تجارب ومواقف غريبة

كرسي فوك كرسي

بقلم : فرح عبد المجيد – العراق

لقد استجاب الله لنداء هذه المرأة و وضع لها خلف كل مدخل كرسي
لقد استجاب الله لنداء هذه المرأة و وضع لها خلف كل مدخل كرسي

 
حكت لي والدتي نقلاً عن جدتها و التي بدورها روتها نقلاً عن جدتها ، عن قصة حقيقية عن امرأة عجوز و معجزة حصلت معها.

في إحدى  قرى العراق قبل أكثر من مئة عام  عاشت في تلك القرية إمرأة عجوز مات عنها زوجها و سافر أبناءها بعيداً عنها و لم يبقى لها في هذه الدنيا سوى منزل قديم متهالك و بعض المتاع و دجاجة تبيض لها البيض و معزة تحلب منها الحليب و هذا كان مصدر رزقها و طعامها و هو كل ما تملكه في هذه الدنيا ، و كانت هذه المرأة امرأة أبية ترفض الصدقة و حسنات الناس و تخدم نفسها بنفسها.

في تلك الفترة انتشر قطاع الطرق و اللصوص الذين يسطون على القرى الأمنة و يسرقون القليل الذي يملكه الناس و الماشية التي يعتاشون عليها و في الكثير من الأحيان يقتلون ساكني تلك البيوت ، و قد انتشر الخبر هذا في كل القرى الصغيرة تلك و كان الناس يعيشون في حالة من الرعب و الخوف و كان الرجال الأشداء يخرجون في دوريات لحماية قراهم ، و لكن مع كل هذه الاحتياطات تم الاعتداء على العديد من القرى.

وصل الخبر إلى قرية هذه المرأة العجوز التي ما أن سمعت بذلك بدأت بالبكاء ، أنها امرأة فقيرة لا معيل لها و لا معين و إن سرق اللصوص منزلها و قتلوها أفضل لها من أن تبقى بلا مورد و كان هذا ما يرعبها فهذه كل ممتلكاتها .

حاول الناس طمأنتها بشتى الطرق و لا فائدة ، فقالوا لها: ” يا أمنا أقرئي أية الكرسي و سيحفظك الله من كل مكروه”.
فأجابتهم: ” و لكني أمية لا أعرف القراءة و الكتابة و كبرت في السن و لا استطيع حفظ الكلام ، فأرجوكم لقنوني الآية لعلي احفظها “.
فحاول الناس أن يساعدوا العجوز لحفظ أية الكرسي و لكن بلا جدوى فهي ما أن تحفظ مقطعاً حتى تنساه بعد فترة ، فكثر بكاءها و عويلها.
في الليل حاولت العجوز أن تستذكر الآيات و لكن كل ما تذكره هو أسم الآية (كرسي) فكانت تردد (كرسي فوك كرسي فوك كرسي) و (فوك) تعني باللهجة العراقية (فوق)  فكانت تقول (كرسي فوق كرسي فوق كرسي) و كانت ترددها إلى أن يهدها التعب و تنام.

وفي إحدى الليالي المظلمة سطا اللصوص على تلك القرية الصغيرة و سرقوا عدة منازل منها و لكن حين وصلوا لمنزل العجوز حاولوا بشتى الطرق أن يفتحوا الباب و لكنه لم يتزحزح و حاولوا الدخول من النافذة ولم يتمكنوا من فتحها حتى ، فانسحبوا بعد أن أعياهم التعب مكتفين بغنيمتهم لتلك الليلة.
استيقظ الناس في صباح اليوم التالي و تفقدوا الأضرار و الخسائر و لكنهم افتقدوا المرأة العجوز فهي لم تأت اليهم كعادتها كل صباح فخشوا أن اللصوص قتلوها ، فذهبوا مسرعين إلى منزلها و حاولوا دفع الباب أو الشباك بلا فائدة ، إلى أن تمكن أحدهم من فتح فتحة صغيرة من الشباك و نظروا إلى داخل المنزل و كانت المفاجأة.

العجوز مستغرقة بنوم عميق و حولها حيواناتها و ممتلكاتها القليلة و لكن خلف الباب و لغاية السقف كان هنالك العديد من الكراسي.
لقد استجاب الله لنداء هذه المرأة و وضع لها خلف كل مدخل (كرسي فوك كرسي فوك كرسي).

تاريخ النشر : 2019-12-24

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى