تجارب ومواقف غريبة

ليتني لم أفعل

بقلم : ضائع في الزمن – موريتانيا

أتكلم مع مخلوقات نورانية تأتيني كل ليلة و هي من أخبرتني عن أسمك
أتكلم مع مخلوقات نورانية تأتيني كل ليلة و هي من أخبرتني عن أسمك

 
مرحباً بكل رواد موقع كابوس الأفاضل ، عدت اليوم بقصة من نوع أخر .
بالنسبة لي أنا شاب كثير الترحال سبق و أن سافرت لكثير من البلدان و الأماكن و رأيت الكثير و سمعت الكثير من الأمور الغريب و التي لا يصدقها العقل أبداً و يرفضها تماماً ، منها هذه القصة التالية :

في أحد أسفاري زرت قرية صغيرة في الريف البعيد في أحد البوادي و كانت هذه القرية بالقرب من حدود الجزائر الحبيب ، تعرفت فيها على شخص غريب بكل ما في الكلمة من معنى أسمه (فاضل) ، أسم جميل عكس صاحبه ، كان هذا الشخص انطوائي و وحيد و قليل الكلام

خفت منه في البداية و تركته في حال سبيله ، لكن لصغر القرية و قلة السكان فيها كان من المحتم أن أتعرف عليه ، لذا سألت عنه و قد تفاجأت من ما قيل لي بل لقد صُدمت من حياته الغريب ، قيل لي بأنه يعيش في كهف في جبل يبعد عدة كيلو مترات من هنا و كان الكهف في أعلى الجبل ، و الجبل تسكنه وحوش الصحراء مثل الذئاب و الضباع و كانوا أشبه بحراس الجبل الأقوياء. و ذكرو لي بعض الأشياء الغريبة التي يقوم بها عندما يكون لوحده في كهفه المشؤم ، منها ما قاله شيخ القرية العجوز الذي تجاوز 79 من عمره و قال لي بأن (فاضل ) شخص غريب جداً ،
يقول شيخ القرية بأن عمر (فاضل) يتجاوز 109 سنوات و أنه لا يضحك أبداً و كان يظهر ويختفي فجأة بدون سابق إنذار ، و يقول : بأنه تبعه في أحد الأيام ليراى كيف يتسلق لأنه كان بلا يدين و أراد أن يعرف كيف يتسلق حافة الجبل المخيفة الملساء ، يقول لي : بأنه لما وصل إلى الجبل نظر إلي صاحبه (فاضل) وهاله ما شاهد ، لم يقم (فاضل) بأي حركة و إنما ارتفع في السماء حتى وصل للكهف في أعلى الجبل بكل بساطة ، لم أصدقه بطبيعة الحال و قلت لنفسي : قروي كبر في البراري ربما يهذي لا غير ، بعد سماع قصص كثيرة جداً عنه قررت أن أتعرف إليه لكن في الأول أردت معرفة أين كهفه و كيف يصعد إليه ؟ قادني أحد سكان القرية إلى الكهف و أستغرقنا 7 ساعات في السيارة بعدها وصلنا إلى الكهف ، كان كهفاً موحشاً و مخيفاً لأقصى درجة ، فيه بقايا فرائس الحيوانات ، عجزنا عن التسلق و لم نجد طريقاً يؤدي للكهف الذي بالكاد أراه بعد التحقق من الكهف ،

تفاجأت من بُعده و كيف يستطيع السير كل هذه المسافة الطويل إلى هنا ؟ لكني لم أكن مستعد لتصديق أسطورة القرية عن الرجل ،  ربما لا يصل على قدميه كما يظن أهالي القرية و ربما لديه دابة يمتطيها ، لكن ماذا عن مسألة الطيران و التسلق ، أردت معرفة ذلك بشدة ، فقررت أن أضع كاميرا تستعمل في العادة لمراقبة فخاخ الحيوانات ، لكن خاب ظني فعندما عدت في الصباح تفاجأت بأن الكاميرا تم تكسيرها إلى قطع صغيرة تماماً ، 

قررت أن أتعرف على (فاضل) هذا شخصياً بعد تردد قيل لي بأنه يأتي إلى القرية ثلاث مرات في الأسبوع ، يأتي لأخذ ما يحتاج ، انتظرت في ذلك السوق المتواضع البدائي حتى بصرت برجل أسمر صاحب لحية كبيرة و عضلات مفتولة و وجه يبدو عليه الوقار ، نظرت إليه مرراً و تكرراً بعدها قررت المشي و التعرف عليه.
أنا : مرحباً ، كيف أحوالك ؟.
فاضل : ؟؟؟؟
أنا : هل صحيح أنك تعيش وحيداً و في ذلك الجبل البعيد ، أليس لديك عائلة ؟.
فاضل : هذا لا يعنيك ، أبتعد عن طريقي.
كان هذا هو كل ما دار بيني و بينه ، شعرت بقشعريرة هزت كياني من الداخل و أنا أتكلم معه ، قررت أن لا أكمل الكلام و الانسحاب من أمامه ، بعدها بيوم جاء يسأل عني شخصياً و كان يقول لي
: هل أنت مستعد يا ناصر ؟ سوف أجيب علي بعض أسئلتك ، تحمست جداً و كنت سعيداً و خائفاً ، كيف عرف أسمي ؟.
و دار بيننا هذ الحديث :
أنا : ما الذي غير رأيك و كيف تعرفني ؟.
فاضل : أنت ضيف و من واجبنا إكرامك حتى و لو كان ذلك يعني أن تحشر أنفك في ما لا يعنيك ، و عن معرفتي لك فقد أخبرني بعض الرجال عن اسمك.
أنا : تبدو مختلف عن ما قيل لي عنك.
فاضل : و ما الذي قيل لك عني ؟.
أنا : قيل لي أنك منعزل و وحيد.
فاضل : ذاك صحيح ، و ليس بالأمر الجلل.
أنا وحيد منذ طفولتي.
أنا : أخر سؤال ، قيل لي أنك تسكن في كهف في أعلى الجبل ، فكيف تصل إليه و أنت شبه معاق ؟.
فاضل : فالتعلم أني مختلف عن كل أهالي القرية و أعرف علوماً لا يعرفها إلا القليل من الناس و أتكلم مع مخلوقات نورانية تأتيني كل ليلة و هي من أخبرتني عن أسمك ، و أستطيع فعل أكثر من الطيران ، أنا أتكلم مع الحيوانات ، و فجأت سكت و لم ينطق بكلمة واحدة و بدأ يحدق إلى الباب بنظرات غريب و كأنه ينظر إلى شخص يقف عند عتبة الباب الخشبي ، و أنا لم أرى غير الهواء ،
فجأة قام من مكانه و ذهب إلى الباب ليخرج و قال لي بعض الأمور الشخصية بعضها تحقق و بعضها لا ، قضيت أشهر أتجول في تلك القرية و لم أره ، أستغرب أهل القرية كذلك من الأمر ، حيث أنه لم يغيب كل هذه المدة من قبل ، و في ليلية سفرنا و عند خروجي من البيت المتواضع إذا به يقف أمامي فجأة بدون سابق إنذار ، قال : بأنه جاء لكي يودعنا ، و عندما انحنيت لكي أخذ كاميرتي لأخذ صورة معه اختفى كما ظهر ،

خفت كثيراً و أسرعت بالخروج ، لم أعد لتلك القرية أبداً مرة أخرى ، القرية لم تعد موجودة ، و يقول حرس الحدود : بأنهم عندما يمرون على أرضها يرون شخصاً ملتحي تشبه ملامحه ملامح (فاضل) ، يقولون : بأنهم يرونه يمشي في تلك القرية قبل أن يختفي ، لا زال هذا الشخص عالقاً في رأسي إلى حد الأن و مستغرب منه و من أفعاله ، أمل أن تعجبكم قصتي فهي حقيقية و بعيدة عن الجن و الأساطير ، في حفظ الله .

 

تاريخ النشر : 2020-05-15

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى