تجارب من واقع الحياة

لا أستطيع النظر في وجه والداي

بقلم : يحيى الجزائري – الجزائر

لا أشعر بمشاعر العاطفة تجاه أبي و أمي و أشعر أنهما غرباء عني
لا أشعر بمشاعر العاطفة تجاه أبي و أمي و أشعر أنهما غرباء عني

السلام عليكم .

كما تعلمون العائلات بصفة عامة تجد العجوز تغار من زوجة أبنها و تحاول قدر المستطاع جذب أولاد أبنها عن أمهم ، و أنا ضحية هذا الجهل ، تخيلوا أن  جدتي منعتني من الاقتراب من والدتي و تقبيلها و حتى مناداتها بأمي أو باسمها ، عمري الآن ثلاثون سنة و قد تعقدت و لا أستطيع الاقتراب من والدتي و احتضانها ، فأنا أحسها غريبة علي و أتضايق منها ، و عندما تحاول استعطافي فأنها تجد قلبي صلب من ناحيتها ، أنا أحترمها أكيد و لكن لو كانت طريحة الفراش لا أحس بها و كأنها غير موجودة ، حتى أبي و لكن ليس مثل أمي ، اكتشفت مشكلتي و عقدتي عندما سافرت للعمل بعيداً عن المنزل فقد انضممت إلى الجيش ،

و هناك حياة جماعية و زملائي كل مرة أسمع واحد يهاتف والديه : آلو أمي أبي ، و أنا لا حياة لمن تنادي ، قلبي ميت لا إحساس بالشوق و لا حتى لسماع صوتيهما ، حتى أكثرا علي اللوم بعد رجوعي في إجازة للمنزل و قد صارحتهما أني لم أشتق لهما و لم أحس أن لي والدين و لو بقيت عدة سنين لن اشتق اليهما ، بطبيعة الحال انصدمت والدتي وعاتبت جدتي التي لم تتقبل قولي ، و قالت لي : أنتم أولادي ، و أجبتها : أنها أمي فوق الرأس و العين ، و لكن كل واحد و مقامه ، هذا لكي لا تتكرر نفس المشكلة مع أخوتي الصغار ، أحياناً كنت أبكي لوحدي و أتشاجر لأتفه الأسباب ، تنامت في العصبية حتى أني أصبحت لا أطيق الجلوس مع زملاء العمل و قررت اعتزال زملائي و صبرت و كتمت و لكني تعبت كثيراً ،

أريد فقط الصمت و عدم التحدث و مشاهدة الطبيعة و التمعن فيها و حب الأطفال الصغار و مداعبتهم ، لم تتقبل القيادة وضعي و استفزوني مراراً بحجة أني لا انصاع للإوامر العملية ، و أنا بالعكس لا أحب التسلط الشخصي و أعرف جيداً مهمتي و لكن تجد من يحب أن يتسلط عليك شخصياً و ليس عملياً ، حتى أنتهى بي المطاف في السجن العسكري بالبليدة ، وعند خروجي التجأت إلى طبيب الأمراض النفسية و العقلية ، و أنا أعي الخطأ من الصواب ، يعني لست مريض عقلي بل نفسياً و عصبياً ، تم تشخيصي على أني مصاب بالكآبة و عدم تقبل التعايش مع المحيط العملي ، و أنا أتناول مضادات الكآبة و القلق و سيتم طردي من عملي ، و دعوة ربي و أدعوا لي معكم أن يعوضني الله خيراً ، لست بجاهل فقد درست في الجامعة و أنا شبه متفقه في الدين و طالعت كتب التعاليم الدينية و كل هذا الذي يجري معي إلا أني محتار في عدم استطاعتي الاقتراب من والدي و حتى النظر لوجههما ، اللهم أهدنا لما ينفعنا.

و نصيحتي للجميع :

رضا الله في رضا الوالدين  ، نصيحة مني لو شاهدت مثل تلك التصرفات في بيوتكم حاولوا استئصالها ، الولد يجب أن يتشبع من حنان والدته لكي تصبح أماً له و لا تبقى والدة فقط ، و هذا ينعكس عليه بالسلب في بلوغه سن الرشد مثله مثل البنت ، تقبلوا تحياتي و رمضان مبارك.

تاريخ النشر : 2021-04-27

guest
31 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى