ألغاز تاريخية

لغز اختفاء جينيفر كيسي

بقلم : عبدالرحمن العنزي – الكويت
للتواصل : [email protected]

مؤخرا تكشفت قضايا مروعة للاتجار بالبشر في امريكا لكن تم اسكاتها
مؤخرا تكشفت قضايا مروعة للاتجار بالبشر في امريكا لكن تم اسكاتها

غالبا ما تكون جرائم الاختفاء من اصعب القضايا على السلطات والمحققين للتحقيق فيها وحلها
فهناك الالاف من الاشخاص الذين يختفون في ظروف غامضه في جميع انحاء العالم
وفي العديد من هذه الحالات لا يترك الاشخاص وراءهم اثرا وكما لو انشقت الارض وبلعتهم
وهذا هو الحال مع اختفاء جينيفر كايسي

هي شابة أمريكيه عاشت في اورلاندو في فلوريدا ومفقوده من 24 يناير عام 2006

اختفاءها حير المحققين مما قاد إلى بحث مكثف في المنطقه المحيطه بمنزلها وبعد مده قصيره من اختفاءها عثر على سيارتها في مجمع سكني على بعد كيلومترين من منزلها ولم يتم التوصل إلى دليل يقود إليها مثل بصمات الاصابع او حمض نووي او موقع الهاتف الخلوي.

اظهرت كاميرات المراقبه قريبه من المجمع السكني شخصا يركن سياره جينيفر ويسير مبتعدا رغم ذلك لم يتم التعرف عليه

تلقت القضيه اهتمام الصحافه الدوليه وحتى الآن مازال اختفاء جينيفر لغزا لم يحل واعتقد المحققين واصدقاءها وعائلتها انها وقعت ضحيه للأتجار بالبشر

blank
صورة جينيفر مع حبيبها

ولدت في 20 مايو من عام 1981 في نيوجيرسي ، تخرجت من مدرسه فيفان ثم التحقت بجامعه سنترال فلوريدا في اورلاندو وتخرجت في عام 2003
وفي وقت اختفاءها كانت تعمل مديره ماليه في شركه خاصه وكانت قد اشترت منزلا في عطله نهايه الاسبوع الذي سبق اختفاءها
وكانت قد امضت عطله الاسبوع مع حبيبها سانتا كروا في جزر فيرجينا الاميركيه
ولدى عودتها في يوم الاحد مكثت تلك الليله في منزل حبيبها ثم توجهت بعد ذلك الى العمل صباح الاثنين.

كانت آخر مره شوهدت فيها جينيفر في 23 يناير 2006 الساعه 6 مساء تقريبا حيث غادرت مكان عملها ذلك المساء واجرت عده مكالمات مع عائلتها واصدقاءها أخر مكالمه اجرتها في العاشرة ليلا مع حبيبها

اعتادت جينيفر مراسله حبيبها كل صباح لتتمنى له يوما طيبا اثناء ذهابها لعملها لكن في صباح 24 يناير لم تتصل او ترسل رساله وكان أي اتصال إلى هاتفها يتم تحويله إلى البريد الصوتي
وعندما لم تظهر في مكان عملها ذاك الصباح اتصل مدير الشركه بوالديها حيث قادا السياره لمده ساعتين لمنزل ابنتهم ولاحظا اختفاء سيارتها ولكن عند دخولهم منزلها لم يروا شيئا غير معتاد
اشارت منشفه مبلله وملابس مرتبه على السرير إلى ان جينيفر كانت في شقتها في صباح 24 من يناير وانها استحمت وارتدت زي العمل.

بدأ الاصدقاء والعائله بتوزيع منشورات ذلك المساء للبحث عن جينيفر وبدأ قسم شرطه اورلاندو بتنظيم فرق بحث ومسح سيرا على الاقدام وعلى الاحصنه والقوارب والمروحيات والسيارات

على رغم من عدم وجود اي دليل على اقتحام منزلها وارتكاب جريمه افترض المحققون في البدايه ان في صباح 24 من يناير غادرت جينيفر منزلها للعمل وغادرت بابها الامامي
ليتم اختطافها في مرحله ما اثناء سيرها إلى سيارتها او عند ركوبها واختفى معها هاتفها الخلوي وجهاز الايباد الخاص بها ومفاتيحها وحقيبه يدها وحقيبه اوراقها والزي التي كانت ترتديه

لم تتمكن السلطات من الاتصال على هاتفها المحمول ولم يتم استخدام بطاقات حسابها المصرفي منذ يوم اختفاءها

في 26 من يناير حوالي الساعه 8 صباحا تم العثور على سيارتها شيفروليه ماليبو 2004 السوداء متوقفه عند مجمع سكني على بعد كيلومترين من منزلها
تحمس المحققين عندما علمو بوجود كاميرات مراقبه في المنطقه اظهرت لقطات المراقبه شخصا مجهول الهويه وهو يركن سياره جينيفر ظهر اليوم الذي اختفت فيه تقريبا
لم يتعرف احد من افراد عائلتها او اصدقاءها على الشخص المجهول التي لم تكن ملامحه واضحه في مقطع الفيديو بسبب رداءة الكاميرا
شعر المحققون بالاحباط عندما اكتشفوا أن افضل مقطع فيديو تم التقاطه لهذا الشخص قد تم اعاقه الرؤية فيه بسبب سياج حديدي فاصل

blank
صورة الرجل الذي اعاد السيارة .. للاسف السياج حجب الرؤية

تم استدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي للمساعده في تحديد حجم الشخص وشكله وقامت ناسا ايضا بالمساعده في التعرف على المشتبه به
فسر المحققون بقاء الاشياء الثمينه التي تركت داخل السياره على ان السرقه لم تكن الدافع في القضيه

لم يتم العثور على ادله ذات فائدة ولم يسفر فحص الطب الشرعي للسياره عن اي ادله سوى بصمه كامنه والياف صغيره من الحمض النووي فأستنتج المحققون إلى ان السياره تم مسحها من البصمات
وكما هو معتاد استجوب المحققون اولا عائله جينيفر واصدقاءها المقربين لمعرفه ما اذا كان اياً منهم دافعاً لاختطافها كما تم استجواب حبيبها السابق الذي كان مستاءا ويرغب في الرجوع إليها لكن توصلو إلى ان لا علاقه له باختطافها
كما تم استجواب حبيبها الحالي ولكن تم التاكد من حجه غيابه فازيلت الشبهه عنه

في وقت اختفاءها كان المجمع السكني الذي تعيش فيه يمر بترميم كبير وكان العديد من العمال في الموقع لا يتحدثون الانجليزيه وبسبب حاجز اللغه لم يستطع المحققون استجواب الكثير منهم
ثم حول المحققون تركيزهم إلى مكان عملها وبدأوا في استجواب زملاءها في العمل
وتم اخذ جهاز الكمبيوتر الخاص بها لفحصه وعلم المحققون ان مديرها في العمل كان يرغب في اقامه علاقه معها لكنها رفضت وواجهه المحققون عده مرات لكنهم استبعدوه في النهايه

في مايو 2007 عرضت الشركه التي كانت تعمل فيها جينيفر مكافاه قدرها مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى الوصول إليها مع تحديد موعد نهاي في 4 من يوليو واشتراطا أن تكون على قيد الحياه
تم عرض مكافاه قدرها 5 الاف دولار للحصول على معلومات تؤدي إلى مكان وجود رفاتها

blank
جينيفر مع والديها وشقيقها الذين مازالوا يتسائلون لليوم عن مصيرها

حظيت القضيه على اهتمام الصحافه الحكوميه والوطنيه وفي الثاني من مايو 2008
اقر مجلس النواب في فلوريدا بالاجماع مشروع قانون مجلس الشيوخ رقم 502 ويسمى قانون جينيفر كايسي لاصلاح كيفيه التعامل مع قضايا الاشخاص المفقودين في فلوريدا
واعتبارا من 10 من يوليو 2010 تولى مكتب التحقيقات الفيدراليه القضيه عن قسم شرطه اورلاندو وتم ذلك بناءا على طلب من قائده الشرطه فال ديمينز

وعلى رغم من مرور اكثر من 14 عاما على القضيه لا تزال جينيفر على قائمه المفقودين
لمكتب التحقيقات الفيدرالي ولا يزال هناك تحقيقاً مستمر لمحاوله تحديد موقعها او اكتشاف ما حدث لها بالضبط

وتم البحث الاخير عنها في فبراير 2014 ويستمر المحققين في تلقي ومتابعه الخيوط كما نشروا صوره محسنه للجمهور تظهر الشكل الذي قد تبدو عليه جينيفر في وقتنا الحالي

وفقا لمقال نشر في عام 2017 فإن اورلاندو تأتي في المرتبه الثالثه في قضايا الاتجار بالبشر

إنه لأمر محبط أن تتعرض أمراه شابه للاختطاف والبيع في عبوديه العصر الحديث ، ولكن هذا يحدث في كثير من الاحيان اكثر مما يعتقد الناس
فاذا كانت جينيفر ضحيه للاتجار بالبشر فهذا يعني ربما انها لازالت على قيد الحياه
ويمكن انقاذها

ومن ناحيه اخرى اذا كانت تعيش بهذه الطريقه لمده 14 عاما – أي كعبدة – فربما الموت اكثر رحمه بالنسبة لها.

تستحق عائلتها واصدقاءها الحصول على اجابات حول مصير ابنتهم سواء كانت حيه او ميته
ومن المهم ان نلاحظ أن والدى جينيفر لم يوظفا محققا خاصا وقد قالا ان هناك معلومات طلبت منهم الشرطه عدم افشاءها يقودهم هذا إلى الاعتقاد إلى ان الشرطه شكوك قويه بشأن شخصا ما لكن لا يمكنهم القبض عليه بسبب نقص الادله وربما لو تم اكتشاف جثه جينيفر يوما ما ستحصل اسرتها على الاجابات التي تستحقها وسيتم معاقبه مرتكب هذه الجريمه.

كلمات مفتاحية :

– Disappearance of Jennifer Kesse

تاريخ النشر : 2021-07-11

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى