قتلة و مجرمون

كولن ايرلند .. سفاح كوليرني بوب

بقلم : Mark – Sudan
سفاح غريب الاطوار بث الرعب في لندن
صحفي من صحيفة الصن البريطانية يتفاجئ باتصال من مجهول ينصح بالاعتناء بكلب تم حبسه في غرفة معزولة بلا طعام او شراب. ويعلل الشخص اللطيف المتصل وجود الكلب وحده لأن صاحبه قد تعرض للقتل ، والقاتل هو نفسه المتصل! ..

كولن ايرلند .. سفاح كوليرني بوب
بيتر ووكر .. وجد مقتولا في شقته

بناء على هذا البلاغ الغريب تصل الشرطة الى موقع الجريمة لتجد بيتر ووكر , رجل في نهاية عقده الرابع جثة هامدة وهو مربوط الى فراشه ورأسه مغطى بكيس بلاستيكي وقد تم وضع دميتي دب متعاكستين على جسده كأنهما توقيع يميز الفنان الذي رسم هذه اللوحة البشعة ..

لم توفق الشرطة الجنائية في ايجاد اي دلائل على هوية القاتل لأن مسرح الجريمة كان قد نظف بعناية فائقة بحيث لم تبقى أي بصمات أو آثار.

ولم يطل الوقت حتى وقعت جريمة أخرى بتوقيع غريب ، هذه المرة في ضاحية وبلدستون في لندن والضحية امين مكتية ثلاثيني ، وجدوه عاري الجسد وموضوع عليه سرج حصان . وقد تم تصنيف موته على انه حادث وقع اثناء ممارسته لعبة جنسية ، ولم يلق الحادث اهتماما كبيرا لدى شرطة الجرائم خاصة وانه قد وقع في منطقة مختلفة عن الجريمة الاولى.

كولن ايرلند .. سفاح كوليرني بوب
الضحية بيري برادلي .. ابن السناتور الامريكي

في تكساس يفاجئ عضو الحزب الديمقراطي بيري برادلي جونير بخبر مقتل ابنه الموجود في لندن والذي تقبع شقته في كينغستون , تصل الشرطة الى مسرح الجريمة لتجد المجني عليه مخنوقا بعقدة حول رقبته ووجهه متجها الى اسفل , وقد سرقت بطاقة ائتمانه والكثير من النقود. ومرة أخرى لم تثر هذه الجريمة ضجة اعلامية ، ولم يتم الربط بين الجرائم الثلاث ، فواحدة منها صنفت كحادث عرضي وليس جريمة ، ثم انها حدثت في مناطق مختلفة عن بعضها وخضعت للتحقيقات الجنائية من قبل فرق شرطة مختلفة مما افقد خيطا رئيسيا في حلها ، كما أن القاتل كان بارعا في عدم ترك أي شيء وراءه يدل عليه ، ما عدا جثة القتيل طبعا ، كأنما هذا القاتل شبح..

لعل الشيء المشترك الوحيد بين هذه الجرائم هو أن المجني عليه كان في كل مرة كان شاذا جنسيا .

من هو هذا الشبح؟

كولن ايرلند .. سفاح كوليرني بوب
الضحية اندرو كولاير

يدخل اندرو كولاير برفقة رجل اخر الى شقته ويتجه الاثنان الى النافذة لسماعهما صوت ضجة غريبة قادمة من ذلك الاتجاه ، لكن ما لا يعرفه كولاير هو ان رفيقه لم يكن مهتما البتة بأمر الضجة المزعجة ، وبينما كولاير ينحي من النافذة ليرى ما الذي يحصل خارجا امتدت يد الرجل الآخر الى قضيب حديدي وانزله بقوة على رأس اندرو مما افقده وعيه .. ثم انشغل الجاني بتنظيف المكان وربط كولاير الى سريره ومن ثم تهديده بتسليم امواله ، وعندما رفض قام الجاني بخنقه ، وخنق قطته أيضا ، وقام بوضع القط في وضع جنسي مخل فوق جثة القتيل.

وبينما الجاني يبحث في مقتنيات القيل عثر على نتائج فحص تثبت ان القتيل مصاب بمرض نقص المناعة المكتسب ، مما اصابه بالضيق ، لكن انشغاله بالتفنن في اجلاس ضحيته جعله ينسى ان يمسح بصماته عن القضيب الحديدي الذي استخدمه في افقاد القتيل لوعيه ..ولم يلبث ان اجرى مكالمة هاتفية للشرطة يخبرهم فيها عن ضيقه من انهم لم يربطوا الجرائم الاربع التي حدثت بنفس القاتل .. مما يثبت انه باحث عن الشهرة ايضا وليس فقط مريضا نفسيا.

الجريمة الأخيرة أثارت ضجة واهتماما من الصحافة ، أظنهم تعاطفوا مع القطة! خصوصا وهم كانوا يظنون ان القاتل محب للحيوانات بعندما اتصل في جريمته الاولى ليبلغ عن الكلب المحبوس ..

سقوط الشبح

كولن ايرلند .. سفاح كوليرني بوب
كاميرا المراقبة التقطت صورته هذه المرة

ذات ليلة قام رجل يدعى ايمانويل اسبتري بمقابلة رجل اخر في بار للشواذ ، كان الرجل الآخر يدعى كوليرني ، وما لم يعرفه اسبرتي هو أن هذا الرجل هو السفاح الذي تبحث عنه الشرطة .. واتفق الأثنان على الخروج معا والتوجه الى شقة سبتري .. وكما في كل مرة ، تمكن القاتل من السيطرة على ضحيته وتكبيله وتهديده بتسليم بطاقة ائتمانه ونقوده ، وحينما رفض الاخير ذلك ، قام السفاح بقتله خنقا ، لكن هذه المرة وبعد تنظيفه لمسرح الجريمة ولسبب ما قام باشعال النار لتلتهم الشقة كلها .. وكعادته اجرى مكالمة هاتفية بعد خروجه من الشقة لينبه رجال الاطفاء لاستخراج جثة من بين النيران الملتهبة .. ولم ينسى طبعا أن يخبرهم بأنه هو الذي قتل صاحبها!.

هذه المرة قامت الشرطة بتحقيقات واسعة ، ولحسن الحظ كانت هناك كاميرا مراقبة اظهرت القتيل وهو يخرج برفقة رجل اربعني ويصعد الاثنان الى قطار متجه الى مكان سكن سبتري .. وتم لاحقا التعرف الى هوية الرجل على انه كولن ايرلند ، متهم سابق في عدة جرائم تعددت انواعها.. مما يجعله متهما رئيسيا .

عند مواجهته ادعى كولن انه فعلا رافق القتيل الى شقته وقضى معه بعض الوقت ثم خرج وتركه برفقة رجل اخر.. لكن ادعاءه لم تدم صحته طويلا ، فما لبثت الشرطة ان ربطت بصماته بتلك التي وجدت على القضيب الحديدي في شقة اندرو كولاير ، وهكذا فقد تم اتهامه بجريمتي قتل واعترف لاحقا بثلاث آخريات.

ثمرة فاسدة لنزوة مراهقة

كولن ايرلند .. سفاح كوليرني بوب
كولن ايرلند .. عاش طفولته مع امه في فقر مدقع ليتحول الى قاتل سادي مريض

كان كولن ايرلند هو نتاج علاقة آثمة بين مراهقين غير متزوجين في منتصف الخمسينيات .. وقد انفصلا بعدها وتربى كولن مع امه في فقر متقع ..

تعددت زييجات والدته ، وكذلك زيجاته هو لاحقا.. وبين هذا وذاك كان يتنقل من منطقة الى اخرى ويعتمد على الاموال المسروقة في أدامة حياته.

علل كولن اختياره للشواذ في جرائمه بأنهم ضحايا سهلة ولا احد يهتم لمصيرهم .. كما قال بأنه هو نفسه ليس شاذا جنسيا ، وانما كان يرتاد بارات الشواذ والمتحولين جنسيا لينتقي الضحية المناسبة ..

الجدير بالذكر ان القاضي الذي نطق بالحكم وصف كولن بأنه : “مخيف بشكل استشنائي ، فأزهاق روح واحدة هو أمر قاسي ، أما ازهاق خمسة ارواح فهو مذبحة”.

تم الحكم على كولن بالسجن مدى الحياة مع عدم امكانية اطلاق سراحه ابدا . ومات كولن ايرلند في السجن عن عمر يناهذ السابعة والخمسين بسبب داء تليف الرئة.

المصادر :

Colin Ireland – Wikipedia

تاريخ النشر : 2018-06-22

Mark

السودان
guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى