تجارب ومواقف غريبة

كل هذا حدث في عشرة دقائق

بقلم : مهند – سوريا

كل هذا حدث في عشرة دقائق
بدأت بالصراخ الشديد لكنني لم أكن أسمع صوتي أبداً

في البداية أريد أن أرسل سلامي لكل من يقرأ الأن ، حيث أنني أود أن أعرّف عن نفسي ، أنا قارئ منذ زمن في كابوس و ها هي مشاركتي الأولى في الكتابة هنا و سأكتب عن قصة حدثت معي .

الجاثوم أو الرابوص ، كثير منا يعرف ما هو ذلك الشيء وهو ما لم آتي لأعرفه ، لمن لا يعرف الجاثوم هي حالة تحدث عند النوم حيث تشعر بضيق تنفس وترى كل من حولك و تصرخ ولا يسمعك أحد ، فُسرت بأنه جني يجلس على صدر الأنسان أو تفسير علمي بأنها حالة علمية نفسية تُدعى بشلل النوم

 أما عن تجربتي فأنا كقارئ في كابوس وبشكل عام قارئ لأدب الرعب و تستهويني كل تلك الأساطير ، إلا أنني ومنذ فترة وبعد قراءات عن الرابوص مع تمني عدم حدوثه ، قلت لأمي : بأنني سوف اذهب للنوم ، وذلك كان بعد الغداء الساعة الثالثة عصراً ، صعدت إلى سريري وحدث ما لم أتوقعه إذ أن الحوادث المرعبة تحصل معنا دائماً في اللحظات التي لا نتوقعها ، استلقيت على سريري ولم أكن أعلم أنني قد بدأت بالحلم وأنني نائم فلم اشعر بشعور النوم على الإطلاق ، كل ما كنت أراه هو يدي التي وضعتها بجانب الوسادة التي أضع عليها راسي

 بدأ الأمر عندما نظرت إلى يدي ولكنها كانت مليئة بالدماء ، ارتعبت حينها وبأجزاء من الثانية حاولت أن احرك رأسي فلم استطع ، في تلك اللحظة عرفت أن ما يحدث الأن هو الجاثوم و إذ أنني لم أكن كما نكون بالأحلام غائبين عن الوعي بل كنت كما أنني في اليقظة ، بدأت بالصراخ الشديد لكنني لم أكن أسمع صوتي أبداً ، وعندها بدأت بقراءة آية الكرسي، ظهر صوتي أثناء القراءة لكن لساني كان ثقيل جداً 

لقد قرأت عن الناس الذين لا يطفئون الأغاني وقت الأذان فيعانون من ثقل اللسان قبل الموت أثناء قول الشهادة ، لكن لم أعرف المعنى الحقيقي كيف يثقل لسان الإنسان ، عندما بدأت اقرأها شعرت بصعوبة كبيرة جداً ولكم أن تتخيلوا الوقت الذي سأستغرقه أثناء قراءتي لأية الكرسي بلساني هذا، بالتأكيد منذ بدأ حلمي حتى الانتهاء قد مضى ربع ساعة ، عندما انتهيت بدأت بالصراخ مجدداً إلا أنني لم أسمع صوتي ولكن بدأت بتحريك راسي ، لقد كنت وحيداً في غرفتي والباب مغلق لذا حتى الأن لا أعرف أن ما حصل هو مجرد حلم أو جاثوم حقيقي لأنني لم أرى شخصاً بالغرفة من عائلتي لا يسمعني  كما قرأت من قصص الأخرين، وهذا سبب لكتابتي هنا قصتي ، حتى أتأكد إن كان جاثوماً أم لا، وهو الأمر الذي لا يهم ولكن موضوع واقعي استطيع المشاركة به معكم ،

عندها بدأت بقراءة أية الكرسي مجدداً ، أنهيتها بسرعة وبدون أن يثقل لساني كالسابقة وبدأت بالصراخ ، لقد كنت اسمع صوتي جيداً ، صرخت بأعلى صوت يمكن أن أصدره ، ولعلي بهذا الصوت استطيع أن استدعي كل جيراني في الحي حتى ، لقد كان صوتي عالياً ولم يسمعني أحد ، ظللت أصرخ فترة طويلة بما يقارب النصف ساعة حتى تعبت ، ثم تذكرت أني قرأت عن أحد المصابين بالجاثوم أنها تقوم بالشهيق والزفير القسري مع الاسترخاء وأغلاق العينين حتى تستيقظ وهو ما فعلته ، مرة مرتين ومن ثم وفجأة استيقظت ، لم اشعر بفرق لان الغرفة كما هي ولم أكن بشعور اللاوعي ، لكن استيقاظي كان مفاجئاً كأنني استيقظت فزعاً

أول شيء فعلته هو النظر ليدي فلم أرى دماء ، أقسم أنني شعرت بخوف لا استطيع وصفه ، نزلت من على سريري وفتحت باب غرفتي لأخرج و أحكي ما حصل معي لكن المفاجأة كانت بأنني رأيت أبي ما زال يأكل وأمي ترتب الطاولة بعد الانتهاء وكأنني قد تركتهم منذ ثوان ، قالت لي : لماذا لم تنم ؟ فسالتها عن الوقت وكانت الساعة الثالثة وعشر دقائق ، أي أن كل هذا كان فقط في عشر دقائق.

القصة ليست من وحي خيالي بل هي قصة حقيقية حدثت معي منذ شهر.

تاريخ النشر : 2018-10-28

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى