تجارب من واقع الحياة

لا أعرف معنى الصداقة

بقلم : انسان – مكان بعيد

أصبحت تأتيني نشوة عارمة عند التواجد في المناطق النائية البعيدة عن البشر
أصبحت تأتيني نشوة عارمة عند التواجد في المناطق النائية البعيدة عن البشر

 
السلام عليكم أخوتي الأعزاء ، أكتب لكم هذه السطور من باب الفضفضة فأنا عالق في مشكلة لا أريد الخروج منها.

أنا شاب في ال 24 من عمري ، أنعم علي الله بنعم كثيرة و راض كل الرضى عن حياتي ، مشكلتي باختصار أني لم أوفق بأي تواصل مع البشر خارج نطاق العمل والمصالح ، فلم يكن لدي أخوة ولم أجد الحب والمودة من أهلي ، فقد كانوا وما زالوا في مشاكل وعراك دائم ويكرهونني بدون أي سبب ، رغم أني أعمل و أدبر مصاريفي منذ الطفولة المبكرة ، فقد كان حلمي أن اجلس معهم فقط وأتحدث و لا أريد منهم أي شيء أخر.

و في مرحلة المدرسة كان زملائي ينفرون مني لأني شخص صامت معظم الأوقات وحين اتحدت ، اتحدت بأمور واقعية مملة بعيداً عن عوالم الأطفال الخيالية ، ولم أكن أعلم لماذا لا أستطيع المزاح مثلهم أو حتى الضحك.

و في المرحلة الجامعية خضت عدة تجارب حب فاشلة لا أريد الخوض في تفاصيلها ، وأنفطر قلبي فيها وتغيرت نظرتي للفتيات إلى الأبد ، فلم أعد أرغب بالحب أو الزواج ولم أستطع تكوين أي صداقة ، فقط كنت أراقب كل مجموعة من الأصدقاء يضحكون ويخرجون سوياً للعب كرة القدم والمقاهي والمطاعم أما أنا فقد كنت منبوذاً لا أحد يرغب بي.

إلى أن وجدت أشياء تعلقت بها كثيراً فلم أعد أرغب بتكوين الصداقات أو حتى بالتواجد قرب البشر ، فقد أحببت الرياضة وتعلقت بالطبيعة والمناظر الخلابة لدرجة العشق و أصبحت تأتيني نشوة عارمة عند التواجد في المناطق النائية البعيدة عن البشر ، فعندما أكون فيها أتكلم مع النمل وأساعدهم في جمع الغذاء و أقلد نباح الكلاب وأطعمها ، حتى أني أصبحت أبيت الليالي بالبرية و أشعر بالأمان ، ربما تضحكون الأن وتقولون عني مجنون ، لكني أحب ما أنا عليه.

أنا لا ألوم أي أحد على مشكلتي فأنا سببها وأحمد الله على هذه الحياة مهما كانت صعبة.
وفي النهاية أشكركم جزيل الشكر لإكمال القراءة.
 

تاريخ النشر : 2020-06-13

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى