تجارب ومواقف غريبة

كنز اللقيطة

بقلم : عامر صديق – مصر
للتواصل : [email protected]

ن هذا كان كنزاً مرصوداً لا يخرج إلا عند اكتمال القمر في شهر معين
 هذا كان كنزاً مرصوداً لا يخرج إلا عند اكتمال القمر في شهر معين

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، أصدقائي الأعزاء كما وعدتكم أن أشاركم القصص المثيرة التي سمعتها من أصدقائي أو شاركت فيها.

قصة اليوم غريبة جداً ، منذ أسبوع تقريباً كنت أجالس بعض الأصدقاء ممن يعملون في مجال السياحة والآثار و كنا نتحدث عن الاكتشافات الأثرية الجديدة في سقارة في مصر و تطرق بنا الحديث عما نسمعه من قصص من النباشين و الباحثين عن الآثار بطريقة غير شرعية ، و كنت سابقاً قد عملت مع بعثات استكشافية عن الآثار و تحدثت أن معظم الاكتشافات تتم بطرق علمية ، و لكن هناك بالفعل أمور غامضة مثيرة تحدث ، و كان لي صديق يسمع باهتمام شديد حديثنا ولا يعلق ولكن لاحظت أنه أخذ يدخن كثيراً بتوتر شديد و انصرف الحضور لأن ميعاد الكافيهات إلى منتصف الليل فقط و أصر صديقي هذا على توصيلي إلى منزلي بسيارته،

و أثناء عودتنا إلى منزلي قال لي : هل تعتقد أن هناك بالفعل سحر اُستخدم في حماية كنوز و مقابر قدماء المصريين ؟ فقلت : نعم ، لأني شاهدت و سمعت من مصادر موثوقة جداً قصص غريبة ، و لكن معظم القصص بها مبالغات بالفعل ، و أن قدماء المصريين كانوا بارعين جداً في السحر ، و الدليل تحدي نبي الله موسي لهم فيما يبرعون فيه ليثبت لهم نبوته و أن قدرة الله عز وجل أقوى من سحرهم ، و لكن إلى الآن كل ما نعرفه عنهم قدر ضئيل.

 فقال لي : سأتي اليك غداً بعد صلاة العشاء لأقص عليك قصة غريبة حدثت معي ولا أريد أن أقصها إلا عليك فقط كي لا يسخر مني باقي الأصدقاء وخصوصاً من لا يصدق بالخوارق والسحر .

 و بالفعل في اليوم التالي اتصل بي وقال : أنه في الطريق إلى بعد ربع ساعة لاستعد ، و ذهبنا إلى كافية قريب جداً من شاطئ البحر الأحمر و أخترنا ركنا بعيداً و جلسنا و طلبنا القهوة ، و كنت الأحظ توتره و أشعل سيجارة ، فقلت له : أني كلي أذان صاغية ، فسكت كأنه يستجمع ما سوف يقصه و طلب مني أولا ألا أذكر ما سيحكي أمام أحد يعرفه أو أذكر أنه من حكى هذه القصة ، و وعدته بالفعل. فقال : إن ما حدث معه منذ ٢٥ سنة تقريباً أنه حضر إليه أحد أصدقائه و طلب منه أن يقابل شخصاً أوربي من بلجيكا ،

و هذا الشخص يريد مترجم يتقن الفرنسية ليرافقه في عمل ما نظير مبلغ ضخم وقتها ، و صديقي هذا مرشد سياحي فرنسي يتحدث الفرنسية بطلاقة ، و ذهبا و قابلا هذا الشخص الذي تحدث معه بالفرنسية و تأكد من إجادته لها مثل الفرنسيين ، و قال له : أن مهمته هي الترجمة بينه وبين بعض الأصدقاء الذين سيحضرون من بلجيكا و فرنسا خلال يومين للذهاب إلى منطقة صحراوية بغرض الاستكشاف الأثري و شرطة الوحيد السرية المطلقة و أن لا يسأل عن شيء أبداً ، فوافق صديقي نظير المبلغ الضخم المعروض و كذلك زاده له هذا الرجل وطلب منه أن يحضر إليه بعد عدة أيام في موعد حدده له ليقابل باقي المجموعة حين يصلون من الخارج ،

وذهب إليه في الموعد المحدد وحدهم رجلين آخرين و سيدة نظراتها قاسية جداً و تدخن بشراهة غريبة ومعهم شخصين يظهر عليهم الشراسة ، مصريين يبدو من ملابسهم أنهم من صعيد مصر ، و  كان أحدهم صامت والآخر يتحدث معه و أنهم يعرفون هذين الشخصين جيداً ، و طلبوا منه أن يستعد لمرافقتهم إلى الصحراء بعد يومين ، و حضر إليهم جاهزا بعد يومين كما طلبوا و ذكر أنه وجد ٥ سيارات دفع رباعي حديثة وقتها محملة بلوازم إقامة معسكر ، و كان هناك رجل من الاثنين المصريين فقط معهم ،

و عندما سأله عن رفيقه الآخر ، ذكر أنه سيلحق بهم ، و تحركوا إلى مدينة القصير بالبحر الأحمر ثم انحرفوا إلى طريق القصير ، وهي مدينة قديمة جداً في وادي النيل واصل أسمها كفتوس ، و منها أُخذ أسم قبط الذي يُطلق على المصريين قديماً ، و ذهبوا إلى حوالي ٩٠ كيلو من هذا الطريق الذي طوله حوالي ١٤٠ كيلو في منطقة بها محاولات زراعة اسمها اللقيطة أو اللجيطة كما يُطلق عليها باللسان الصعيدي ، و معلوماتي عن هذه المنطقة أن نهر النيل كان قريب جداً منها أيام قدماء المصريين ، و كان بها بلد و سوق كبير لأن تحت طبقة الرمال يوجد طبقة طمي كثيفة و وُجد بها آثار دالة تواجد بشر بها في عصور قديمة ،

المهم أنهم توغلوا بداخل هذه المنطقة و توقفوا في منطقة بها تلال رملية صغيرة و نزلت السيدة الوحيدة معهم وحدها وتحركت في المنطقة وهي تتمعن في المكان وترفع يدها بإشارات غريبة و كأنها تتحدث مع أحد ، مع أنها وحدها ، ثم طلبت منهم النزول والتخييم في هذا المكان ، و بالفعل نزلوا جميعاً وكان معهم عدد من المصريين للعمل معهم ، و أخذ يترجم التعليمات إلى المصريين معه وبالأخص هذا الرجل الذي قابله سابقاً ، و لاحظ أنهم طلبوا إقامة خيمة في مكان بعيد حوالي ٢٠٠ متر عن المخيم و تركوها فارغة إلا من صندوق واحد وُضع بها ،

و حل عليهم الليل وطلبوا منه أن يجلس معهم ، و كانوا يتحدثوا معه بالفرنسية و بين بعضهم يتحدثون لغة اسمها الفلاميش ، يتحدث بها جزء من البلجيك و هي لغة محلية صعبة ، و كان صديقي يعرف منها بعض الكلمات ولا يتقنها ، فتظاهر أنه لا يفهم منها شيء ، و لكنه ذكر لي أنه فهم منها بضع كلمات مثل ، القمر ، و الموعد ، و كلمة الهدية ، و لكنه فهم فيما بعد أنها كانت تعني القربان و ليس الهدية .

المهم لاحظ أن الرجل الذي قابله أولاً هو صاحب السلطة ، و لكن كلمة السيدة الأخرى هي الأعلى عليه و كأنها هي المرشدة ، و كان يتبقى على القمر ليلتين ليكتمل بدراً ، و ذهبوا إلى خيام المبيت إلا السيدة الوحيدة جلست تدخن وحيدة ، و قال : أن في وقت متأخر من هذه الليلة حضر الشخص المصري الآخر و شاهده يحمل معه شيء يلفه في قماش أحمر و ذهب هو والسيدة إلى الخيمة البعيدة و مكثا حوالي الساعة و عادا ، و في صباح اليوم التالي اصطحبوا العمال المرافقين لهم وطلبوا منه أن يترجم لهم أمر الحفر في مربع رسمته السيدة على الرمال إلى عمق ٤ أمتار ،

و بالفعل قبل الليل كان المكان قد وصل إلى العمق الذي طلبوه و جمعوا العمال و أعطوهم مبالغ كبيرة و طلبوا من سائقي السيارات أن يصطحبوهم إلى مدينة قفط على بعد حوالي ٥٠ كيلومتر أو مدينة قنا على بعد ٨٠ كيلو متر و يعودوا اليهم ، و تركوا الرجلين الأولين فقط و ٣ عمال فقط للمعاونة ، و قال : أن فضوله كاد يقتله ليسألهم عما يفعلون أو يريدون ؟ ولكن إغراء المبلغ الضخم وشرطهم عليه أسكته ، و عندما حاول سؤال أحد المصريين لم يجيب على سؤاله ، و أثناء الليل أقسم أنه سمع بكاء أطفال رُضّع يأتي من الخيمة البعيدة و كان معظم من معه من الأجانب سعداء و يشربون الخمر حتى ناموا جميعاً ، فقرر أن يتسلل إلى الخيمة البعيدة و يرى ما فيها ليشبع فضوله القاتل ،

و أقسم لي و هو يدخن سيجارته الثامنة أن صوت بكاء الأطفال كان يقترب كلما أقترب من الخيمة ، و دخل الخيمة و على أضواء كشاف صغير معه وجد ما جعله يتجمد مكانه من الرعب والخوف ، و شاهدت بالفعل عينيه يظهر به ذكرى ما شاهد ، قال : أنه وجد على أرض الخيمة نجمة سداسية مرسومة بالدماء ، لأنها كانت حمراء جافة امتصتها الرمال و بها جماجم أطفال ، و في منتصفها رأس طفل رضيع يبكي و يبكي معه باقي الجماجم ، قال أنه تجمد مكانه ثم خرج من الخيمة بصعوبة ، و من الرعب جرى إلى خيمته و ظل مستيقظاً لا يعلم ماذا يفعل أو كيف يهرب من هذا المكان ، لأن المكان بعيد عن الطريق الأسفلتي و لم ترجع السيارات بعد من قنا ، و كذلك خاف أن يعرفوا ما شاهد و يقتلوه ، خصوصاً أن الرجلين المصريين كانا يحملان سلاحاً نارياً ،

بالفعل وقبل الفجر عادت السيارات و عندما أشرقت الشمس جاهد ألا يظهر لهم أنه شاهد أي شيء برغم خوفه الشديد ، و عندما استيقظ الأوربيين و هذه السيدة طلبوا من المصريين تفكيك المخيم و تحميله على السيارات و وجد حوالي ١٠ صناديق كبيرة عليها أقفال ضخمة طلبوا تركها بجانب الحفرة المربعة السابق حفرها و أن يتركوا الخيمة البعيدة لا يذهب إليها أحد و تم الأمر بالفعل قبل العصر ، فطلبوا منهم أن يبتعدوا جميعاً بالسيارات و يتركوا الأوربيين والسيدة والرجلين المصريين فقط و أن يتوقفوا في مكان بعيد بحيث يروا إشارة ضوئية من كشاف كإشارة لهم أن يرجعوا إلى المكان بالسيارات مرة أخرى و أن يغادر معهم ، و بالفعل ذهبوا بعيداً ،

و كانت الليلة هي تمام القمر البدر ، قال أنه كان يشاهد بصعوبة بالغة المكان الذي كانوا به لأن السائقين امتثلوا للأمر وبالكاد يروهم نقاط بعيدة جداً ، و ظلوا مكانهم يشربون الشاي و يدخنوا إلى قرب منتصف الليل ، و أقسم أنه كان يستند على سيارة و يقف وحيداً يحاول أن يرى أي شيء مما يحدث بعيداً عنه ، و الباقين في جانب السيارات يتسامرون ، و شاهد كأن هناك طائر ضخم جداً يأتي من جهة الجبال البعيدة في ناحية المخيم و هبط هناك بالفعل وتجمد مكانه لا يستطيع إخبار السائقين عما رآه ،

و بعد منتصف الليل بساعة شاهد الإشارة الضوئية ليعودوا إلى مكان المخيم ، فأخبر السائقين و ركبوا السيارات و عادوا و وجدوا الأوربيين والاثنين المصريين واقفين بجوار الحفرة الكبيرة و بجوارهم الصناديق المغلقة و طلبوا منهم تحميلها على السيارات التي تركوها فارغة لأجلها ، و كانت سيارتين من ال ٥ سيارات و قال : أن الصناديق كانت ثقيلة جداً لأنه شارك في إنزالها من السيارات و كانت فارغة خفيفة والأن هي ثقيلة جداً  و كان يتعاون ٣ أشخاص لحملها و كانت الخيمة البعيدة مكانها ، و عندما انتهوا من تحميل الصناديق ذهبت السيدة إلي الخيمة البعيدة و أخذت ترفع يديها و تحركها بإشارات غريبة و أشعلت بها النار وعادت و تتحدث مع الأوربيين وحدهم جانباً ثم طلبوا من الجميع ركوب السيارات والمغادرة إلى اتجاه طريق القصير قفط ،

و قبل أن يصلوا إلى الطريق قبل الفجر توقفوا ونزلوا وتحدثوا جانباً مرة أخرى و شاهدهم يستدعوا المصريين الاثنين و يتحدثوا معهم و يسلموا عليهم بحرارة ويضحكون ما عدا السيدة التي كانت صامتة و تقف وحيدة ، ثم طلب منه الرجل البلجيكي الذي قابله أولاً أن يركب معه سيارته و ركب الباقيين باقي السيارات ، و عندما وصلوا إلى الطريق الأسفلتي وجد أن سيارات الأربع تحركت إلى اتجاه قفط و قنا و معهم الصناديق ، و هو والبلجيكي تحركوا إلى عكس الاتجاه إلى مدينة القصير ،

و عندما سأل الرجل الذي كان صامتاً : هل سنذهب معهم ؟ رد : لا ، و صمت ، و عاد مع الرجل إلى مدينة الغردقة جنوب القصير ١٣٠ كيلو متر حيث تقابلوا أول مرة ، وعندما وصلوا إلى فيلا هذا الرجل طلب منه الدخول و تناول الطعام معه ، ولكنه اعتذر خوفاً وتعلل أنه لا بد أن يغادر الآن ، فذهب الرجل وعاد إليه بمبلغ مالي ضخم جداً فوق ما كان يتوقع وطلب منه أن ينسى تماماً هذه الرحلة ولا يتحدث عنها مع أي أنسان بلهجة ودودة مغلفة بالتهديد والوعيد .

قال : لم أجرؤ على سؤاله عن أي شيء و أخذت المال وغادرت وسكت ، و عندما وجدني صامت تماماً قال لي : طبعاً أنت تعتقد أني أقص عليك قصة أسطورية ، و لكن لدي دليل على ما أقول ، قال : لم أذكر لك أني عندما كنت أساعد في حمل الصناديق وجدت خاتماً ذهبياً غريباً ساقطاً بينها و أخذته قبل أن يراه أحد ، و ها هو ، و أخرجه من جيب قميصه ، و بالفعل كان خاتماً فرعونياً دقيق الصناعة ، الجزء الأعلى منه يتحرك حيث يدور حول محوره و يحتوي نقوشاً هيروغليفية منها رسم مين آله الخصب والتناسل و كذلك الصقر حورس في الجهة الأخرى ،

و عندما طلبت أن أصور الخاتم لأترجم ما كتب عليه ، رفض بأدب جم و أعاده إلى جيبه ، و قد شاهدت قبلاً مثل هذا الخاتم في المتحف المصري ، و قال : أنه بعد عدة أيام ذهب إلى فيلا هذا الرجل و لم يجد أحداً ، و أن الفيلا كانت مستأجرة و لم يره مرة أخرى ، و بعد عدة أسابيع استأجر سيارة دفع رباعي واصحب أخويه وعاد إلى مكان المخيم بصعوبة و لم يجد إلا الحفرة الكبيرة و في أطرافها تظهر جماجم الأطفال و باقي الخيمة المحترقة التي عصفت بها الرياح والرمال ، و حاول أن يقرأ و يبحث و يصل إلى أي شيء مما رأه بعدها بعدة سنوات ، لم يوفق إلا منذ عدة سنوات ،

قص هذه القصة على رجل قابله في الأقصر حسب ما ذكر لي أنه كان روحاني ويعلم الكثير عن خفايا الفراعنة ، و قال له الرجل : أن هذا كان كنزاً مرصوداً لا يخرج إلا عند اكتمال القمر في شهر معين ، و لا يخرج إلا بالدم و بالسحر الأسود ، و أن السيدة كانت ساحرة عظيمة و هي من أخرجته ، و طلب منه أن يصطحبه إلى المكان ، فتحجج له أن الطريق قد تغير ولا يستطيع تحديده مرة أخرى  بعد هذه السنوات ، فقال له : أعتقد أن هؤلاء الأوربيين عادوا إلى هذا المكان مرة أخرى .

حقيقةً ظللت صامتاً و سألته عن أمور كثيرة كان يجيب عن بعضها والكثير لا يجيب بعدم معرفته ، إلا أنه ذكر أنه ظل حوالي عامين يشاهد نفس المشهد في كوابيس كانت تهاجمه.
وطلب مني أن أعده إلا أتحدث معه مرة أخرى عن هذا الأمر و لا أذكر أسمه بتاتاً إن قصصته على أحد ، و وعدته برغم طوفان الأسئلة والتعجب إلى الآن برغم بحثي طوال سنوات طويلة في الأمور الخفية عن قدماء المصريين إلا أني لم أصل إلى الصورة كاملة إلى الآن ، سوى تفسير الروحاني الذي قابله صديقي في الأقصر سابقاً.
 
أسف جداً فقد أطلت عليكم .

ملاحظة :

عندما تحريت عن أصل تسمية هذا المكان باللقيطة أو اللجيطة ، أخبرني كبار السن من القصير و قنا و قفط ، أن سبب التسمية يرجع إلى أنها كانت قديماً و إلى الآن مكان يتم فيه القتل والتخلص من أي فتاة من وادي النيل من البلدان القريبة حملت سفاحاً أو فقدت عذريتها بغير زواج من قبل ذويها ، و أن هناك جثث وهياكل عظمية كثيرة هناك ، بالفعل أن الاسم مرتبط بكلمة لقيط أو أبن الزنا أو الحرام.

تاريخ النشر : 2020-11-21

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى