كسرة نفس ماذا اختار ؟

 

أسمي وائل و عمري 26 عام  ، و بأذن الله سوف أتخرج هذا الفصل من كلية الهندسة الميكانيكية ، و لكن القصة بدأت منذ دراستي في الثانوية ، بعد سنتين من عملية جراحية في ظهري ، و كنت أعاني من اعوجاج شديد في العمودي الفقري ، و لولا الله لو لم  أجري العملية في ذلك الوقت لكنت الأن مشلول أو معاق ،

بعد عدة سنوات دخلت المصحة النفسية و عمري 16 عام ، لأني أعاني و إلى الأن من الاكتئاب الذهاني ، و هو اكتئاب سريري شديد و يصحبها أعراض ذهانية ، و بفضل من الله وحده تمكنت من اجتياز اختبارات القدرات و الدراسة و دخلت كلية الهندسة سنة 2014 م الفصل ثاني.

 

أنا مهووس جداً في العلم الرياضيات و الكيمياء و الفيزياء و البرمجة و الكهرباء و الفضاء ، و لكني دخلت الكلية ، و كنت أتحصل على صفر في الرياضيات عندما كنت في الإعدادية و بعد دخولي الجامعة اعتكفت في غرفتي شهرين أدرس نفسي الرياضيات حتى صرت أفضل من أقراني.

 

الكلية التي درست فيها تسير على منهج دراسي خاطئ ، فقد تم إزالة مواد كثير مهمة و لا تسمي نفسك مهندس إلا بها ، و تم استبدالها بمواد غريبة على الهندسة مثل قواعد اللغة العربية ، ليس هذا فقط بل معدلي  منخفض جداً و كنت أحمل مواد ليس بسبب أني لم أدرس و أجتهد بل بسبب الأعراض الجانبية للأدوية التي أخذها بكميات كبيرة ، من إرهاق و اضطراب في مستوى السكري و النوم الذي يصل إلى 15 ساعة في اليوم ،

و لكني كافحت و تأخرت حوالي سنتين ، و كثير ممن درسوا معي و كانوا أفضل مني في الثانوية تركوا الكلية بحجة أنها صعبة ، أن الأن سوف أتخرج و مشروع تخرجي من أفضل المشاريع في التقييم من لجنة الكلية ، و لكن من كثر شغفي بالعلم أريد أن اكمل دراسات عليا ، و لكن معدلي لا يسمح بذلك.

 

مشكلتي أني أعاني من كسرة نفس عندما أرى أقراني متزوجين و تخرجوا و أنا و زملائي ما زلنا في الكلية ، أنا محتار ، هل أتوظف في أي وظيفة و أتزوج أو أكمل دراستي و لا أقارن نفسي بالناس ؟ حتى عندما يسمع زملائي بهذا الكلام يقولون : أنت فاضي ، فك نفسك من هم الدراسة ، تريد تدرس دراسات عليا.

 

المشكلة هنا أني أحب العلم و أموت فيه ، لكن معدلي سيء بسبب أني كنت أخذ الأدوية النفسية بكمية كبيرة و هذا أثر على نفسيتي و أدائي الدراسي ، لكن لا أستطيع  أن أخبرهم بذلك حتى لا يسخروا مني أو ينظرون إلي بنظرة سخرية ، لقد خططت قبل أن أكمل دراسة عليا سوف أراجع كل ما درست في الكلية و سوف أبحث في أمور متقدمة حتى أرى مستواي ثم سوف أكمل دراستي ، لكني متردد في الاختيار بين إكمال الدراسة أو الزواج.