أدب الرعب والعام

لكن أين هو الدليل

بقلم : مهدي – الجزائر

لكن أين هو الدليل
الحمد لله لأنك لست الضحية 

– هيا ماريا أرجوك لقد تأخرنا يا دودة الكتب قد بدأت الحفلة ولابد أن اكون أنا النجمة فيها 

ترفع ماريا نظراتها وتنظر إلى صوفيا في هدوء وبرود :
– قلت لك لا ، لن أذهب لمثل هذه الحفلات وتذكري أنه لدي غدا مقابلة مهمة مع رئيس التحقيق فغداً سأستلم أول قضية لي ولابد أن أكون على إستعداد تام ، فمثل هذه الحفلات لاتجلب لي المستقبل الذي أريده 

فترد صوفيا في استهزاء :
– مستقبل ممل 
لكنها تحتضن ماريا وتهمس في أذنها :
– سمعت أن جون ذلك الشاب الوسيم سيأتي للحفلة ألا يبدو ذلك مستقبل جميل ؟
فتحمر ماريا خجلاً وتقول في نفسها : كأنه سينظر إلي إن ذهبت ، ثم تقول :
– لا صوفيا لن أذهب 
فترد صوفيا :
– حسناً يامملة كما تريدين ، أنا المجنونة التي أقنعك بالذهاب أصلاً كيف أنسى أنك عنيدة المزاج 
– ههه لا يهم ، اا قد نسيت قد أعود متأخرة مع السلامة 
– أحبك يا دودة الكتب  
– لست دودة كتب أيتها المهرج
– انكار الذات صفة سيئة ، إلى اللقاء ..

تغادر صوفيا وقد تزينت بأحلى الحلل فتأخذ ماريا تراقبها من خلف النافذة متسائلة : هل حقا أنا دودة كتب لماذا رفضت دعوتها ؟

لقد كانت ماريا في صغرها تلميذة مجتهدة إلا أنها كانت لا تكترث لأمر ثيابها أو شعرها ، لطالما كانت مهملة في لبسها ، زيادة على ذلك كانت ترتدي نظارات وكانت دائماً مهووسة بالدراسة متفوقة على الجميع ، وهذا ما أدى إلى غيرة زملائها منها ، وهنا أعطوها لقب دودة الكتب ،إلا أنها كانت تحب شخص كان يدرس معها ، نعم إنه جون ولكن كيف لفتاة مثلها أن تطلب رفقة صبي مثله حسن المظهر والكل معجب به رغم ذلك فهي مازالت تحبه إلى الآن

تستلقي ماريا بعدما تذكرت ماضيها على وسادتها لتطل على النجوم المحيطة بالقمر في السماء وتتفكر بتلك القصة التي أخبرتها بها أمها قبل أن تموت ، تدور أحداث القصة حول أنه في زمن بعيد عاشت إمرأة غاية في اللطف واللين والذكاء لكن كان هنالك ساحر شرير ، كان يقتل الناس في وسط ضوء القمر ليسرق قواهم لكن بعلم وفكر هذه المرأة استطاعت أن تتغلب عليه وتأسر قوته ، لذلك بنيتي إحرصي على طلب العلم ما حييتي لأنه يعدك بمستقبل مفرح ..
عندها تنسل الدموع وتهبط على وجه ماريا الأبيض لتعكس ضوء القمر كأنها أحجار لؤلؤ صغيرة ، بعدها تغفوا ماريا قليلاً ليتراءى لها شبح على صورة أمها قائلاً لها : القاتل موجود في الحفلة إنه يريد ضوء المرآة .. احذري 

– أمي ! ما هذا ؟ عن أي قاتل تتحدثين ؟ ما الذي يحصل 

تستيقظ ماريا من نومها والعرق يتصبب منها لتنظر إلى الساعة فتجدها الثانية عشر : يا إلهي لقد كان مجرد كابوس ..
فجأة يرن الهاتف فتتساءل ماريا حول السبب ربما كانت صوفيا إلا أنها تتفاجأ بالرد : 
– أهلا ماريا آسف لإزعاجك ، بما أن الجميع قد غادر ولم يبق إلا أنا وأنت فسأضطر لتعجيل لقائنا وستكون مقابلة عملية
– لماذا سيدي المحقق ؟
– حسناً ، بما أن جميع المحقيين في هذه البلدة غادروا وأنت وأنا الوحيدين المتبقين فسوف نحقق في هذا الأمر ؟
– عن أي أمر تتكلم سيدي ؟
– لقد حدثت جريمة قتل في إحدى الحفلات ، أرجو ان تأتي مع السلامة

تندهش ماريا لسماع الخبر ، جريمة قتل في الحفلة ؟ يا إلهي ماهذا ؟ إلا أنها نسيت أمر الحلم تماماً وقد أنساها في ذلك الأمر الخوف على صديقتها صوفيا ، فترتدي ثيابها بسرعة وتذهب إلى الحفلة لتدخل إلى الحفلة ، كان الجميع متألقون بأحلى الثياب وأفخرها ، لقد كانت شاكرةً لنفسها حقاً لأنها لم تأتي لكي لا تكون مجدداً سخرية أمام الناس ، عندها تسمع صوت يناديها : هاي ماريا لقد أتيت ، لتستدير ماريا و تجد أمامها صوفيا فتسرع لعناقها قائلة :
– الحمد لله لأنك لست الضحية 
– فترد صوفيا :
– لا أحد يستطيع إيذائي لا تقلقي .
فترد ماريا :
– حسناً ما الذي حصل ؟ 

فتجيبها صوفيا :
– كانت هذه الحفلة تضم أحد عشر شخصاً ، أمر عجيب صح ؟ أي حفلة هذه ! لكن حسب ما عرفت ، فالدعوات كانت محددة لأشخاص معينين منهم أنا وأنت والموجودين هم مسز ومستر هوفرسن ، والأرملة فاحشة الثراء اليزابيث ، الفتاة الشابة وصاحبتها سلينا وإيميلي ، الشاب جون والآخر جاستن ، وأخيراً دانيال وخطيبتهم كرستينا ، إضافةً إلى صاحب الدعوة .. و احزي ماذا ؟ إن صاحب الدعوة كان مجهول في البداية وصنفت على أنها دعوة من مصدر مجهول ، ومن يستطيع كشف صاحب الدعوة يكون له جائزة ، لكن فجأة انقطعت الكهرباء ثم عادت لنجد هذا الرجل ملقى في وسط قاعدة الطعام ، يقولون بأنه مستر جاك صاحب الحفلة ، يا إلهي أرأيت ما حصل ؟

– حسناً ..

ثم ذهبت لتشاهد الضحية يبدو أنه في سن الرابعة والخمسين ، لكن انتبهت إلى شيء ، لا يوجد أي علامات وخدوشات كأنه مات موتاً طبيعياً ، ثم ذهبت إلى المحقق فقال لها أتعتقدين أنه مات بشكل طبيعي؟
فكرت ماريا قليلاً وهنا تذكرت كلام أمها في ذلك الحلم :
– لا ، لم يمت ميتة طبيعية ، لابد من وجود قاتل ، فبإستثنائي يوجد عشرة مشتبه فيهم 
ثم سألت صوفيا كم دام انقطاع الكهرباء ؟ فأجابت حوالي دقيقتين نصف ، فأخذت ماريا تفكر في صمت .. من يستطيع القيام بهذه العملية في دقيقتين ونصف ؟ لابد أنه خطط لها مسبقاً ، إذن فقد كان يعرف بأمر الحفلة ، وهنا سمعت مستر هوفرسن يقول :
– يبدو بأنها قضية القاتل النظيف ، لقد عاد مجدداً

عندها تساءلت ماريا في نفسها .. ما قصة القاتل النظيف ومن من هؤلاء العشرة هو القاتل النظيف ؟؟

***

وسط هذه التساؤلات المحيرة التي تدور في رأس ماريا لاحظت إحدى السيدات شيئاً غريباً ، فتوجهت نحوه وفجأة اختفى إثنان من الحضور فلاحظت ماريا ذلك بعد دقيقتين تقريباً فأخذت بالبحث عنهما وأبلغت رئيس التحقيق بذلك وفجأة يسمع صراخ آت من الحمام ، لقد مات إثنين من الحضور بنفس الطريقة ، ومن وجدهم كانت الشابة سيلينا ، فزادت الأمور غرابة ، وقد تأكدت ماريا بأن القاتل هو من بين هؤلاء الحضور المتبقين ، فبقي مسز ومستر هوفرسن والأرملة فاحشة الثراء إيليزابيث جون وجاستن، سيلينا وإيميلي و صوفيا ، إضافة إلى المحقق وماريا ، وبسرعة إتجهت ماريا نحو الضحيتين لتجدهما ميتتين كأنهما ماتا بطريقة عادية ، لا يوجد أداة قتل ،ولم تستطع الأجهزة الكشف عن أي سم ، قتلا بطريقة غامضة ، لكن إحدى الضحيتين كانت تشير بيدها نحو النافذة فاعتقد المحقق بأن القاتل قد هرب منها ، لكن ماريا كانت متأكدة بأن القتال بين الحضور عندها أمر المحقق جميع المدعوين بالتوجه نحو غرفة الضيوف ، وقام بإغلاق الأبواب حرصاً على عدم تكرار الحادثة

كانت الشابتين إيميلي و سيلينا تبكيان والأرملة إيليزابيث كانت هادئة الأعصاب بشكل يثير الريبة أما مستر هوفرسن فكان يطمئن في زوجته ، عندها أشعل المحقق النار في الموقد لأن الجو بارد ثم قال للحضور :
– لا تقلقوا فإن هذا ما يريده القاتل
فقاطعته إيميلي :
– كيف لا نقلق والقاتل مازال هنا ؟ أنا أشعر به
عندها تكلمت الأرملة إيليزابيث وقالت في تكبر :
– إن هذا القاتل يريد إخافتنا لنعطيه المال ، فلنعطه المال ولنذهب من هنا
لكن مستر هوفرسن قاطعها وقال :
– لا يريد المال بل له هدف غامض ، إنه بلا شك القاتل النظيف ألست محقاً سيدي المحقق ؟
– نعم بلا شك إنه أسلوب القاتل النظيف ، لكن أستبعد أن يكون هو
عندها تكلمت ماريا وقالت :
– من هو القاتل النظيف ؟

فقال مستر هوفرسن :
– قبل ثمانية عشر عام عاشت مدينتنا أجواء خوف ورعب سببها قاتل مجهول قتل العديد من العباد ، لكن كان له أسلوب مميز فهو لا يترك وراءه أي أثر ولا يستخدم أدوات في جرائمه ، كان حريصاً على عدم ترك أي دليل وهذا هو سبب تلقيبه بالقاتل النظيف

أما صوفيا فقد ردت بسخرية :
– والآن يقتلنا مجرم مهووس بالنظافة ، يا لها من سخرية
فردت عليها ماريا :
– ليس وقت المزاح يا صوفيا ، نحن في خطر الآن

بعد مدة أشرقت الشمس واتصل المحقق برجال الشرطة ليذهب كل فريق مع ضيف من الضيوف لحمايته ومراقبته ، أما ماريا فأخذت تحلل وتدرس الأمر ..
حسناً بدأ كل الأمر من تلك الحفلة الذي صاحبها كان شخصاً مجهولاً ، وفي النهاية قتل ، لكن لماذا أرسلت الدعوة إلينا نحن المجموعة فقط ؟ يجب التحقق من هذا الأمر ، فبحثت عن أمر سيلينا ..
كانت سيلينا نجمة مشهورة وصاحبة أموال كثيرة وقد خطبت من قبل شاب إسمه دانيال ، لكن حدثت حادثة غريبة فقد حاول دنيال الغدر بها وقتلها لكنها هربت ولم تمضِ الشهور حتى تعرفت على شاب آخر لكنه مات بعد أسابيع قليلة ، وهنا صرحت سيلينا عن تخليها عن الفن ، أيعقل أنها قررت الانتقام لكن لماذا ؟ ومن تسعى بانتقامها إليه ؟ لكن دوافعها موجودة وهي في سن الرابعة والعشرون سن الشباب والثقة المفرطة ..

أما إيميلي فكانت صديقة سيلينا وهي عارضة أزياء ومصممة ملابس لابأس بها سجلها نظيف لكن قواعد التحقيق تقضي على عدم ترك أي مشتبه به .

أما الأرملة إيليزابيث فلطالما دارت حولها الشكوك حول قتل زوجها الذي طمعت في نقوده لكن مع عدم وجود الأدلة الكافية هي نجت من أصابع الإتهام ، أيعقل أن تكون قتلت زوجها أهذا هو سبب قولها بأن القاتل يريد المال ؟ هل كل شيء عندها متمحور حول المال ؟

أما مستر ومسز هوفرسن فكانا من أغنى العائلات وأكثرها إمتلاكاً للتحف والمجموعات النادرة ..

جون تعرفه ماريا هو شاب لطيف جميل ليس في سجله شيء أما جاستن فهو شاب جديد في المدينة البالغ خمسة وعشرين سنة صاحب الابتسامة الجميلة والعينين الساحرتين ، كما أنه له المكتبة الكبرى في المدينة.. أيعقل بأن يكون هو القتال ؟؟ ودعونا لا ننسى صوفيا الفتاة الطائشة لكن ماريا تعرفها وتعرف أنها قد تجعل من القتل متعة فهي لاتخاف أي شيء

تعقدت المسألة على رأس ماريا .. ما هو هدف القاتل المال ،الشهرة ،المتعة لكن السؤال المحير كيف يقوم بقتل ضحاياه دون ترك أية دليل ؟؟
عندها رتبت ماريا افكارها وقررت الذهاب إلى مقر التحقيق لترى ما الجديد ، لكن الشرطي فاجأها بقوله لا يوجد شيء مخفي سيدتي أو شيء مسروق ، كانت جريمة غامضة بدافع غامض .

فجأة يرن الهاتف ، أسرعي إن مسز هوفرسن ماتت فاتجهت بسرعة إلى منزل آل هوفرسن ، وعندما دخلت وجدت الآنسة قد فارقت الحياة ، وكان زوجها يندب وينوح عليها لكن لاحظت إيميلي شيئاً غريباً ، فقد كانت إصبع الأنسة هوفرسن تشير إلى أحد تماثيل مصرية قديمة على شكل إمرأة تشبه القطة ، فسألت عنه فقالوا أنه أحد آلهة الفراعنة القدامى ، أيعقل بأن يكون القاتل كالآلهة ؟ ألهذه الدرجة هو قوي ؟ لكن لماذا يفعل هذه الأمور وما هو الدافع المشترك ؟

ثم آتى بقية المتهمين للتحقيق ، عندما أتت الأرملة إيليزابيث دفعت صوفيا وقالت :
– ابتعدي يا فاشلة لأرى الوضع ، فكادت صوفيا أن تضربها لولا أن هدأتها إيميلي ، فأجري التحقيق معهم وكل كان له عذره ومبرراته لغيابه في تلك اللحظة .

أمر المحقق أن يبقى المتهمين هذه الليلة في منزل آل هوفرسن لأنه لا يوجد سجون في تلك المدينة ، والسجن بعيد عليهم ..

عند قدوم الليل نام الجميع إلا ماريا لأنها كانت تفكر ، لكن فجأة سمعت صوتاً خفيفاً يقول :
– أيتها المتغطرسة سوف أقتلك
لترى بأن ذلك الصوت مصدره صديقتها صوفيا ، لكن صوفيا عاودت النوم ، ونامت بعدها ماريا..

في الصباح يستيقظ الجميع إلا إيليزابيث لم تستيقظ ، فيذهبون للبحث عنها لكنهم وجدوها ميتة ، وهنا تبدأ إيميلي بالصراخ قائلة :
– لقد جعلتم القاتل ينام بيننا ، ما هذا
لكن ماريا إلتفتت إلى صوفيا فرأتها باردة الأعصاب ، أيعقل بأن تكون قتلتها بعد تلك الكلمات في الأمس ؟ لا لا يجوز التعجل في مثل هذه الأمور ، بعدها تذهب ماريا وعندها تنتبه إلى جون إنه يتقيأ ، ما الذي يحصل له ؟ وما هذا الشيء الذي يتقيأ فيه ؟ أيعقل أن يكون لم يحتمل موت الأرملة ؟
تذهب إلى الأرملة وتعاينها فلا تجد شيئاً ، لكن بعد ذلك تزيد الأمور تعقيداً ، فماريا كلما حاولت النوم تستيقظ فتجد صديقتها تتكلم ببطء ، وهنا زادت شكوكها بصديقتها لكن كيف تقوم بقتل هؤلاء وما الدافع وراء ذلك ؟ أيعقل بأن تكون هي تصرفاتها الأخيرة مثيرة للشك ؟ لكن أين هو الدليل ؟؟

***

تزيد شكوك ماريا حول صديقتها صوفيا لكن بدون دليل لا يوجد برهان ، وفجأة وهي تفكر تسمع خبر بأن جون قد مات فتحزن لهذا الخبر وتتجه مسرعة نحو غرفته لتجده ملقى على الفراش ، حب حياتها أحبته منذ الصغر قد فارقها من دون أن تقول له شيئاً أو تبوح له بحبها ، فأمسكت بيده وظلت تبكي وتقول لقد أحببتك فلماذا غادرت ؟؟

ثم تذهب إلى منزلها وقد رأها جاستن في طريق العودة فهمَّ بإيصالها ، ثم عرض عليها أن تذهب معه غداً على الغداء لعلها تنسى ، لم تهتم لكلماته لكنها وافقت بعد إلحاح طويل منه على الذهاب .
في اليوم التالي ذهبت ماريا معه ويوماً بعد يوم تطورت علاقتهما وفي نفس الوقت قد هدأ القاتل النظيف عن جرائمه ، لقد أحبت ماريا جاستن بعد شهرين من علاقتهما ، دعاها جاستن إلى حفلة فوافقت ، و تزينت بأحلى ماتملك وسرحت شعرها والحقيقة كانت أجمل من أي فتاة حتى أن صديقتها لم تعرفها ، كانت غاية في الجمال والإبداع ، فلما دخلت الحفلة سكت كل الحضور كلحظة دخول سندريلا على الملك شارل ، لكن في الحفلة جرى بينها وبين جاستن شجار فإضطرت للمغادرة ..

بعد وقت قصير يصلها خبر بأن القاتل النظيف قد ضرب من جديد وكانت ضحيته هذه المرة سيلينا ، فتسرع مباشرة نحو مسرح الجريمة وقد طفح كيلها وكيل الشرطة من هذا القاتل ، فدخلت عليهم وهي في ملابس الحفلة فلم يعرفوها في اللحظة الاولى لحسن جمالها لكنها أكملت تحقيقها ورأت بأن سيلينا تنظر إلى السماء بخوف غريب ، لكن ككل مرة لا يوجد دليل تركه القاتل ، وهنا استنجت ماريا بأن القاتل إما جاستن لأنه عندما كان معها لم يكن هناك أي تحركات أو صوفيا ، فقررت مصارحة صوفيا وإن كان مصيرها الموت فهي كرهت هذا القاتل أشد الكره .

دخل البيت لتبحث عن صوفيا لكن دون جدوى يبدو بأنها خرجت ، فتستلقي بقرب النفاذة لترى ذلك القمر الجميل وتتذكر قصة أمها ، ثم تأخذ ذلك الكتاب الذي أهداه إليها جاستن وتقرأه دون وعي منها .. عندها تدخل صوفيا فهمَّت ماريا بقول ماتريده منها ، لكن صوفيا قالت كلمة جعلت ماريا تقف عما أرادت القيام به وكأن كل المشاكل قد حلت بهذه الكلمة .. كانت كلمات صوفيا كالآتي :

– انظري ماريا ، حتى المرآة لم تستطع مقاومة جمالي ، فأنا أمدها بالنور كما تفعل الشمس مع القمر

وعندها تذكرت كلام أمها ، إنه يسعى وراء نور المرآة .. وأخذت ذلك الكتاب لتكمل قرأته فاتضحت لها الصورة كلها واتصلت بقسم الشرطة وقالت لهم :
– أريد كل صور الضحايا قبل موتهم وبعد موتهم وعندما استلمت كل الصور عرفت الحقيقة ، يا إلهي ما هذا ؟ لقد كنت عمياء ، كان الحل أمام عيني ولم أره ..

ثم إتصلت بسرعة بإيميلي فقالت :
– إيميلي أنت بخطر ، هيا غادري منزلك بسرعة ولا تسألي عن السبب ..

طلبت من صوفيا أن تحضرها إلى هنا وتبقى معها في المنزل ولا تغادرا أبداً ، أما هي فذهبت مسرعة نحو منزل آل هوفرسن ، ففتحت الباب بقوة وقالت :
– ظننت بأني لن أعرفك أبداً أيها القاتل النظيف
وهنا ضحك وقال :
– هه ألا تحبينني يا ماريا ؟ ألست حبيبك أم أنك كرهتني بعد معرفة الحقيقة ؟!

وهنا ظهر القاتل النظيف وقد تبين بأن حدس ماريا صادق لأنه كان ..جون

قد ظهر و من خلفه مستر هوفرسن ، يبدو بأن القاتل النظيف ليس شخص واحد بل مجموعة من الأشخاص ، فسألت ماريا :
– لماذا تفعلون هذا ؟

فقالا قد قرأت قصة آلهة القمر وسمعت قصة المرأة الحكيمة من أمك ، إذن فلتسمعي هذا ..

– لقد كان في قديم الزمان ساحر عظيم استطاع أن يضع كل القوة التي جمعها في أحجار كريمة ، لكنه كان خبيثاً جداً ، فقبل موته غرس هذه القوة في مجموعة من الناس ، وكان بين هؤلاء شخصان إحداهما طيب القلب جداً استطاع أن يحرر تلك القوة ، و الآخر أسود القلب ، حتى هو استطاع أن يحرر تلك القوة لكن لا يمكن أن تعمل هذه القوى إلا أن اجتمعت وكان هؤلاء هم أصحاب القوى لذلك قتلهم ، وقد تتساءلين عن كيفية قتلهم .. سأخبرك على أية حال مادمت ستموتين .

هناك مادة أغرسها في جسم الإنسان ثم لحظة موته أقبله أنا من فمه فأمتص منه كل السم وقوة معها ، وعند خروج القوة يموت الشخص كأنه مات ميتة طبيعية ، ثم أتقيأ السم بعد فترة لتخرج القوة على أنها حجر كريم ، صدقي أو لا تصدقي ، بعض الأشياء وخصوصاً فيما يتعلق بالسحر حقيقية لدرجة لا تصدق ، ومنذ ثمانية عشر عام حاول والدي الحصول على القوة لكنه لم يستطيع بسبب أمك التافهة ، لقد كانت حاملة قوة وسبب ضعفه انتصرت عليه لكنها ماتت لتنقل إليك قوتها ، وأنا ورثت قوة أبي وحلمه .. ولكن أسألك كيف اكتشفت الأمر ؟؟

و هنا قالت :
– حسناً بدأ الأمر مع ذكر صديقتي للقمر ، وقد قرأت كتاباً عن الفراعنة القدامى وكيفية استغلالهم لقوى القمر ، ثم جاء عيني في طريقة معرفة ضحايا القمر ، أنت قصتك ناقصة لا تنسى بأني كنت ألقب بدودة الكتب ، ودودة الكتب إن حصلت على كتاب لا تتركه أبداً قبل أن تعرف معانيه ، ذلك الساحر كان من الفراعنة وكان من خدام إلهة القمر والموت ، ويبدو بأنني لم أكتشف ذلك وحدي بل مسز هوفرسن اكتشفت ذلك قبلي عندما كانت تشير إلى التمثال الفرعوني القديم .

على أية حال بعد معرفة الكهنة بأمر ذلك الساحر حبسوه ووزعوا القوى على مجموعة من البشر ، ولكي لا يحاول أحد جمع تلك القوى في كل مائة سنة تذهب القوى من أمة إلى أمة ، لكن بعض من مستكشفينا اكتشف الأمر ، صحيح ذلك يا مستر هوفرسن ؟ ، جون يبدو بأنك لا تعرف مع من تصاحب ، هذا يريد خيانتك .

فرد جون بضحكة :
– نعم أعرف هذا والآن مصيره الموت .
فترجاه مستر هوفرسن لكن دون جدوى فمات وألقى بجثته ، فنظرت إليه ماريا وقالت هذا مصير من يخون زوجته ، ثم إنها قالت :

– ودليلي الثاني كان في الصور ، ففي الوهلة الأولى من ينظر إلى الجثث يجدها عادية لكن إن دققت التمعن فسترى بأن كل الضحايا اشتركوا في شيء واحد وهو أن جميع أصابعهم تشير إلى السماء مارعدا مسز هوفرسن التي أشارت إلى التمثال ، وهذه هي النقطة الوحيدة ، لم تكن موجودة في صورتك وأنت ميت ، لقد غفلت عنها

عندها يضحك جون ويقول :
– دودة الكتب ، يا لك من ذكية
فتقول :
– وزيادة عن هذا حاولت الايقاع بي وبين جاستن لأنه شك فيك ، لكنه لم يستطع الكلام فكيف سيصدقون كلامه وقصته ، لكنه أهدى إلي كتاب استطعت به أن أحل هذا الموضوع ، وقد كان عناونه كيف تكشف ساحراً

فقال جون :
– لكن لولا الخائنة صوفيا ماعرفتِ الحل ، آه يبدو بأنك تفاجأتِ ، لست ذكية في نهاية المطاف

عندها ارتعبت ماريا وقلقت لأن صديقتها الوحيدة خائنة وهي إرتكبت خطأ ببعث إيميلي إليها

وهنا يدخل جاستن ويقول :
– أحسنت ماريا
فترد :
– يا إلهي أين كنت ؟ كدت أموت من الخوف ، كنت أدفع نفسي للكلام رغما عني
فقال :
– لا عليكِ و الآن لنقتله
لكن جون قال :
– ليس الآن ، وليس في هذا المكان فرحل واختفى

و هنا تعود ماريا إلى البيت ، ثم تقول لجاستن إختبئ حتى أعطيك أمراً فأدخل

ثم دخلت وقالت مصيبة الذي حدث لن تصدقي هذا صوفيا فقالت صوفيا ماذا حدث ؟؟ فقالت لقد قتلت جون ، فابتسمت صوفيا وقالت حقاً ، فقالت ماريا نعم الآن وقد كانت تلك اشارة جاستن ، فدخل وهجم على صوفيا فماتت مباشرةً فنظرت ماريا إلى المرآة لترى نفسها وجاستن من خلفها ، لكنها سمعت صوت يقول لها دودة الكتب هيا استيقظي ..
وهنا استيقظت ماريا من حلمها العجيب لتجد نفسها نائمة في موضعها الأول ، ففرحت لأنه كان حلماً فقط ، فتقول لها صوفيا :
– لقد حدث أمر عجيب في الحفل ، قد حدثت جريمة قتل ، فهل سمعت بالقاتل النظيف ؟ لم يترك أي دليل وراءه ساعات والشرطة تستجوبنا يقولون بأنه لا يترك دليل أبداً !
فابتسمت ماريا وقالت :
– جاستن ليس بهذا الذكاء .. شكرا أمي على تقريب الدليل لي للإطاحة به

                                    – تمت –

 

تاريخ النشر : 2018-01-21

مهدي

الجزائر
guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى