تجارب ومواقف غريبة

ليلة وفاه جدي

بقلم : فيروز مصري – مصر

ليلة وفاه جدي

كان جدي مقربا لنا جميعاً بشدة ..

توفي جدي منذ ثمان أشهر تقريبا – رحمه الله – بسبب مرض ما في الكبد . كان جدي رجل ملتزم بصلاته رغم انه لا يقدر على السير على قدميه ، لكنه كان محافظا عليها ولا يفوت فرضا . و كان مقربا لنا جميعاً بشدة .

في يوم وفاته قررت أمي زيارته و إحضار معها الغداء ، فأخذت أختي الكبيرة معها ، و كانت خالتي الكبرى قد اتفقت على زيارته هي أيضا .

تصف لي أختي أن جدي كان وجهه منيرا طوال اليوم و يضحك و يبتسم و ينهض من فراشه بسهولة للجلوس مع أمي و خالتي و أختي . على الرغم من أنه في آخر زيارة له كان لا يقدر على الاعتدال في الفراش و كان وجهه شاحبا .

بعدها جلسوا في الصالون و جدي كان يرتاح في فراشه – مع العلم أن غرفته تطل على الصالون –  فإذا بهم يسمعون صوته ينادى أمي قائلاً : " آه .. آه .. ألحقيني يا فيفي .. بموت يا فيفي" . و كان يهتز بجسده كأنه يحاول النهوض . و كان لا يستطيع التنفس .

تسمرت أمي و خالتي في مكانهما لكن أختي ركضت إليه و أشعلت النور و المروحة على أعلى درجة و جلست بجواره ، ثم أسرعت خالتي بجواره تقرأ الشهادة و أمي تبكي بجوارهما و أختي تمسك بيد جدي .

ثم انقطع النور ، و عندما عاد كانت أجمل ابتسامة تزين وجه جدي المنير .

في تلك الأثناء كنت في درس خصوصي مع زميلاتي و اشعر بقلبي منقبض و أفكر في جدي كثيرا حتى رن هاتفي و كان المتصل أبى ، اقسم كأنني عرفت أن جدي رحمه الله حدث له أمر ما دون أن يخبرني أحد ، لكني لم ابكي إلا عندما وصلت البيت و اخبرني أبي بموته ، عندها بكيت طوال الطريق لبيت جدي .

بعدها كنا نتحدث جميعاً ، قال لي ابن خالتي انه كان موجودا قبل وفاه جدي و جلس معهم قليلا ثم انصرف لكنه التقط صورا مع جدي قبل رحيله . و كان يقسم انه شعر بنهاية جدي و شعر برغبة في التصور معه .. وعندما اتصلت أمه لتخبره بموت جدي كان كأنه عرف من تلقاء نفسه قبلما أن يخبره احد مثلي ! .

و الأغرب عندما تحدثت مع ابن خالتي الآخر ذو الاثنى عشر عاماً .. قال انه كان وقتها يلعب في الشارع بالكرة عندما لاح له جدي في الأفق و هو يلوح له قائلا : " محمد .. ألحقني " . و أجابه : " حاضر يا جدي أنا جايلك " .

و عندما صعد لبيته باكيا كان الخبر قد وصل أخته الكبرى فقالت له أن جدي تعب و علينا أن نذهب له الآن ، لكنها فوجئت به يقول: " انتي كدابة .. جدو مات " ..

كنت أتمني حقا إن كنت معهم فأختي التي بطبيعتها تخاف من أي ظواهر خارقة و تكره أن أتحدث عنها أمامها قالت إنها كانت تشعر بالطمأنينة و لم تشعر بالخوف مطلقا و هي تمسك بيد جدي عندما انقطع النور .

تاريخ النشر 03 / 09 /2014

guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى