تجارب ومواقف غريبة

كوابيس ليلة شواء

بقلم : ريان الزهراني – السعودية

كوابيس ليلة شواء

فأكلنا وبدأنا بإعداد الشاي فوق الجمر ..

كنت مع ثلاثة من أصدقائي .. وقد عزمنا أن تكون ليلة غد ليلة شواء وسهرة تحت سفح جبل كبير .. هل عرفت عزيزي القارئ أي جبل أتحدث عنه ؟ .. نعم ذلك الجبل الذي يعج بالظواهر الغريبة .. وقد تحدثت عنه في احد قصصي السابقة في الموقع .. فكانت هذه الليلة تشكل تحدياً كبيرا بالنسبة لنا .. فكل واحد منا كان يقول انه لا يبالي وسوف يحضر معنا من باب التفاخر .. ولا اخفي عليكم فنحن نشعر بالرعب بمجرد الحديث عنه .. فاتفقنا على إعداد العشاء والسهر حتى وقت متأخر أسفل الجبل .. فأخذنا نتبادل مهام الاستعداد للرحلة .. فذهب كل واحد لمنزله إلا أنا بقيت أتأمل ذلك الجبل اللعين واستعيد تجاربي فيه ..

وأنا الآن في اليوم التالي .. في وقت العصر استعد للرحلة .. فكنت آخر من يصل لموقع انطلاقنا للرحلة .. فركبنا السيارة وأدوات الشواء معنا .. أدرنا محرك السيارة وانطلقنا إليه .. فركنا السيارة في موقع قريب من الجبل .. وترجلنا نحوه بحجة أن الطريق وعر ويصعب على السيارة المشي من خلاله .. فوصلنا وكانت الشمس تشرف على المغيب .. فبدأنا بإشعال الحطب لكي نعد عشائنا .. فجلسنا حولها وكان احدنا يجهز الدجاج للشواء .. فأحسست ببرودة تتسلل من أطرافي مع أن النار كانت أمامي .. فسألت أصدقائي هل تشعرون بما اشعر ؟ .. فلم يعرني احد أي انتباه .. فأدركت أنني الوحيد الذي يشعر بهذا الشعور الغريب ..

وبدأنا بوضع الدجاج على الجمر .. فأحسست أنا واحد أصدقائي بحركة خلف شجرة بالقرب منا وكانت تهتز بشدة .. فحاولنا تهدئة أنفسنا على أنها أصوات حيوانات شمت رائحة الدجاج .. فنسيت الأمر .. وجلست استعيد ذكرياتي في الجبل لبرهة .. فإذا بأصدقائي ينادونني لكي أتناول العشاء معهم .. فأكلنا وبدأنا بإعداد الشاي فوق الجمر .. وشربنا منه قليلا وأحسسنا بالشبع التام ..

وذهبت مع احد أصدقائي لغسل أدوات الشواء .. وكنا بعيدين قليلا عن الباقين .. فبدأنا بغسلها وكان صديقي قد سارع بسكب الماء الحار على الأرض من دون ذكر الله .. ثم عدنا إلى الباقين وجلسنا نتبادل أطراف الحديث .. إلا صديقي الذي صب الماء الحار كان صامتا وكان شاحبا قليلا .. فقال انه سوف يذهب لكي يجلب الماء من المكان الذي غسلنا فيه الصحون .. فسمعنا صراخه وكان قويا جدا .. وسارعنا إليه وكان يصرخ ويضحك بهسترية .. والشجرة التي كانت بجانبه كان يصدر من فوقها أصوات غريبة ومخيفة .. فأخذنا صديقنا وهدأناه .. فقال لنا وهو ويبكي انه رأى امرأة نزلت من الشجرة وكانت تبتسم له ابتسامة مرعبة جدا .. ثم ضربته بيدها التي كانت كالصخر على وجهه وهي تتمتم كلمات غريبة فصرخ وسقط على الأرض .. فقررنا العودة .. وحزمنا الأدوات .. وفي السيارة كان يبكي تارة ويضحك تارة أخرى حتى أغمي عليه .. والى الآن وهو يتعالج نفسيا وجسميا .. واكتشف الأطباء أن عظم فكه الأيسر قد انكسر .. ولم يعلموا السبب إلا من القصة التي قدمناها لهم .. عافاه الله .

تاريخ النشر 25 / 06 /2014

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى