أدب الرعب والعام

ليلة شتاء حزينة

بقلم : عدوشه – الأردن

ليلة شتاء حزينة
ونظرت لأجد نفس القطه تحدق بي من خلف الباب

شعور غريب مخيف بالوحدة ، في ليالي الشتاء الحزينة ، جلست امسح دموع الفراق ، فقد سافر زوجي بعد أن سكنا في منزل جديد يقع في حي عائلة زوجي .

‏غفوت قليلا ، أحسست ان شيء صغير يلتصق بي ، ابتسمت انه عموره ابني ، جاء لينام في سريري ، احتضنته وحملته لينام مع أخوته في سريره .. لكن المفاجأة أن عموره ينام في سريره هانئا ! إذا من هذا الذي بين يدي ؟ نفضت يدي وأوقعته .. انه ابني وذاك هو أبني .. كيف حدث هذا ؟ .

فتح الطفل على الأرض عينيه وبدأ يبكي : ( ماما ليش وقعتيني ) .

اقتربت منه ليشع ضوء احمر من عينيه فصرخت برعب ورجعت للخلف زاحفة على يدي . فأقترب هو مني وأنا ارتعد خوفا ، جلس على رجلي ، ثم دفعته بقوه ، ليسقط على حافة الجدار ، وهربت لغرفة ابنتي ، وأقفلت الباب خلفي .

استيقظت نغم ابنتي فقالت : ( ماما ليش شكلك خايفه هيك ) .

اقتربت منها وطمأنتها انه ليس هناك شيء فقط صياح القطط في الشارع ، قالت لي : ( لا تخافي ماما القطط حيوانات جميله ) ثم تحولت في الحال إلى قطة سوداء كبيرة وأخذت تصدر صوتا كصوت الفحيح.

هربت بذعر شديد ، لأجد ابني عموره ملقى على الأرض والدم يسيل من رأسه، نظرت لسريره فكان فارغا ، عرفت أني قتلت ابني بيدي .

جلست ابكي فوق دمائه واصرخ ، وكانت القطة تموء خلفي .

صرخت بأعلى صوتي مخاطبا هذا الشبح الرهيب : ماذا تريد ؟ اخبرني ماذا فعلت بأطفالي نغم وماهر والصغير حماده ،

‏ فلم اسمع إلا المواء المزعج من تلك القطه ، فقمت وفتحت باب غرفة نومي ،فرأيت نغم وماهر مقيدان وظهورهما للسرير ، أما صغيري حماده فكان في سريره نائما .

حاولت الذهاب اليهم ، ولكني لم استطع عبور باب الغرفه ،كأنه جدار خفي يفصلني عنهم .

سمعت صوت جارتي تناديني من خلف باب المنزل وهي تقول : (اخرجي قبل ان تموتي) .

قلت لها : ( ارجوكي ساعديني اطفالي في الداخل ما هذا ؟ ) … وأخذت ابكي .

فقالت : ( هل اختارت من اطفالك احد؟) وتابعت قائلة : ( هذه روح لأم وجدت ابنها ميتا عند الحائط ولم تعرف من قتله فماتت من شدة حزنها لتسكن روحها في هذا البيت المشئوم ، ومنذ عشرون عاما لم يسكن احد هنا ، بعد أن مات ابن احد المستأجرين بنفس الطريقة .. وقد تكرر ذلك معكي الآن ) .

فقلت: ( كيف اخرج ؟ )

فظهر صوت الشبح صارخا فنظرت نحو الصوت الصادر ارجوه يتركني وأطفالي

‏ثم سمعت الصوت رق قليلا لأسمع بكائه ثم قال الشبح : ( ابني قتل بسب أحد الضيوف زارنا فدفع ابني لأنه سكب عليه القهوة ساخنة فسقط ميتا على الأرض … ولكني لن اسامح ! ) .

فتحت عيني وكأني أرى النور أول مرة ، كان كابوسا فظيعا ، تفقدت أولادي فكانوا نائمين كالملائكة ، وكان عموره ينام قربي ممسكا بثوبي ففرحت جدا ، ثم اتصلت على جارتي التي رأيتها بذلك الكابوس البشع لتخبرني أن القصة حقيقية والروح مازالت تسكن هذا البيت فاغلقت الهاتف وذهلت لقد كان هذا تنبيها .

ونظرت لأجد نفس القطه تحدق بي من خلف الباب ، ولكني حنوت عليها وقلت : ( شكرا فقد نبهتيني ) .

وجمعت اطفالي الصغار وخرجنا من ذلك البيت دون عودة .

تاريخ النشر : 2015-11-23

عدوشه

الأردن
guest
32 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى