تجارب ومواقف غريبة

ليالي رمضان المرعبة

 
بقلم : Hana Mhamemd – اليمن

 

أكثر من مره يحاول أن يمسك بي ويؤذيني ..

 

ليالي رمضان تتسم بالروحانية والعبادة وهي أحب الأشهر لدى المسلمين ، كنت أعشق رمضان منذ الصغر ، أول مرة صمت فيها لم أكن أتجاوز السابعة من عمري , فوجئ الجميع بذلك , ولقد عرفت من صغري بالتزامي الشديد والحمد لله , لكن حدث لي شيء لا أفهمه حين بلغت السابعة عشر , في احد الأيام تسحرت وصليت الفجر وقرأت القرآن ثم ذهبت لفراشي , لم أكد أنم حتى أحسست شيء يخنقني ثم أخذت أغرق في ظلام دامس مرعب , لم استطيع التحرك , وكنت اشعر بأن عظامي تتعرض للسحق . رحت اقرأ ما تيسر من الذكر الذي أحفظه , لكن صوتي يختفي لا استطيع سماعه إلى أن وجدت أمي أو احد أخوتي يوقظني .

أصبحت أنام وأنا أضع المصحف جنب راسي , لكي يطمئن قلبي فأستطيع أن أنام , وبدأت احلم بأن هناك جني يلاحقني , أكثر من مره يحاول أن يمسك بي ويؤذيني , كنت اشعر بالرعب , وظننت بأنها فترة أو حالة مؤقتة وستختفي , وبالفعل انتهى الشهر الفضيل وانتهت الكوابيس معه وعادت حياتي طبيعية ما خلا بعض الكوابيس المتقطعة . ثم مرت الأيام وانصرمت الأشهر كلمح البصر وها هو رمضان قد أتى من جديد , وعلى عكس الفرح والسرور الذي كان يخالجني لقدومه سابقا , ففي هذه السنة أصبت بحالة هستيرية مع أول يوم , وصرت أشعر بآلام في جسدي وخوف من ذلك المجهول الذي ينتظرني مع قدوم الشهر المبارك .

أصبحت حالتي تسوء أكثر , كانت أمي تظل عندي تقرأ القران على رأسي كي اهدأ وانام , لكني كنت أخاف النوم .. صار شهر رمضان من اكثر الشهور رعبا بالنسبة لي , والعجيب أنه حين أصبحت أنقطع عن صلاتي وأهملها بدأت تتحسن حالتي . لكن معاناتي استمرت , وذات يوم أخذتني أمي الى طبيب نفسي للتأكد من سلامتي النفسية , الطبيب قال بأني ربما تعرضت لصدمة عصبية , والمصيبة أن تأثير الأدوية التي كتبها لي كان أسوأ حتى من الكوابيس , إذ كانت تلك الأدوية تسبب لي الهلوسة .

ظللت على حالي لثلاث سنوات , حاولت قدر الإمكان أن اخفي معاناتي , فالجميع كانوا يقولون أنني أهلوس , لذا قررت الاحتفاظ بآلامي وعذاباتي لنفسي ولا اظهر ذلك لأحد . وقررت الانقطاع عن تناول الأدوية النفسية فهي لم تفدني بشيء ولم تمنع عني الكوابيس .

أهملت دراستي وانخفضت درجاتي مع أني حاولت بكل وسيلة أن ادرس وأجتهد . ثم حدث أن توفيت امرأة في حينا بالتحديد في يوم 24 رجب , كان ذلك اليوم كئيب وبدا ثقيلا من أوله , أنا لا أتشاءم ولكن كنت اشعر بذلك . توجهت أنا وأمي إلي بيت الفقيدة والتي كانت أم القيم على جامع الحي , وكان زوجة القيم امرأة ذات تقوى ختمت المصحف كاملا .

حين دخلت مع أمي كان صوت القرآن عاليا يصدح في أرجاء المنزل , فزاد الضيق في صدري وأجهشت بالبكاء , كان الجميع يظنون بأني أبكي على المرأة المتوفاة , لكن في الحقيقة أني لا اعرف على ماذا كنت ابكي ! ..

حاولت أن ألتقط أنفاسي واخرج إلى فناء المنزل , لكن ما أن هممت بالخروج حتى سمعت قوله تعالى : ( واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ) .

ما أن سمعت ذلك حتى سقطت أرضا وأصبت بحالة تشنج شديد ولا اذكر بعدها شيء , لكني استيقظت لأرى أمي في حالة يرثى لها وأنا كل عظمة في جسدي تؤلمني . زوجة القيم قالت بأني كنت أعاني من محاولة تلبس شيطاني من قبل جني غير مسلم .. وكلام من هذا القبيل , وإلى يومنا هذا – مضت ثلاث سنوات – والحمد لله لم تعاودني الكوابيس , ولقد رفض الجميع إخباري بما حدث عندما سقطت وتشنجت , لكن والدي قام بتغيير السكن والانتقال إلى مكان آخر يبعد مئات الأميال عن منزلنا القديم .

 

تاريخ النشر : 2015-01-30

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى