تجارب من واقع الحياة

كيف يمكن ان انسى هذه الصدمـــــــة؟ .. قصتي الحزينة

بقلم : **هــــــــــــــــــبـــــــــــــــــــة** – الجزائر

كيف يمكن ان انسى هذه الصدمـــــــة؟ .. قصتي الحزينة
كنت كل يوم اطعمها الحليب و اعتني بها كما لو كنت والدتها ..

كنت في الحادية عشر من عمري حينها, و كنت انتظر بشوق كبير ولادة اختي الصغيرة , كنت كلما اغمضت عيني للنوم فكرت فيها.. كيف سيبدو شكلها؟ هل ستشبهني؟ و انشغل لهذه الاسئلة البريئة هو ماذا اختار لها من اسماء؟ .. و بعد تفكير طويل , قررت ان اسميها “هاجر” ..

اخيراً ..جاء اليوم الموعود, وُلدت اختي .. لن انسى تلك اللحظـــــــة ابداً ,فكم كانت فرحتي عارمة عندما رأيت وجهها الصغير البريء.

كنت كل يوم اطعمها الحليب و اعتني بها كما لو كنت والدتها, و لكن امي لم تكن بمثل سعادتي, و كأنها كانت تخفي شيئا ما..

مضت الايام سريــــــــعاً ,فبعد تسع اشهر تمامـــــاً ,علمت خلال هذه المدة ان اختي مصابة بمرض قاتل و خطير ,و ان الاطباء يوكدون انها لن تعيش طويلاً.. .نعم.. انه مرض “سبينـــــا بيفيدا”, و في ذلك الوقت لم يكن قد اكتشف دواءه بعد.

و في صباح احدى الايام المشرقة, استيقظت كالعادة و نظرت الى اختي ثم خرجت, كان يراودني حينها شعور غريب لم افهمه.

و بينما انا في الخارج, اذا بأبــــــي يهرول مسرعا الى السيارة و هو عازم على احضار الطبيب.

فهمت ان اختي الصغيرة قد ازدادت حالتها سوءاً, حيث انها في تلك المدة كانت قد فقدت حاسة البصر و السمع ايضاً ,و كانت لا تقوى على المشي و الحركة ,أردت الدخول اليها لكن جدتي منعتني, وصل الطبيب بعد فوات الاوان, فقد كانت هذه الملاك قد فارقت الحياة و رحلت عنا.

لم اصدق ما حدث حينها, بل انني ظننت ان هذا مجرد كابوس, و لكن سرعان ما توافد الناس على بيتنا لتعزية اهلي.

و بعد ادراكي للأمـــــر اخيراً جلست وحيدة في ساحة منزلنا, كان الجميع يحاولون مواساتي, و لكني لم اكترث لما يقولون و لم استمع اليهم حتى

اردت في تلك اللحظة ان لا اقابل احداً, و كانت دموعي تنهمل بغزارة و هي تعبر عن ما في داخلي من ألم ,و قلت حينها انني لن ابتسم مرة اخرى..

و بقيت على هذه الحال مدة من الزمـــــن, فقدت فيها كل الرغبة في الحياة

لكني فيما بعد أدركت ان الموت كان خيراً لها, و انها الان من طيور الجنة ..

تاريخ النشر : 2016-07-08

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى