا ؟؟ هذه حياتي أنا ليست حياتكما لكي تفرضوها علي !! و كنت أبكي ، أحسست بأنهما يعذبانني ، ليست لهما أية مشاعر تجاهي ، و لا يريدانني أن أكون سعيدة
أبداً ، نظرات وجوههم الحاقدة تؤكد أنهما ليسا والدي الحقيقيين ، بل تم استبدالهما بوحشين ليس لهما قلب ،
ليسا أبي و أمي ..

حتى عندما كنت صغيرة كانا يعاملاني بقسوة و عنف ، و كانا لا يباليان بي و لا بما أريد ، و يحرمانني الابتسامة على وجهي ، و يكونان سعيدين عندما أحزن ، كنت طوال الوقت أحبس نفسي داخل غرفتي بدون طعام و شراب ، كانا لا يهتمان بي كأنه أمر تافه .. مستقبلي وحبي الوحيد بالنسبة لهم أمر تافه ، تخيلوا .. مدى سواد قلبيهما أوصلني إلى حد كرههما ، فمن سوف يتحمل العيش معهما ، كنت أريد أن أهرب إلي أبعد مكان لكي أتخلص منهما ، نعم كنت سأفعل ذلك .. لكن قلبي حتى و لو كان يحس بمرارة العيش معهما فإنه لا يستطيع ذلك ، سوف أقدم أنا العطاء و هما يقدمان لي السم لكي أموت ، فهما أبي و أمي ..

لكن تفكيري هذا تغير بعد أن رفضا زواجي ممن أحب ، فلقد قررت و حددت هدفي ، فعدم موافقتهما زادت الطين بلة ، و لم يكن أمامي سوى الهروب من هذا السجن ، و أن أعيل نفسي بنفسي ، و أكون حياتي الخاصة ، و ابتعد عن
مشاكلهما و استبدادهما لي طوال الوقت ، لم أعد أحتمل الألم ، فبدأت بعد التخرج في طلب وظيفة لكي أعمل ، كانت أول خططي للهروب أن أضمن وسائل العيش الخاصة بي ، ثانياً أن أبحث عن مكان لكي أسكن فيه بعيداً عنهما ..

و فعلاً تحقق ذلك بمحاولتي المتكررة ، فوجدت شقة لكي أعيش بها ، كانت للإيجار ، و كان هذا جيد حتى الآن لكي أبتعد عنهما ، و لن يريا وجهي بعد الآن حتى يحسا بمرارة أساليبهما الملتوية معي ، لربما لن يفرق معهما ذلك ، فقلوبهما لم تكن فيها رعاية أو حب لي منذ أن ولدت بين أيديهما الملوثة بالكره ، لم أشعر بأي حب يكنانه لي أبداً !

وجدت عملاً و توظفت و الحمد لله تحقق مرادي ، و حان الوقت لكي أذهب و أعيش بعيداً عنهما .. في الصباح حزمت أمتعتي و هما نائمين و خرجت من المنزل و لم تكن في نيتي العودة ..

لاحظا اختفائي ، و بحثا عني في كل مكان ، و لكن بعد فوات الأوان ، لأنني لن أرجع إليهما قط ، لن أنسى معاملتهما لي و حرماني مما أريد من الحياة ، و أنا أحكي قصتي الآن أقسم لكم أنني أبكي بدل الدموع دماء ، و أتساءل .. لمَ فعلا بي ذلك ، لمَ لم يحباني كأي فتاة يرعاها أهلها و يتمنان لها
السعادة ، صليت لله و دعيت له أن يسامحني على فعلتي ..

مرت 5 سنين و لم أتواصل معهما ، اشتقت لهما و لكن حين وصلت كنت متأخرة جداً ، لقد توفيا هما الاثنان و قلبيهما ينبضان بالحزن على فقدانهما لي ، كانا يعتقدان أنني خطفت و مت ، و هذا ما سبب لهم الحزن و أدي بهما إلى الموت ..

سامحني يا رب العالمين .. أعلم أن الله لن يسامحني على ما فعلت ، لكن بفعلتي هذه كنت أريد أن أحسسهم بي ، و لكن ليس لهذه الدرجة .. لقد تماديت في الأمر و أسأل نفسي لمَ فعلت ذلك ، و لمَ هما فعلا بي ذلك منذ البداية ؟؟

تاريخ النشر : 2016-12-18
guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى