تجارب ومواقف غريبة
ليلة في منزلهم – دعوة لتناول العشاء
يا رجل هذا كان منزل كذا وهو متوفي منذ ٢٥ عاماً |
السلام عليكم رواد وأصدقاء ومتابعي موقع كابوس الأعزاء :
سأشارككم حدث جديد مخيف و شديد الإثارة والغرابة حدث معي منذ يومان فقط ! فلنبدأ.
أول أمس كنت برفقه صديق لم أراه منذ فترة بسبب ظروف البلاء الفيروسي و التي تعم العالم حالياً ، ونسأل الله أن يعافينا ويخرجنا من هذه الأزمة بخير ، التقيت بصديقي هذا في حديقة بالعاصمة تطل على النيل مباشرة ، في أجواء جميله وهادئة ، واذا بنا نتحدث كثيراً حتى نظرنا في الساعة لنجدها أنها الثامنة مساءً ، يا الهي كم مر الوقت سريعاً ! فللأسف بلدي تطبق حظر التجول حالياً بدايةً من ٨ أو ٩ مساءً وحتى الصباح ، وذلك بسبب الظروف الصعبة الحالية التي تعلمونها ، فودعت صديقي و رحلت ، طبعاً بما أن حظر التجول مطبق في البلاد ، فالشوارع شبه خالية من المارة والسيارات ، نعم علي أن اسرع للذهاب للمنزل فأمامي دقائق إضافية قبل تطبيق القانون ، فجأة و أنا أسير مسرعاً لاحظت بالجانب رجلاً يبدو في ال٥٠ من عمره أو أكثر ، يقول لي : توقف ، أأنت مصطفى ، ألا تعرفني ؟.
فقلت : لا ، قال لي : أنا فلان ( أسم شخص عادي) صديق لوالدك و زميله في العمل ، مكملاً حديثه : أخر المرات التي رأيتك فيها عن قرب كنت طفلاً صغيراً ، فابتسمت وقلت له : ولكن كيف عرفتني الأن و أنا لم أراك مسبقاً أبداً وأنت لم تراني منذ أن كنت طفلاً ؟ فقال لي : أنا أعرفك جيداً بكل تأكيد ، و كثيراً ما كنت أراك مع والدك ، لكن لم أراك وجه لوجه قبل ذلك إلا عندما كنت طفلاً ، مكملاً حديثه : كيف حال والدك ؟ ثم أشار بهاتفه وقال : هذا رقم هاتف والدك ، صحيح ؟ فقلت : نعم ، لن أنكر أنني صدقته بسهولة ، عموماً لأنه ذو ملامح طيبة ويعرف عني كل شيء بالفعل بما يخص اسمي وعنواني وتفاصيل خاصة بوالدي وكذلك هو زميله بالعمل ، فقال لي : سأتصل بوالدك الأن لأقول له أنني رأيتك ! فاتصل بالفعل مع تشغيل سماعه الهاتف الخارجية ورد أبي واذا بهم يضحكون ويتبادلون السلام ! كل شيء علي ما يرام ، نعم تأكدت أنه صديق لوالدي بالفعل ، أصر الرجل على دعوتي على العشاء بشكل مريب !
فقلت له : لن استطيع ، وأشكرك و مرة أخرى وهكذا ، لكنه أصر بشكل جعلني استشعر الحرج و أوافق ، قال لي : لا تقلق سأوصلك بالسيارة بعد ذلك العشاء إلى منزلك ، وتجدر الإشارة أن ظروف حظر التجول كان يستثني منها بعض الشروط ، فكان يُسمح بالتجول سيراً أو بسيارة خاصة لكن تحت ظروف معينة ، لنكمل ، ذهبت معه بالفعل في سيارته لمنزله ، و لاحظت أن منزله غريب بعض الشيء ، يوجد المنزل في زقاق رفيع توجد به خمس بيوت متتابعة وبيته هو الأخير في تلك البيوت ، كانت الساعة تقريباً التاسعة والنصف ، قمنا بالدخول للمنزل ، قال لي : أجلس يا مصطفى ، سأحضر لك شيئاً لتشربه ، ثم أتى بطبق فوقه كوب زجاجي فارغ وقال لي : تفضل ، ومن هنا بدأت الأحداث تشتد ريبه ، لم أفهم شيء ما هذا ؟ ثم فجأة قال لي : لحظة ، سأطلب من زوجتي تحضير العشاء سريعاً ، كنت اسمع ضجيج وهمسات هذا الرجل في المطبخ وأيضاً صوت زوجته ، غاب الرجل تقريباً نصف ساعه ، ما كل هذه المدة ؟ ثم خرج بمجموعه من الأطباق الفارغة أيضاً وقال لي : تفضل !.
ولسان حالي يقول : ما هذا العبث ما الذي يحدث ؟ فقلت له : الأطباق فارغة ! فلم يرد ، ثم قال : لحظة ، سأعود ، ثم قام بالدخول لغرفة في المنزل ، لكنه لم يخرج ! نعم لم يخرج أبداً ، تخيلوا أنني انتظرت أكثر من ٤٥ دقيقه أو ٥٠ دقيقه منتظراً هذا الغريب الأطوار ! ، بدأت بالنداء : يا فلان ، يا فلان ، وارتفع صوتي بشكل ملحوظ : يا فلان ! لا يوجد رد وهدوء غريب ! ربما بسبب ارتفاع صوتي وندائي هذا ، داخل المنزل وجدت الباب يطرق وشعرت أنه كان مفتوحاً أصلاً وبالفعل كان ذلك ، فاضطررت طبعاً للذهاب للخارج فوجدت ٤ رجال يقفون أمام المنزل منهم شخصان كانا متقدمان لداخل مقدمة المنزل ، متعجبين يبدو أنهم الجيران ، حدقوا بي كثيراً مندهشين ! وقائلين : من أنت ؟ ما الذي أتي بك إلى هنا ؟ كيف دخلت هنا ؟ أأنت لص أم ماذا ؟ شعرت أنني في حلم أو أنني في فخ ! مجموعه أحاسيس غريبة انتابتني ، فشرحت لهم ما حدث لي ، قالوا : ماذا ؟ مستحيل أأنت ثمل أم ماذا أم تتخيل ؟ مكملين بلهجه عنيفة : يا رجل هذا كان منزل كذا وهو متوفي منذ ٢٥ عاماً ، وهذا المنزل مهجور تماماً ومغلق ولم يقربه أحد من عائله المتوفي طيلة ال٢٥ عاماً الماضية ، حتى أصبح مهجوراً ومدمراً ! مكملين : كيف دخلت ؟ أقفزت من على سور المنزل أم ماذا ؟ مكملين أيضاً : وكيف وجدنا هذا الباب مفتوحاً ، أكسرته عند دخولك أم ماذا ؟ لم اصدق ، فالتفاصيل التي حدثت دقيقة وكثيرة ومتقنة ومعقده ، فكيف كل هذا ؟ هل تتخيلوا أنني عندما عاودت النظر لداخل المنزل رأيت أن المنزل مهجور وهالك وقذر تماماً من الداخل ، اقسم أنني كنت سأصاب بالجنون ، كيف فمنذ دقائق كنت هنا في منزل عادي مضيء ومرتب مع كذا وكذا ؟ و بعد كثير من الشد والجذب ، شاهدوني في هذه الحالة ، فقالوا لي : هيا ارحل من هنا فأنت ربما تهلوس ! ويبدو أنك ابن ناس فلن نحتجزك أو نبلغ الشرطة ، لكن لا تقرب هنا مرة أخرى !
رحلت عن المكان مصدوماً ومندهشاً ، و اتصلت بوالدي فوراً لأسأله عن هذا الصديق الذي قام بالاتصال به وتبادلا السلامات والضحكات ؟ فقال : أي اتصال ؟ لم يتصل أحد بي ! مكملاً كلامه : نعم الاسم الذي تتحدث عنه كان زميله بالعمل لكنه متقاعد منذ زمن و يقطن بمحافظه أخرى ! لكن لا يوجد اتصال نهائي كما أنا أذكر ! مكملاً : ماذا حدث ، أي اتصال تتكلم عنه ؟ فقلت له : أبداً ، لا شيء ، يبدو أنني في حالة ما ، وفضلت عدم إخباره وأغلقت الموضوع معه ، ثم عدت مسرعاً للمنزل بعد معاناه مع السير في الشوارع الفرعية بسبب حظر التجول وكانت الواحدة ليلاً قد حلت ، حتى بعد وصولي لمنزلي و رغم إصرار والدي على معرفه ما حدث وما الكلام المبهم الذي أقوله وقصة الاتصال و زميل العمل ، لكنني لم أرد إخباره كل التفاصيل التي حدثت لأنني علمت ما الذي حدث ! نعم ، فالأمور أصبحت واضحة على ما يبدو …
تاريخ النشر : 2020-07-16