تجارب من واقع الحياة

ليت الزمن يعود بي إلى الوراء

بقلم : فداء – العراق

ليت الزمن يعود بنا الى الوراء حتى اصلح ما فسد من قصتنا

لقد لمحت سترته الجديدة على ظهر الكرسي في قاعة الاجتماعات بالأمس ، كان لونها مميزا أبرز لون شعره الأسود الجميل الذي كان لمعانه أول شيء شدني إليه في أول يوم وطأت فيه قدمي المكتب منذ أربع سنوات.

كنت اقول له دائما بأن يكف عن سياسة التقشف التي اعتمدها منذ اول يوم صارحني فيه بحبه و وعدني فيه بأن لا يكون لغيري و أن لا أزف لغيره مهما حصل.

و كانت اجابته دائما بأنه بعدما يجمع المال الكافي و نتزوج ستكون لي مطلق الحرية في اختيار “ستايل” ملابسه و أكله و حياته كلها.

كنت ألوم نفسي و ظروفنا التي جعلتني و حبه لي سببا في شقائه ولكن ما باليد حيلة، فمرتبه و مرتبي لم يسعفانا لتحقيق حلمنا بالارتباط وسط تعنت أهله و أهلي و تمسكهم بعادات و شروط أكل عليها الزمن و شرب و كأنها كانت مسائل مصيرية لن يحل ارتباطنا دونها و لن تستقيم حياتنا إلا بها.

حشرت أنا و هو في زاوية العجز الذي كتف أيدينا امام صراعات الاهل و مشاكلهم و صرنا وسيلة لتصفية حساباتهم العقيمة و الغبية ، الى ان جاء اليوم الذي حللته فيه من وعده و اطلق فيه هو سراحي بينما احتفظ بقلبي أسيرا لقلبه الى الابد.

في ذلك اليوم، بكيت الى ان جفت مقلتي و صرخت الى ان بح صوتي و في النهاية استسلمت و هل كان بيدي حل غير الرضوخ للأمر الواقع؟؟

واعتدت الألم حتى انني يوم علمت بأمر ارتباطه بأخرى نجحت عكسي في نيل رضا أهله، ضحكت حد البكاء على حظي العاثر، فأنا عالقة بين مطرقته و سندان قلبي أتلقى ما شاء لي القدر من ضربات موجعة لا اعلم متى تتوقف.

ورغم انتقالي من الفرع حيث يعمل هو، فقد حكم علي بأن اقابله مرة كل شهر في اجتماعات المقر الرئيسي حيث لا مفر لي سوى تأمل كيف يحقق أحلامي مع واحدة غيري، و ان كنت لا أنكر براعتها في محاكاة ذوقي !

هل هي حقا تشبهني إلى هذه الدرجة من تطابق الأفكار؟

أم انه هو من يطبق تعليماتي و نصائحي عن بعد، تلك التي كنت أحدثه عنها عندما كنا نخطط سويا للمستقبل؟

و ان سألتموني عن موقفه بعد الفراق و سلوكه في لقاءتنا الجبرية تلك، فسأجيب بأنه موجوع مثلي أدرك ذلك من نظرات عينيه التي ذبل بريقها، من ابتساماته المجبرة و من ملاحقته لطيفي كلما ظن خطئا بأنني لا أراه.

ليت الزمن يعود بنا الى الوراء حتى اصلح ما فسد من قصتنا و اغلق امام قلبي و قلبه كل الابواب ربما عندها كنت سأجنبه و أجنب نفسي هذا الوجع القاسي.

تاريخ النشر : 2016-01-13

guest
29 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى