تجارب من واقع الحياة

لا أعلم

بقلم : ملاك الليل – مصر

لا أعلم
لماذا بمجرد أن أراه يدخل من باب المنزل أنسى كل ما كنت أقوله عنه ؟

مرحباً يا رواد موقع كابوس .. الموقع الذي أعطاني الفرصة أكثر من مرة للحديث عن نفسي و عن الأشياء التي لا أستطيع التحدث فيها إلا مع نفسي فقط.

ربما بعضكم يعرفني ، و البعض الآخر لا .. ها أنا ذا مرةً أخرى أشكو من حياتي و من نصيبي و قدري .
تعلمون أن بعد وفاة أمي أصبحت ربما معقدة .. نعم معقدة ، ظننت أن الزواج سوف يحل لى جميع مشاكلي و لكني أنا الآن بعدما أصبح عمري 21 عرفت و اطلعت على أمورٍ أخرى موجودة في الحياة ربما لم أكن أعرفها ..

تتذكرون أهل والدتي ، لقد حكيت عنهم من قبل ، لم أستطع أن أنسى ما فعلوه بي و هذا الإحساس الممزوج بالنبذ و التدني ، لقد جعلوني أشعر بأني فتاة رخيصة الثمن مع أنني  لم أجد فرصةً حقيقية ، لقد ظلموني بالكامل ، إنهم حتى لا يتصلون بي و لا يسألون عني حتى قبل أن أتزوج .. لا أتذكر أن أحدهم أتى لزيارتي و الحجة أبي .. مع أن أبي و رغم حقارته لم يمنع أحداً منهم من المجيء و زيارتنا .. لم يفعل هذا ، لم يكن أحداً منهم مهتم رغم معرفتهم بالجحيم الذي أعيش فيه مع أبي و زوجته ..

و الغريب في الموضوع أنهم يعرفون أن أبي شخص حقير جداً و مع هذا يضعون الخطأ علي حتى لا يعترفوا بتقصيرهم في حقي ..

منذ فترة تشاجرت مع زوجي و سوف أعترف .. لقد انتهزت هذه الفرصة حتى أذهب إلى بيت جدتي والدة والدتي حتى أنتقم منهم ، حقاً لم أكن أعلم ما الذي علي فعله و لكني كنت كالمجنونة التي لا ترى سوى حقها المهدور ، وعدتني جدتي أنها سوف تساعدني و تقف إلى جانبي خصوصاً أن مشكلتي مع زوجي كانت بسببهم ، فهو دائماً ما يعيرني بأنهم لا يسألون عني و أيضاً بتلك الملابس التي أعطوني إياها .. كم أتمنى أن أمزق تلك الملابس لكن لا أستطيع .. لا أمتلك غيرها .. كم أشعر بالخجل و أنا أقول هذا الكلام .

أتت خالتي إلى منزل جدتي و لم تكن تعلم أني هناك ، و عندما فتحت لها باب المنزل رمقتها بنظرة حقيرة و قالت لي ما الذي تفعلينه هنا قلت لها سوف أنفصل عن زوجي فقالت لي هذا لا يعنينا اذهبي إلى أبوكِ أو أهل أبوكِ .. قلت لها لن أذهب إلى أي مكان و سوف أبقى هنا .

استشاطت غضباً و صفعتني على وجهي و أنا بدوري دفعتها بعيداً عني و صرخت بوجهها و جلبت اللوم عليهم و سألتها لماذا لا تتركوني هنا ؟ هذا بيت جدي و جدتي .. و خلعت ملابسي أمامها و رميتهم في وجهها و قلت لها هذا ما يعيرني زوجى به ، خذيهم لا أريدهم و هي بدورها نعتتني بأبشع الألفاظ و قالت لي أنتِ لستِ واحدة منا ، قلت لها و أنا لا يشرفني أن أكون واحدة منكم فصفعتني مرةً أخرى .. 

ظللت استفزها و أصرخ في وجهها حتى جدتي التي وعدتني بالوقوف إلى جانبي تخلت عني بمجرد أن أتت ابنتها .. ظللت أصرخ و أصرخ ، هددتني أنها سوف تجلب لي أبناء خالتي قلت لها حسناً .. ذهبت إلى المطبخ و جلبت سكين و قلت لها الذي سيأتي إلى هنا سوف أقتله ، لا أنكر أني كنت خائفة و هي أيضاً ، و هددتها أيضاً بأني سوف أقطع شرايني و هي بدورها اتصلت بأبناء خالتي و أنا كنت أصرخ و أسمعهم أني لست خائفة منهم ..

ثم بعد هذا فتحتُ باب المنزل و طرقت باب الجيران و أنا أبكي و أمثل أني خائفة و قلت لهم أن يبعدوها عني لأنها تضربني و تريد أن تطردني من منزل جدتي و أنا ليس لي مكان آخر أذهب إليه .. و حكيت لهم القصة كاملة و قالوا لي إن أهل والدتك ظالمون .

و رمت حقيبة الملابس خاصتي خارج المنزل و أغلقت الباب .

ربما بعضكم يظنني مجنونة أو ما شابه أو أني فتاة قليقة أدب ، و لكن ما الذي كان سيحدث لو عاملوني معاملة حسنة منذ البداية ؟ لماذا ظلموني عندما لجئت لهم ؟ لماذا بما أنهم يعلمون بما مررت به و قد قالو لي بأنفسهم أن أبي رجل لا يطاق بمعنى الكلمة ، و رغم كل هذا أمي لم تسئ معاملة أي أحدٍ منهم أبداً .

أما أهل أبي فلم أذهب إليهم لأنهم لديهم من المشاكل ما يغطي كامل جسمهم .. دائماً غارقين في المشاكل و دائماً كانوا حاضرين في مشاكلي مع زوجة أبي أما أهل والدتي كانوا يضعون أيديهم في المياه الباردة ..

و بعد أن ارتديت ملابسي و ذهبت و طرقت باب الجيران أتى أحد أولاد خالتي ، و كان يريد التعدي علي بالضرب لكنه لم يستطع ، طلب مني بنظرة كلها غدر أن أدخل إلى المنزل و أجلب حذائي لكني رفضت فرمهاه لي .. أخذوا جدتي و ذهبوا

كان الجيران يسألون خالتي سؤالاً واحداً ؟ لماذا لا تتركيها تعيش مع جدتها بما أنها تعيش بمفردها ؟ اتركيها المنزل كبير و والدتك تعاني من مشاكل صحية ، على الأقل يكون هناك أحد معها إذا مرضت فجأة لا قدر الله ، و خالتي كانت لا تستطيع الرد عليهم ، و هم متعجبون من تصرفها الغريب هذا معي ، كانت مصرة أن ترسلني إلى أهل أبي و أنا أرفض و قلت لها ألم تطرديني من المنزل و رميتِ حقيبة ثيابي في الشارع و ابنة الجيران جلبتها لي و أدخلتها إلى منزلهم ؟ ما الذى تريدينه ؟ هيا اذهبي ، أنا سوف أظل جالسة على السلم على الأقل هو لن يطردني أو يرمي حقيبتى مثل ما فعلتِ أنتِ .
و دعوت عليها أن ما فعلته معي يرد في بناتها هي و خالتي الأخرى ، و عندما دخلت عند الجيران ذهبتُ إلى سلفتها هي امرأة طيبة ، فتحت لى بيتها و ابقتني عندها هي و أولادها و وقفوا معي و صالحوني مع زوجي .

لن أكذب عليكم .. لقد فعلت ما فعلته معهم عمداً ، نعم عمداً .. كنت أريد فضحهم و لكن ربما لأنى لم أفكر جيداً لم تسرى الأمور كما كنت أريد ، و لكن على الأقل لقد بعثت لهم إنذار بأنى أستطيع الانفجار في أي وقت .

أنا لم أذهب إلى جدتي حتى أحل مشكلتي مع زوجي ، بل حتى أفضحهم أمام الناس الذين يمثلون أمامهم دور الأخلاق و الأدب و التحضر ، كنت أريد أن أزيل هذا المسك المزيف ، كنت أريد أن أريهم أني لست بضعيفةٍ أبداً أو قليلة الحيلة ، بل لقد فضحتهم عند ألد أعدائهم .. هم يكرهون هذا المرأة رغم أني عندما تعاملت معها هي و أولادها وجدتهم طيبون جداً ، مع أنها المرة الأولى التى أتعرف عليهم رغم أنها من العائلة ، و جدتي تكون عمتها و هى و خالتي سلايف و خالتي تكرهها لا أعلم لماذا .. و رغم مافعلته بهم مازلت أحقد عليهم و أريد أن أواجههم و أبصق في وجوههم جميعاً و خصوصاً خالاتي ، هؤلاء النساء اللواتي اسمهن أخوات أمي .. مازلت أشعر بالحقد تجاهههن .. إنهن يكرهنني

لقد أجبرنني إلى الرجوع لزوجي و عندما رفضت قالت لي إحداهن هل لأنكِ جميلة تشعريني أنكِ كثيرة عليه ؟ سوف تعودين إليه رغماً عنكِ

لقد فتحوا عيوني على أشياء كثيرة لم أكن أراها مثل أن حياتي أقل من الجميع ، و أني أقل شخص موجود في هذه الدنيا ،و رغم اجتهادى لإثبات عكس هذا لنفسي بقراءة مقالات هنا في كابوس لأناس حياتهم مؤلمة و أقل بكثير مني ، و أنى على الأقل أستطيع أن أجلب حقي و غيري لا يستطيع ..

إلا أنى أجد زوجي أمامي دائماً ما ينعتني بأبشع الألفاظ حتى عند المزاح .. نظرة الناس لي تقول أني جميلة ، أسمعهم يقولون هذا و أنا أمشى بالشارع ، هو لا يعلم ما حدث بيني و بينهم و أكيد لن أخبره ، يكفى معايرة بما يعرفه .
منذ فترة قريبة جداً كنا سوف نخرج للتنزه و ملابسي لم تعجبه لأني كما ذكرت آنفاً أنه ليس لدى ملابس أو حتى حذاء مناسب ، قال لي أن ملابسي غير مناسبة و أنا حتى لا أشعره بالإحراج لأنه لايشترى لي ملابس لأنه دائماً ليس معه مال كافي لشراء ملابس في أى وقت ، قلت له لا يهم ، ظل ينعتني بكلام جارح جداً و منعني من الخروج معه و أخذ ابنى و ذهب ..

ظللت أصرخ و أصرخ و حاولت الانتحار و أصيبت يدي و هو طلب مني أن أفتح الباب ، كانت حالتي يرثى لها و مع هذا كان يمزح و يضحك ، كم أكره و أكرهم و أكره تلك الظروف التي جعلتني أتزوج و أكره أبي الذي لم يحافظ علي مثل أي أب و أكره أمى لأنها تزوجته و جلبتني ، كم أتمنى أن أصاب بمرض خبيث ليس له علاج حتى أموت و أذهب إلى الله ، هو أملي الأخير رغم أنني أحياناً أشعر أنه ليس موجوداً اعذرونس .. أشعر أنني يجب أن أعامل أفضل من هذا و أن أحظى بحياةٍ أفضل ، لو كان لى مكان آخر لتركته و ذهبت إليه و لكن كما تعلمون ليس لدي أي أحد ألجأ إليه .. حتى العمل ليس معي شهادة .

أشعر أن من حولي دائماً ما يحاولون التقليل من شأني ، أريد فرصة حتى أتخلص من كل هذا ، و لكن عندما يتصل بي و يمزح معى و يضحك أشعر أن كل ما قلته عنه ليس إلا مجرد كلام و أتعامل معه عادي جداً و كأنني لم أكن أبكي منذ قليل بسببه ، وا أنسى ما فعله بي ، في حين أن أي أحد آخر مثل أهل أمي أو حتى أبي لا أتسامح معهم أبداً و أنتظر دائماً الفرصة حتى أنتقم منهم ..

لماذا هو دائماً له سلطة على مشاعري و يستطيع أن يغيرها من ضده إلى معه ؟ لماذا بمجرد أن أراه يدخل من باب المنزل أنسى إن كنت أقول أني سوف أتركه إذا أتت لي فرصة في أى مكان ؟ لماذا أرى العالم دائما من خلاله ؟ لماذا لا أتخيل أى شيء إلا و هو معي و يشاركني هذا الشيء ؟ لماذا أحس أني نسخة منه و أني أشببه رغم أننا لسنا أقارب ؟ لماذا لا أهتم بالملابس و الأشياء الأخرى مثل باقي الفتيات و أهتم فقط به هو ؟ لماذا أخاف عليه دائماً ؟ ما كل هذا ؟ أنتم ردوا علي و قولوا لي هل هذه هي العشرة التي يتحدثون عنها ؟ نحن متزوجان منذ ست سنوات ، هل لهذا السبب يا إلهي أشعر دائماً بمشاعر غريبة و من غرابتها لا أستطيع التعبير عنها ؟

آسفة على الإطالة كم أنا ثرثارة لكن أنتم من أحس أنه يسمعني .
 

تاريخ النشر : 2017-04-11

guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى