تجارب من واقع الحياة

كم أريد مساعدتها

بقلم : رولا – سوريا

كم أريد مساعدتها
ماذا أفعل لقد شجعتها وأنا لا أعلم بأن الأمور سيئة ؟

مرحباً ، سأقص عليكم ما حدث لصديقتي حيث تقول :

أنا فتاة في ١٥ عاماً ، قبل سنتين كانت حياتنا ميسورة الحال وبسيطة ولكننا كنا على الأقل نذهب إلى المدرسة أنا وخواتي وحتى ولو كنا لا نملك ما هو جديد ولكن كان هذا كفيل بذهابنا إلى المدرسة ، حتى الطعام كان قليل ولكننا على الأقل كنا نتناول رغيف خبز وحده كل يوم

 كان ذلك سابقاً ومنذ وفاة والدي أصبحت حياتنا صعبة حتى كسرة الخبز لا نلقاها أبداً وانقطعنا جميعناً عن الدراسة وبدأنا بالتفتيش بالنفايات لعلانا نجد أي شيء يسد جوعنا ، قد نجد طعام تفاح عفن هذا لا يهم لأنه يسد جوعنا وأصبحت أنا أبيع على قارعة الطريق مناديل و أرجوهم أن يشتروا من عندي ولو قليلاً ، أحياناً أبكي لأنه الناس يعاملوني بقساوة

أنا لم أختر أن أكون بهذا المكان و أتمنى أن يرجع أبي ، أنني حزينة لأنه لم يعد بيننا صحيح أننا لا نحصل على كل ما نريد ولكننا كنا سعداء ، فقط كل همي الأن أن أحصل على الطعام من أجل عائلتي لأنني أنا الكبيرة بينهم

قبل أسبوع طرق رجل الباب وأخبرني أنه يراني كل يوم أبيع المناديل وأنه مستعد أن يوفر لي فرصة عمل وأن كل هذا الجمال حرام أن يضيع هباء وأن هذه فرصة العمل متوفرة بإيطاليا وهي في صالون وأخبرني أني سأتعلم وضع المكياج وبعد ذلك سأعمل لحسابهم ، وقلت له : ماذا عن عائلتي ؟ قال : أنه سيشتري لهم لوازم المنزل وبعد ذلك سيرسل كل شهر مبلغ من المال ، ودخلت وأخبرت أمي بالأمر وقد سعدت بالأمر حيث سينتهى عذابنا وسأعمل عمل حقيقي وسأحصل على مال ليدخلوا أخواتي مرة أخرى للمدرسة .

هذه المشكلة لصديقتي المفضلة ، كنت أعلم بأن حالهم صعبة جداً لذلك حاولت أن أسعدهم وأواسيها بالقليل حيث أقوم بتجميع مصروفي المدرسي لمدة أسبوع وأعطيها كل ما لدي وبالإضافة حتى أمي تسهم بشراء بعض الحاجيات لهم ، ولكن عندما أخبرتني بقصة الرجل طارق الباب فرحت في الحقيقة لأجلها وشجعتها على الذهاب ليتحسن حالها

 ولكنني عندما أطلعت أمي بالأمر أخبرتني أن هذه مشكلة كبيرة وخطيرة حيث أنها سمعت وقرأت كثيراً عن هذا الموضوع وما يحدث للفتيات عندما يذهبن و لا يرجعن أبداً لبلادهن حيث يتعرضن للاستغلال ، ماذا أفعل لقد شجعتها وأنا لا أعلم بأن الأمور سيئة ؟

وذهبت باليوم التالي إلى منزلها وأخبرتها ولكنها لم تنصت لي لذلك قررت أن أكتب قصتها هنا في موقعي المفضل كابوس لعلي أجد لها حل وأنا أشعر بالذنب الشديد لأنني بدل أن أقوم بمساعدتها لقد زدت الأمور ، وكما أنني خائفة جداً عليها هي ليست مجرد صديقة أيام الطفولة بل هي أختي التوأم و لا أستطيع تخيل عدم وجودها بجانبي ، لو أنني أملك أموال الدنيا لأعطيتهم ما أملك فهي تستحق كل خير.

تاريخ النشر : 2018-05-21

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى