قوانين وأنظمة
لتعيش في مجتمع عليك الالتزام بالأنظمة والقوانين الخاصة به، و إن خالفت فحياك الله! الزنازين موجودة و بابها مفتوح لك في أي وقت. والجلاد لم يشتك أحد من خدماته قط، والسجان سيكون لك خير أنيس .
و هذه الأنظمة طبعا ليست لمعاقبة الفاعل بعد أن وقع الفأس على الرأس فحسب، بل هو تحذير لمن نخر وسواس قرينه لبه و تربع عليه.
و تبقى القوانين دوما سيدة الموقف، لكن لكل قاعدة شذوذ.
حسنا إن أردنا فهم الموقف ورؤية الصورة بالكامل علينا الرجوع للخلف، أحيانا لبضع قرون !
أول من سن السنون وسجلها كان الملك البابلي حمورابي، حكم بين عامي ( ١٧٥٠ – ١٧٩٢ ) ق.م ، وهو صاحب مبدأ “العين بالعين و السن بالسن”
و بعد خطاب مدح فيه نفسه، سجلت قوانينه المكونة من ٢٨٢ مادة على مسلة من الديوريت، يعلوها نقش يمثل فيه نفسه و هو يستلم السنون من شمش -إله العدل عنك البابليين- وكانت تشمل حقوق الإنسان، و الاقتصاد ، والقضاء و …إلخ
وأغلبها كانت ناصرة للمظلوم، وآخذة بحقه من الظالم. كما قلت أغلبها ليس جميعها، فبعضها كانت تظلم ابن الظالم او أحد أقاربه ، و بعضها كان قاس و غريبا جدا .
إقرأ أيضا : ما مفهوم الحرية في نظرك ؟
كان من المسموح المحاكمة بالتعذيب إن لم تكن الأدلة دامغة، أو ببساطة يلقى المتهم في النهر. وإن مات يحصل المدعي على بيته ، وإن عاش و كتب له عمر جديد يعدم المدعي!
حسنا .. لاأعرف كيف أصارحكم، لكن إن نظرنا صوب الحاكم السومري أور ناموا، سنكتشف أن قوانينه سبقت قوانين حمورابي بثلاث قرون. و هي أقدم ما اكتشف إلى الآن. رغم ذلك قوانين حمورابي هي الأشهر و الأكثر تأثيرا، فلا يهم من وصل أولا أليس كذلك؟
الآن ليخرج الجميع من آلة الزمن، وتأكدوا من أنكم لم تنسوا شيئا. ولأخبركم عن السبب الرئيسي لفتحي هذا الموضوع، هو هذا السؤال الذي لم أجد له أي تفسير :
_ لماذا بعض الأنظمة القضائية تستهتر بالدم المراق ويعاقب القتلة والمعذبون والمغتصبون عقاب سارق دراجة رباعية العجلات؟ من الذي يستفيد بهذا؟
أيضا ..
_ من هو أكثر شخص غبنت بعد سماع عقوبته – سواء كانت أقسى أو أخف من اللازم – ولو كنت مكان القاضي كيف ستعاقبه؟
و بما أننا أتينا بسيرتها..
_ ما هي أغرب القوانين والعقوبات سمعت عنها؟
_ لكل بيت قوانينه ، ما هي قوانين بيتكم – سواء كنت أنت من سنّه أو غيرك؟
_ ما هي أغرب قوانين البيوت التي سمعتها؟
النقاش مفتوح ولا داعي للتقيد بالأسئلة .
السؤال بقلم : الجدة – أرض العجائز