كنزان في وقت واحد!
سلام الله عليكم جميعا أحبائي قراء الموقع الرائع . هذه ثالث مشاركاتي في الموقع وأتمنى أن تنال إعجابكم . وقبل الدخول بالقصه فضلا وليس أمرا ( صلوا على من كساه الله ثوب الجمال ) .
قصتي اليوم حدثت قبل أسبوعين . لا أعلم هل ستصدقونني أم تكذبونني او ربما تعتبروني أحمقا . ولكن يشهد الله على ما أكتبه لكم لأن يدي ستشهد على ماكتبت يوم لاينفع مال ولا بنون .
المهم قبل أسبوعين ذهبت لمنطقة خارج مدينتي مع صديق لي للتنزه على الساعة الرابعة عصرا . فوقفنا على قارعة الطريق في منحدر جبلي، وهذا المكان عبارة عن سلسلة جبلية دائرية يتوسطها بالأسفل وديان زراعية خضراء وسد مائي . كان المكان رغم جماله مقفرا وموحش تماما .
إقرأ أيضا : الكنز على بعد خطوات
المهم جلست مع صديقي مستمتعين بالمنظر ونتجاذب أطراف الحديث بلطف وسعادة . وفجأة نظرت خلفي، فوجدت صخرة كبيرة غائرة في هذا المنحدر . وكنا نجلس أسفل منها بشكل نسبي . فعندما رأيتها لاحظت في منتصفها حفرة محفورة بفعل يدوي وليست بشكل طبيعي . فقلت لصديقي أليس هذه علامة تدل على أن من حفرها هو إنسان بيديه . فقال : نعم، فأحسست أن الصخرة تخفي شيئا ما .
نهضنا سويا لتفحص هذه الصخرة . فلاحظت انبعاجا في أحد أطرافها وكأنه مضاف للصخرة وليس منها . فركلت بقوة هذا الجزء بقدمي فسقط للأسفل . والمفاجأة أننا رأينا أن ماكان تحته عبارة عن (جرة بها كنز ) . فانصدمنا بشدة ثم بعد ذلك لاحظنا أن هنالك تجمع حصى موضوع بعناية من جانبها . فتتبعنا حتى بعد مترين ووجدنا صخرة صغيرة بنفس تفاصيل الصخرة السابقة فاقتلعناها ووجدنا جرة أخرى .
وهنا اندهشنا فقال صديقي : ماذا نفعل لنأخذ الكنز ونعيش كالملوك – فحالتنا المادية نحن الإثنان تحت الصفر- . وأيضا لم نجد رصدا أو حارسا كما يقولون عدا وزغ صغيرا جدا كان ملقى فوق الصخرة الأولى .
إقرأ أيضا :الكنز في بيت جدتي
المهم حينها فكرت وقلت في نفسي ربما في الثراء مفسدة لنا . فرغم فقرنا المدقع ولله الحمد . وأيضا ربما يصيبنا مكروه أو يصيب أهلنا . وربما وربما و…و …
توالت الأفكار في رأسي وبالنهاية قلت لصديقي : لنرضى بحالنا الصعب خيرا لنا من شيء إن يبدو لنا قد يسرنا ولا نعلم عاقبته . فماعندنا ينفد وما عند الله باق . وهنا تأثر صديقي بكلامي وقررنا إعادة ماسقط من أحجار وتراب إلى مكانه . وتركنا المكان فورا بدون حتى أن نفتح ونرى ماكان موجودا في الجرتين .
ومن هذه التجربة أحسست بقناعة شديدة من ملذات الدنيا . وشعرت بأن الله تعالى ربما يعوضنا بشيء أثمن من كنوز الأرض كلها .
وهذا ما أحببت المشاركة به معكم . واعذروني على الاطالة، وأتمنى الرد بموضوعية . حفظكم الرحمن وأغناكم من واسع فضله .
التجربة بقلم : أبو يزن – اليمن