ليلةٌ باردة على الطريق السريع
من هناك يقف على الطريق ؟ |
و على الطريق السريع , امضى الشاب وقته بالإستماع الى قصةٍ مرعبة من المذياع ..و اذّ به يلمح فتاةً ثيابها مبلّلة و ممزّقة تؤشر له من بعيد ! ..
فارتعب الشاب و قال في نفسه :
-هل هذا شبح ام فتاة ؟!
ثم سخر من نفسه :
-يبدو ان القصة التي كنت اتابعها اثّرت عليّ , فأنا اساساً لا اصدّق بهذه الخرافات .. لكن مالذي تفعله هنا , في مثل هذا الوقت المتأخر ؟!
فقرّر التوقف و توصيلها .. و بالفعل !! دخلت الفتاة الى سيارته بهدوء
فأكمل هو المسير .. و حاول في الطريق التكلّم معها , لكنها ظلّت صامتة .. و بعد ان سكت هو لبعض الوقت .. بدأ يسمعها و هي تردّد عبارة : ليلةٌ باردة… ليلةٌ باردة…ليلةٌ….
فنظر اليها من المرآة التي فوقه .. و كانت مُخفضة الرأس , و تردّد العبارة لحوالي خمس دقائق بشكلٍ متواصل ..
فاستغرب الشاب منها , و سألها :
-ما بك ؟! و لما تردّدين هذه الجملة باستمرار ؟!
فضحكت الفتاة ضحكةً ساخرة : لأنكم جميعاً تبدأون بهذه العبارة , ثم تتقرّبون منّا ..ثم تهاجموننا بوحشية و بدون رحمة
فتعجب الشاب من كلامها : انا لم افهم شيئاً مما قلته ! هل بإمكانك التوضيح اكثر ؟
فقالت بقهر : قبل حوالي الثلاث سنوات , كانت احدى ليالي الشتاء الباردة .. حين هربت من عذاب زوج امي , و كنت اتجمّد في الطريق , و احتجت الى توصيلة ..
فتوقف لي رجل .. ثم اقترب مني و هو يقول : ليلةٌ باردة , اليس كذلك ؟
و لقد كانت بالفعل , و لهذا قبلت ان اركب معه .. لأتفاجأ بأنه توقف في المكان الذي وجدتني فيه .. و بعد ان اعتدى عليّ , ذبحني و رمى جثتي هناك
فارتعب الشاب و بدأ يتمتم : ذبحك ! ااأااأاأنتي تمزحين , أليس كذلك ؟
-لست امزح !! و من ذلك اليوم بقيت روحي عالقة في هذا العالم القذر , و قرّرت الإنتقام من كل رجلٍ اركب معه , و اليوم حان دورك , ايها اللعين !!
– أقسم لك انني لم ارد ان افعل شيئا معكِ , انما توقفت لأن الجو باردٌ جداً , و خفت عليك .. احلف لكِ !!
-انا لا اقبل الأعذار .. ستموت كما مات غيرك .. و الآن !!!
و هنا انتبه الى الطريق , بعد ان لمع في عينه ضوءٌ قوي قادماً من شاحنة امامه ..
فانحرف بسرعة بسيارته ليتفادى الإصطدام , الى ان سيارته وقعت في جرفٍ بجانب الطريق ..
و لاحقاً قامت الشرطة بتحديد سبب وفاته , لخطأٍ في القيادة ..
لكنه لم يكن الوحيد الذي مات على ذلك الطريق , و حتماً !! لن يكون الأخير
تاريخ النشر : 2016-02-17