تجارب ومواقف غريبة

لعنتي العالقة

بقلم : هيثم

أكاد أرى المستقبل على شكل نبضت تسري في جسدي

 في البداية أنا أحد المتابعين لهذا الموقع الرائع ، لعلي أجد في تجارب الآخرين ما يشبه تجربتي لكن لم أجد ما يطابقها تماماً .

قصتي طويلة ومنذ الصغر وأحداثها تبدو وكأنها متصلة لكني لن أطيل عليكم بذكر كل التفاصيل وإنما سأكتفي بلب الموضوع فقط .

حياتي ليست مثالية أبداً وطفولتي لم تكن رائعة ، أمي من ذلك النوع الذي تصدق رؤية وأحيانا تأتيها حكة في يدها فتتوقع وصول زائر مميز وهذا ما يحدث .

بالنسبة لي لا أرى هذه الأحلام الجلية لكني أصاب دائماً بما يسمى ديجافو ، وللصراحة لا أعلم يقيناً هل أنا قد حلمت بما رأيت من أحداث أم أن الدماغ من يصور لي هذا .

أنا شخص يؤمن بالعلم ، إلى درجة أني لم أصدق أبداً وجود الجن ، حتى حدثت معي تجربة بسيطة أيقنت من خلالها أن الجن موجود ولكني لم أتخلى عن طريقتي في تفسير الظواهر بشكل كامل بل اعتدلت فقط

 لعنتي التي تطاردني ، استطاعتي الشعور بالخطر القادم ، يأتي هذا الشعور على هيئة رفرفة للجفن ونبض في أجزاء متفرقة من جسدي لكن أخطرها ما يأتي في أنفي أو فمي ، أصاب بالقلق لمجرد مجيء هذه النبضات التي تختلف من حيث الشدة ، فأحيانا قوية ويمكن لأي شخص رؤيتها على ذراعي مثلاً وأحيانا ضعيفة وسريعة ، وحياتي تتعطل فلا أستطيع اتخاذ أي قرار لأني أخشى أن أتورط

 ما يفزعني أكثر أنني أعلم بوجود شيء سيئ سيأتي ومع ذلك لا أستطيع تجنبه مهما فعلت ، ليت الأمر يقف عند هذا الحد ، إنني أحس بوجود شيء يتدخل في حياتي وهذا هو الجانب الجميل في هذا الأمر برمته ، على سبيل المثال يأتيني نبض ما  فتحدث مشكلة في مكان عملي ، وأضطر للمغادرة ، ثم أتفاجأ بعد مدة بسيطة أنني لو كنت بقيت لكان حدث شيء أكبر .

مثال آخر : حين أكون خليا من النقود تأتيني من حيث لا أدري إما مرمية في الطريق أو صديق أجده يسألني إن كنت محتاجاً  – لكن هذا لا يمكنني وصفه بالشيء الدائم إنما تكرر معي كثيراً ، لذلك أرى أن ثمة شيء ما يوجه حياتي و يديرها ولا أنكركم أني حاولت مراراً وتكراراً الحديث معه لكن دون جدوى ، بحثت كثيراً عن أسباب النبض المتفرق في الجسد فلم أجد سوى احتمال خلل في الغدة الدرقية ، أو إصابة بمس ،  لكن لا شيء من ذلك أقنعني فقد جربت الرقية الإسلامية ، وجربت الرقية على يد قسيس ولكن لا فائدة تذكر ،  ولا توجد بي أعراض السحر إلا الصداع الدائم لكني سيطرت عليه بأدوية الضغط ، كما لا توجد لدي مشكلة أثناء قراءة أو سماع القرآن كما يحدث عند الممسوين ، إضافة إلى أن النبضات تلك تأتي بشكل متقطع وقد تغيب لأشهر وغالبا تكون في الجهة اليسرى من الجسم

 وما لفت انتباهي فيها أن لكل منطقة دلالة لكني لم أتمكن من دراستها جيداً ، لكني تأكدت من شيء واحد ، حُين سرق هاتفي الأول كان هناك نبض في الجانب الأيسر من الأنف ، وحين ضاع هاتفي الثاني كان هناك نبض في ذات المنطقة وهذه المرة التي علمت أن هاتفي سيحدث له شيء ولم أستطع تجنب ما سيحدث وضاع هاتفي فعلياً بعد ثلاثة أيام من تكرر النبض ، قال لي صديق : إن ما يحدث معك جني عاشق لا أكثر و فسّر ذلك على أنني سيئ الحظ عاطفياً ، ولكن لا أرى ذلك ،  فقط أحس أن شيئاً ما يبعد عني ما ليس مناسباً ،

فذات مرة كنت على علاقة بفتاة لم تكن جيدة السمعة ، كانت علاقتي بها أخوية كوني أعرف أهلها فاتخذتني صديقاً تشكو له ، وكنت أتقبل شكواها بشكل أخوي ولم أنجرف إلى أي مستوى آخر غير هذا ، لكنها وبغير طلب مني أرسلت لي صورها  و بدأت تطلب مني موعداً في مكان عام للحديث معي في شأن هام لها ، بدأت أوافق وبدأ الموعد يقترب ، فجأة سُرق هاتفي ، غيرت هاتفاً بعد نصف شهر وعاودت التواصل معها ،  و عندما اقترب موعد اللقاء سقط هاتفي سقوطاً بسيطاً وكُسرت شاشته ، ثم كسر مرة ثانية مع اقتراب كل موعد ، حتى انقطع تواصلنا تماماً

 الشيء الآخر الغير طبيعي هو رهابي من الغراب ، ومجرد سماع صوته يشعرني بالفزع ويغير يومي بشكل كامل ، فلو كنت أنوي الخروج للنزهة وسمعت صوته أعود أدراجي ، لكني حاولت التغلب على هذا الرهاب ونجحت بشكل جيد لكني فعلياً أصبحت لدي القدرة على تمييز الصوت الذي يقصدني فأشعر بالقشعريرة تسري في بدني ولا أفزع لبقية الأصوات

 ربما قد تظنون أني مصاب بالسحر أو لدي مرض نفسي أو وساس قهري لكن لا شيء من ذلك موجود ، فقط أنا حياتي تزداد صعوبتها مع كل قلق ينتابني جراء هذا الشعور بالخطر ، أعتذر عن الإطالة وأؤكد لكم أني تجنبت الحديث عن كل التفاصيل وأهملت بعض الأحداث حتى أختصر قدر الإمكان ولكن سأكتب مجدداً عن ذلك في وقت لاحق إن شاء الله فللموضوع بقية وأتمنى أن أجد طرف خيط يقودني إلى جوهر ما أمر به .

تاريخ النشر : 2019-04-09

guest
90 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى