أدب الرعب والعام

لعنة باولا

بقلم : ريتا

 فتحت الباب و وقعت عيني على فتاة شقراء غاية في الجمال 

أنا شاب في العشرينات من العمر من ولاية تنيسي ، أسكن في حي فقير اسمي ” جون ”  أعمل على تجميع الخشب ومن ثم أقوم ببيعه ، حدثت قصتي قبل خمسة أعوام  ،كنت عائدا إلى منزلي ولكني تفاجأة من دخان ينبعث من منزلي كانت رائحة طعام لذيذة، فتحت الباب ووقعت عيناي على فتاة شقراء ترتدي فستان أسود قصير كانت غاية في الجمال ، وقبل أن أنطق بكلمة إقتربت مني  ثم قالت لي :

– أعتذر على دخولي منزلك اسمي “باولا “؛ و أنا تائهة في هاذه  المدينة  فهل  تسمح لي  بالبقاء معك ؟

قالتها وهي تنظر إلي وكأنها تترجاني أن أوافق
ثم اضافت :
– إن وافقت سأعد لك الطعام كل يوم فأنا طاهية ماهرة . 

نظرت إلى منزلي وكانت قد قامت بترتيبه كما أن رائحة الأكل شهية ، قلت في نفسي : إن تركتها عندي عدة أيام سأستمتع بأكلها الشهي لقد مللت من طبخي ،

جون : موافق ، لكِ الغرفة في آخر الرواق ،

باولا : أشكرك ، دعنا نأكل أنا جائعة 

توجهت إلى غرفتي استحميت وغيرت ملابسي ثم عدت إلى المطبخ جلست على كرسيي وبدأت بالأكل ، نظرت إليها و سألتها  ماهي قصتكِ باولا ؟

 قالت لي أنها من تكساس و تعيش مع أمها ، لم تكن علاقتهما جيدة فكثيرا ماكانتا تتشاجرا وفي آخر مرة تشاجرتا فيها أقسمت أن لاتعود و أتت تنيسي لتبحث عن عمل .

صباح اليوم التالي ذهبت إلى العمل التقيت بصديقي جمس حكيت له عن باولا وكعادته جميس أخذ بالضحك راح ينتعتني بالغبي و الإستهزاء بي حتى أنه أراد المجيئ  معي ورؤيتها بعينه لكي يصدق ولكني اكتفيت بقطع الخشب دون الأتفات له ،

مر على وجودها عندي أسبوعين وقد بدأت أعتاد على وجودها في المنزل ، وفي أحد الأيام وبعد رجوعي من العمل عدت لكني لم أجدها ! بحثت عنها بلا جدوى! مر يوم ويومين بل أسبوع ولم تعد ، ذهبت إلى العمل قال لي جمس : لابد وانها وجدت مسكن جديد ، عدت إلى منزلي كان المنزل كئيبا والفوضى تعم المكان ،اه لو كانت باولا موجودة ماكان هذا حالي ، في صباح اليوم الثاني كنت اتجهز لذهابي إلى العمل  حين سمعت صوت التلفاز توجهت إلى الصالة عندها تفاجأت فقد كانت باولا تجلس على الأريكة تشاهد التلفاز نظرت إلي ثم قالت
: صباح الخير
 –  اين كنتِ ؟
 : رأيت أمي في المنام كانت تعاتبني لقد كانت مريضة ذهبت للاطمئنان عليها
  –  لماذا لم تقولي لي ؟
 : لم تكن موجود ، لقد اعددت الطعام لك فل تأكل .

ذهبت إلى العمل بعد ذلك حدثت جميس عن ماحدث قال لي : لماذا لاتتزوجها؟ لقد اعتدت عليها وهي وحيدة ، لم اكن افكر بالزواج لكن الفكرة راقت لي لأني لم أعد أحتمل غيابها عني ، عند عودتي للمنزل كنت قد اشتريت خاتم ترددت كثيرا هل اطلب منها الزواج بي وماذا ستكون ردت فعلها هل ترفضني ام توافق ؟،

دخلت المنزل وقد  كانت تجلس كعادتها على الأريكة ترتدي فستان ناعم باللون الأصفر وقد زينت شفتاها باللون الأحمر كانت جميلة بحق مع خصلات شعرها الذهبية  ، تقدمت منها ثم جثوت على ركبتاي  : باولا اتقبلين الزواج بي ؟ اتسعت عيناها وراحت تذرف الدموع قالت لي : أجل اوافق ، كانت فرحتي لاتوصف اتفقنا على تجيهزات الزواج كما انها قالت لي أنها تريد إنجاب الكثير من الأولاد .

في صباح اليوم التالي صحوت وقد استحميت و ارتديت ملابسي لأذهب إلى العمل اتجهت إلى المطبخ لم تكن موجودة ذهبت إلى غرفتها لم اجدها أحسست بضيق هل عادت إلى أمها ؟ فقد كانت تأتي إلى منزلي لتعود وتختفي مجددا! 

 ذهبت إلى العمل لم أكن على عادتي فقد كنت أفكر فيها كثيرا لماذا قد تتركني لقد كانت سعيدة معي ، قطع حبل أفكاري جيمس

  : هيي جون تعال لنستريح قليلا
 : باولا لم تعد للمنزل وقد مر على غيابها شهر
  : لماذا لاتنساها
 : لا أستطيع لقد تعلقت بها حتى أني اشتريت لها خاتم الزواج كيف لها أن تتركني بلا مبرر؟ 
 : ياعزيزي جميع النساء هكذا لم قد ترضا أن تتزوج بفقير ؟ ، سكت قليلا ثم قال : ألم تكن غريبة أطوار ؟
جون : لم أفهم !

جيمس : في أحد الأيام لم أستطع النوم خرجت إلى الشرفة لأدخن السيجارة رأيت فتاة ترتدي فستان أحمر كانت تمشي في الشارع ترقص وتغني وفجأة ضمت الشجرة وراحت تقبلها! وعندما استدارت إلي رأيتها كانت باولا نظرت إلي من ثم هربت! ألا ترى  أن هاذا شيء غريب ؟
جون : ربما كانت ثملة .
لم أهتم لكلام جيمس فحبي لها أعماني عن كل شيء .

عدت إلى منزلي لم أعد أحب الرجوع إلى المنزل  فقد اعتدت وجودها اعتدت على شم رائحتها في المكان كانت رائحة أشبه بالورد ، توجهت إلى غرفتي لم أستطع النوم حتى أني صرت طريح
 الفراش لم أذهب إلى عملي كنت قد أصبت بأكتئاب ، مر أسبوع ولم أخرج من منزلي ، وفي يوم أتى أصدقائي لزيارتي  كانوا يحاولون إخراجي من حالت الأكتئاب .

جسيكا : هيي جون سنذهب للرقص في حانة  بليفربول” أنا متأكدة أنك هناك ستنسى كل شي، سوف نرقص ونشرب إلى الثمالة أنا أعدك بأنك ستنى .

لم أكن أريد الخروج من المنزل ولكني ذهبت معهم فلعلي أنساها ، ذهبنا إلى البار كان صوت الموسيقى عاليا كان المكان مكتض قامت الفتيات بالرقص والبعض كان قد ثمل ، جلست على الكرسي أخذت بشرب النبيذ لعلي أثمل رحت أنظر إلى المكان ولكن لفتت إنتباهي فتاة شقراء ترتدي فستانا أحمر قصير ، كانت هي نعم إنها ” باولا” إتجهت إليها لكنها همت بالخروج من الحانة ، خرجت ورائها ولكنها لم تشعر بوجودي رحت أتبعها كانت تمشي لوحدها و إتجهت إلى طريق الغابة ، كانت تمشي بين الأشجار كنت أتتبعها خلسة  لكي لاتشعر بي وفجأة وأنا أنظر إليها اتسعت عيناي على منظر مخيف!! لم يكن لديها أرجل بل كانت تطير وتبدل شعرها الأشقر إلى اللون الأسود الطويل!  وصلت إلى منزل  قديم خرج منه ولدان كانوا ينادونها “ماما ” لم أفهم شيء! لقد كنت خائفا ، هممت بالرجوع ولكني تعثرت وماهي إلا لحظة حتى رأيتها واقفة أمامي ، لم تكن بنفس الشكل الذي رأيتها فيه أول مرة كانت أشبه بجثة متحللة تنبعث منها رائحة كريهة ،  نظرت إلي ثم قالت : إنها تعلم بوجودي هنا فهي من قادني إلى المكان لكي أراها على حقيقتها ،

سألتها عن سبب دخولها حياتي ؟ قالت لي : في أحد الأيام وأثناء عملي في تجميع الخشب قمت بقطع شجرة كانت تعود إلى زوجها  وأثناء قطعي للشجرة قمت بقتل زوجها فصارت أرملة ، وأنها في كل مرة  كانت تختفي كانت تأخذ الطعام إلى أولادها . 

طلبت منها مسامحتي رفضت وقالت لي يجب أن أكون أب لأطفالها وأنها ستقتلني إن لم أتزوجها .

 لم أتمالك نفسي فركضت  إلى منزلي وقد كنت في حالت صدمة أهي حقيقة أم حلم مزعج وسأصحو منه ؟ قمت بأغلاق جميع النوافذ كانت دقات قلبي تتسارع و حاولت النوم لكني لم أستطع  أحسست بصداع رحت أضرب رأسي بالجدار بقوة حاولت منع نفسي لكن لم أستطع كانت الدماء تخرج من رأسي ولم أستطع التوقف إلى أن أغمي علي ،

صحيت في صباح اليوم التالي كنت ملاقا على الأرض اتجهت إلى الحمام وقمت بالإستحمام ومن بعدها عالجت جرحي ، في الليل كنت أفكر بباولا ماذا لو عادت ؟ في السابق لم أستطع تحمل غيابها اما الآن أريدها أن تخرج من حياتي ، كنت جالس على الأريكة فغفيت رحت في سبات عميق حلمت بطفلان كانوا ينادوني “بابا بابا” رأيت نفسي في منزل قديم تنبعث منه رائحة كريهة ، كانت باولا  تعد الطعام و تنظر إلي وتقول لي : عزيزي جون ألم ترى لقد أحبوك ستعيش معنا هنا سنعيش كعائلة سعيدة ، صحيت من النوم كانت دقات قلبي تتسارع توجهت إلى غرفتي لكني تفاجأت

 فقد كانت باولا  تقف أمام المرآءة تتزين وقد ارتدت فستان بلون أبيض ، نظرت إلي ثم قالت : أنت الآن زوجي وقد ارتسمت على شفتيها إبتسامة خبيثة ، توسلت إليها أن تتركني ولكنها رفضت  لأنها تحبني وأولادها يحتاجون إلي ، إقتربت مني فأحسست بصداع ومن ثم أغمى علي ، فتحت عيناي كنت في مكان مظلم تملأه الفئران رائحة نتنة تنبعث منه ، أين أنا ؟ ماهذا المكان مهلا أنا في منزلي ولكن كيف ماهذه الرائحة ولم الظلام ؟

سمعت طرقات على الباب توجهت إلى الباب فتحت كان جيمس صديقي

جيمس : ماهاذي الرائحة جون كيف لك أن تعيش هكذا ؟ لم يعجبني حالك مابك هل تشعر بتوعك ؟
نظرت إلى نفسي في المرآءة كنت هزيل للغاية بالكاد تعرفت على نفسي كان شكلي أشبه ببدائي ، لم أفهم ما أصابني !

 جيمس : جون سأرحل أتيت لأودعك
جون : أين ؟
جيمس : إلى نيويورك هناك فرص العمل أكثر لقد سئمت العيش هنا ..

كنت أنظر إليه وهو يتحدث قالها وهو ينظر إلى الأرض لقد عرفت نعم يحاول الهرب مني كان خائفا من مظهري لم يعد يهتم لصداقتنا ، خرج تلك الليلة وكانت آخر مرة أراه فيها ومن بعدها صار الكل يخاف مني ، رحلوا الواحد تلو الآخر لم يتبقى لدي أصدقاء ،

كنت وحيدا في منزلي المعتم يا إلهي تلك الرائحة تفقدني صوابي كل مرة أستحم فيها ماهي إلا ثوان لتعود الرائحة النتنة مجددا ، حاولت الخروج من المنزل والهرب لكني في كل مرة أهرب أصحو لأجد نفسي في منزلي ، فتحت باب المنزل لعلي أستطيع الهرب هذه المرة ولكن مهلا ماهذا الصداع الذي أشعر به! آه يا إلهي إنها هي إنها “باولا” أدركت بعدها أن لا مفر لي منها فهذه هي لعنة “باولا ”

( النهاية ) ….

تاريخ النشر : 2020-12-24

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى